سلسلة “Hors- jeu” تُعالج ” فارق السن بين الزوجين” بـ “الكوميديا الساخرة”
تعرض القناة الأمازيغية “الثامنة”، خلال شهر رمضان الجاري، السلسلة الأمازيغية الكوميدية “اورجو Hors- jeu”، لمخرجها عبد العزيز أو السايح وسيناريو علي الداه، بمشاركة مجموعة من الممثلين الأمازيغيين، كـ عبد اللطيف عاطف، نورة الولتيتي في دور البطولة، بمشاركة الحسين برداوز، أحمد عوينتي، حميد اشتوك، فاطمة السوسي، خدوج أنضام، لحسن سرحان، خديجة أمزيان، حسن عليوي… ومن إنتاج “ماسيليا”.
وتتناول السلسلة التي تعالج فارق السن بين الزوجين في قالب كوميدي ساخر، يوميات “البشير” رجل في العقد السادس من عمره والذي تزوج بـ ” ربيعة ” في العقد الثالث من عمرها، بعد فشله ثلاث مرات سابقة لعدم قدرته على الإنجاب من الزوجات الثلاث السابقات.
وتستمد السلسلة الفكاهية “اور جو Hors- jeu ” فكرتها المحورية من صلب الواقع المغربي حيث “نجد في بعض العلاقات الزوجية نوعا من التفاوت على مستوى السن أو التجارب الحياتية، وهذا التفاوت قد يلقي بظلاله على واقع الزوجين مما يجعلنا أمام العديد من المواقف الدرامية التي يمكن استثمارها سواء في الشق التراجيدي أو الكوميدي”.
وترصد “اور جو ” حسب السيناريست، علي الـداه، العديد من المواقف الكوميدية الناتجة عن هذا التفاوت، وتتلخص فكرة السلسلة الكوميدية ” اور جو ” في حكاية “البشير” الرجل المتقاعد الذي قرر الزواج من “ربيعة” التي تصغره ببضع سنوات بعد أن فشلت زيجاته الثلاث السابقة نتيجة عدم الإنجاب، تدور أحداث السلسلة في الضيعة التي يمتلكها البشير والتي قرر الإقامة بها ومغادرة المدينة بحثا عن السكينة والهدوء، فارق السن بين الزوجين يزيد من تعقيد العلاقة بينهما، تتنوع مواضيع السلسلة حسب ما تمليه العلاقة بينهما من قضايا ذات طابع اجتماعي يساير تطورات المجتمع المغربي في قالب كوميدي يعتمد كوميديا الموقف كأرقى أنواع الضحك.
وتندرج السلسلة الفكاهية، وفق الــداه، ضمن خانة الأعمال الدرامية ذات الطابع الخفيف والقصير من حيث زمن الحلقات وعدد المشاهد، من هنا “يمكن أن نقول ان الحدث العام الذي تعرضه القصة هو يوميات ” البشير ” رجل في العقد السادس من عمره والذي تزوج ب ” ربيعة ” في العقد الثالث من عمرها، زواجه هذا جاء بعد ان فشل في ثلاث زيجات سابقة، طبعا لهذا الفشل سببه الرئيس والمتمثل أساسا في عدم قدرته على الانجاب من الزوجات الثلاث السابقات، إصرار البشير على الزواج بهذا الشكل دافعه حياة الرخاء التي يعيشها في ضيعته الخاصة”.
وتبدا القصة برحيلهما الى البادية وبالضبط إلى الضيعة التي يجعل منها البشير ملاذه الهادئ حين تضيق به سبل الحياة بالمدينة، يحل البشير وزوجته ربيعة بالضيعة بالرغم من عدم قبولها بالفكرة أساسا لكنها تدعن لرغبة زوجها ذو الشخصية المركبة، يوميات الزوجين تمليها حياتهما معا والتي تتسم في الغالب بالخلاف وعدم التوافق الناتج عن التفاوت بينهما في السن، ربيعة لاتزال شابة تحلم كما تحلم الشابات اللواتي في سنها بزوج أكثر ليونة ورومانسية، لكن حظها العاثر رمي بها الى زوج لم يعد يهمه في الحياة الا ضيعته وسيارته الفريدة وصديق عمره العصفور ” داوود ” .
عدم تسلسل الحلقات من حيث الفكرة أو الحدث، جعل السيناريست يقتصر في التصور العام للسلسلة على الحدت المحوري والأساسي للقصة وهو هجرة البشير وزوجته الشابة ربيعة من المدينة باتجاه الضيعة التي يملكها ضواحي المدينة ويومياتهما بها وما تفرضه الحياة الزوجية التي يعيشانها من صراعات وخلافات ذات طابع كوميدي فكاهي، وتأتي الحلقات بشكل مستقل من حيث الفكرة والحدث وحتى الشخصيات الثانوية التي تساهم في صناعة الحدث موضع الحلقة”.
وبخصوص نمط كتابة السلسلة، يقول السيناريست إن “التحولات الحياتية التي تجابه الإنسان المغربي في كثير من الميادين تحتم على الكاتب الكوميدي اللبق تجديد رؤيته وأدواته بعيدا عن التهريج والضحك المجاني وجعل الكوميديا أداة تهذيب وتشذيب قبل أن تكون أداة للترفيه بل وجعلها رافعة لمنسوب الوعي من خلال فرجة تطرح قضايا المجتمع في قالب فني فكاهي، كوميديا تشاكس وتمارس حق نقد الواقع بلباقة وحس فني راق”، مضيفا أن “من هذا المنطلق جاءت فكرة الاشتغال على سلسلة كوميدية قصيرة تطرح في موضوعها إشكالية الإرتباط بوجود فارق زمني بين الأزواج وصراع الأجيال الذي يبقى محور من المحاور التي نعتمد عليها في بناء الحبكة الكوميدية للسلسلة “.
وأضاف المتحدث أن “هاجس التوقيت الزمني للحلقات يفرض علينا نوعا من الحرص على انتقاء المواضيع والأفكار ذات الصلة بالفكرة العامة، إضافة إلى الدقة في تناول الموقف موضوع الحلقة بعدد من المشاهد لا يتجاوز7مشاهد مركزة من حيث الحوار والجمل الكوميدية مع إستغلال كل الفضاءات والديكورات المعتمدة في السلسلة مع تركيزنا على جماليات بصرية مكملة للسيناريو من قبيل الديكور والملابس ونمط كل شخصية على حدة”.
منتصر إثـري