عمرها 514 مليون عام.. مستحاثات “لا تنتمي إلى أي كائن حي” تحيّر العلماء
حيرت أحافير ثلاثية الأبعاد على شكل نجمة، تبلغ من العمر 514 مليون عام، العلماء بعد اكتشافها منذ أكثر من 100 عام.
وعثر على الأحافير الغريبة في حجر الأساس الذي يبلغ عمره 500 مليون عام في جنوب غرب الولايات المتحدة في عام 1896.
وفي ذلك الوقت، افترض علماء الحفريات أن هذه كانت بقايا قنديل البحر القديم ذو المخالب، وهو سلالة من الحيوانات تعود إلى ما لا يقل عن 890 مليون سنة. وأطلقوا عليها اسم Brooksella alternate.
وعانت هذه الهياكل الغريبة من Brooksella alternate من أزمة هوية منذ أن حصلت على اسمها، حيث أنه على مدى عقود، جادل العلماء بأنها بقايا ديدان مختبئة أو طحالب منتفخة أو إسفنج زجاجي.
وفي هذه الأثناء، لم يقتنع آخرون بأن هذه الهياكل هي أحافير، وبدلا من ذلك شرحوها على أنها فقاعات غاز.
وفي عام 1896، كُلف العالم تشارلز دوليتل والكوت بمهمة فحص الأحافير ذات الشكل النجمي الغامضة التي عثر عليها في تكوين كوناسوجا في جنوب شرق الولايات المتحدة. ووصف والكوت في البداية العينات المتحجرة على أنها قناديل البحر ذات المخالب. ومع ذلك، فقد اعتبر أيضا أنها يمكن أن تكون إسفنجيات سداسية، على الرغم من حقيقة أنه لم يكتشف آثارا للشويكات التي تشكل جزءا من الهيكل العظمي لهذه الحيوانات البحرية.
ومنذ ذلك التاريخ، تمت إعادة تقييم الهوية التصنيفية لـ Brooksella alternate في مناسبات متعددة.
والآن، تشير نظرة جديدة على Brooksella alternate باستخدام التصوير ثلاثي الأبعاد عالي الدقة والتحليل الكيميائي إلى أن هذه الهياكل، في الواقع، “أحفورة زائفة”.
وفقا لمؤلفي الدراسة الجديدة، فإن Brooksella ليس إسفنجا، ولكنه شكل غير عادي من السيليكا. ويمكن أن يندمج هذا الجسيم المعدني الطبيعي ليشكل أشكالا كروية أو تكعيبية أو سداسية.
وما يبدو وكأنه “فم” Brooksella موجه في الواقع لأسفل نحو الرواسب، ما يجعل من الصعب للغاية تصفية الطعام من الماء كما يفعل الإسفنج.
وقد يجعلنا “الفم” المتجه للأسفل نفكر في نجم البحر، ولكن يُعتقد أن سلف جميع نجوم البحر ظهر في مشهد الأرض قبل 480 مليون سنة فقط، بعد عشرات الملايين من السنين من تأريخ أحفورة Brooksella.
ولا يبدو أن الديدان المختبئة هي تفسير مرضي أيضا. بينما كانت هذه الكائنات الحية موجودة على الأرض خلال منتصف العصر الكمبري، لم يجد العلماء أي علامة على أنها صنعت هياكل على شكل نجمة.
وجاء التفسير الوحيد الذي كان منطقيا عندما قارن الخبراء Brooksella بأشكال السيليكا الخرسانية الأخرى التي تنتجها صخور الأساس الكمبري حول العالم.
وكتب الفريق: “لم نجد أي فرق بين Brooksella والخرسانة، بخلاف أن Brooksella كان لها فصوص لم تكن موجودة في الخرسانة. وهكذا توصلنا إلى أن Brooksella لم يكن جزءا من التنويع المبكر للإسفنج في بحار العصر الكمبري الوسطى، ولكنه كان نوعا غير عادي من خرسانة السيليكا. ويمكن أن تكون التكوينات جميع أنواع الأشكال لدرجة أن البعض يبدو وكأنها تشكلت عضويا”.
وتشرح عالمة الحفريات سالي ووكر من جامعة جورجيا: “لقد أثار اهتمامي هيكل Brooksella لأنه، على عكس معظم الأحافير، كان له شكل ثلاثي الأبعاد مثل عجينة منتفخة على شكل نجمة وهو أمر غير مألوف بالنسبة للحيوانات الإسفنجية مثل الإسفنج”.
وفي هذا التحقيق الجديد، تم استبعاد أن يكون Brooksella من أصل بيولوجي، بعد تعريضها للتحليل الكيميائي جنبا إلى جنب مع الصور ثلاثية الأبعاد عالية الدقة التي تم الحصول عليها بواسطة التصوير المقطعي الدقيق (micro-CT).
لكن هذا لا يعني أن العلماء حلوا جميع ألغاز Brooksella. وما يزال من غير الواضح، على سبيل المثال، لماذا تم العثور على العديد من الخرسانات الغريبة بنفس الشكل في هذه المنطقة الواحدة من العالم.
وتبدو هذه الأشياء متشابهة تماما من الخارج، ولكن عندما فحص العلماء ديناميكياتها الداخلية باستخدام المسح الضوئي الدقيق، وجدوا أنها جميعا مختلفة تماما بطبيعتها. وستكون هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة كيف تشكلت بالفعل.
ويقول عالم الجيولوجيا جيمس شيفباور من جامعة ميسوري: “في حين أن تطبيقات microCT لا حصر لها تقريبا في علوم المواد والمجالات الهندسية، فإن قدرتها على توضيح السجل الأحفوري قد بدأت للتو. وهذا المشروع هو مثال ممتاز لأنواع الألغاز الأحفورية التي يمكننا حلها باستخدام تطبيقات microCT”.
المصدر:مواقع ألكترونية