دراسة جديدة تكشف عن تباطؤ في دوران الأرض، وزيادة في طول اليوم!
تباطَأَ دوران اللب الداخلي للأرض عن ذي قبل، وهو الآن يدور ببطء أكثر من طبقة وشاح الأرض.
تُساعِد هذه النّتيجة في تفسير التّغييرات الأخيرة في المجال المغناطيسيّ للأرض، وتزايد طول اليوم.
يعدّ فهم التّفاعل بين طبقات الأرض المختلفة أمراً بالغ الأهمّية في التّنبؤ بالاضطرابات المحتملة الّتي تسبّبها التّغيرات في اللّب الدّاخلي، من ثمّ تخفيفها.
يشير بحثٌ جديد نُشر في مجلّة Nature Geoscience إلى أنّ اللّب الدّاخلي للأرض -الطّبقة الداخلية- قد أبطأَ من دورانه في العقود الأخيرة، وهو يدور الآن بشكلٍ أبطأ من الوشاح -الطّبقة التي تعلو اللّب الخارجي-.
يحتوي اللب الخارجي السّائل، اللّبّ الدّاخلي الصلب، ممّا يمكّن اللّبّ الدّاخلي من الدوران بشكل مختلف عن الأرض نفسها، والمسؤول عن تحريك دورانه هو المجال المغناطيسيّ المتولّد في اللّبّ الخارجي، والذي توازنه تأثيرات الجاذبية داخل وشاح الأرض.
حلّل العلماء الموجات الزّلزالية للهزّات والزّلازل التي مرّت عبر اللّب الدّاخلي، وتمكّنوا من حساب كيفيّة تَغيّر دوران اللّبّ الدّاخليّ منذ السّتينيّات. ووجدوا أنّ الموجات الزلزاليّة تميل إلى اتّباع مسار مشابه جداً منذ حوالي عام 2009، ممّا يشير إلى أن دوران النواة الداخلية قد توقف مؤقتاً. أظهرت البيانات حدوث شيء مشابه في أوائل السبعينيات، ممّا يشير إلى أن اللّبّ الداخلي يبدو وكأنّه يتغير بطريقة مماثلة كل بضعة عقود.
يساعد الاكتشاف الجّديد في تفسير التّغييرات الأخيرة في المجال المغناطيسيّ للأرض وطول اليوم. فمنذ عام 2020، يتزايد طول اليوم تدريجياً بإضافة جزء بسيط من ميلي ثانية كلّ عام. أيضاً، يمكن أن تؤدّي التّغييرات في المجال المغناطيسيّ إلى اضطرابات في أنظمة الاتّصالات والملاحة. يعدّ فهم طريقة العمل الدّاخلية للأرض أمراً حيوياً في التّنبؤ بهذه التّأثيرات والتّخفيف من حدتها.
كما أصبح العلماء الآن قادرين على فهم التفاعل بين طبقات الأرض المُختلفة، والتأثير الذي يمكن أن تحدثه العمليات العميقة داخل الأرض على السطح بشكل أفضل. يعدّ التّفاعل بين طبقات الأرض ضروريّاً للحفاظ على المجال المغناطيسيّ للكوكب، والذي يحمي الأرض من الإشعاع الشّمسي الضّار.
يلقي البحث الجديد الضّوء على العمليّات المعقّدة الّتي تحدُث في أعماق الأرض ويؤكّد على أهميّة الدّراسة المستمرّة للأعمال الدّاخلية للكوكب. هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم التّفاعل بين طبقات الأرض المختلفة والتّأثير الذي يمكن أن تُحدِثه التّغييرات في اللّب الدّاخلي على سطح الكوكب.
المصدر:مواقع ألكترونية