بسرعة 800 كيلومتر/الثانية تتجه نحو الأرض.. ما الرياح الشمسية وما خطورتها؟
رصد العلماء ظهور "ثقب" إكليلي عملاق ثانٍ على سطح الشمس، يقدر حجمه بـ20 ضعف كوكب الأرض، وقالوا إنه بصدد إرسال رياح شمسية نحو الأرض قد تصل سرعتها إلى نحو 800 كيلومتر في الثانية، أو 1.8 مليون ميل في الساعة. وتوقعوا أن تصل هذه الرياح إلى كوكبنا الجمعة أو السبت ويمكن أن تخلق شفقاً قطبياً في بعض أنحاء العالم.
ومن المعروف أن الثقوب الإكليلية (التاجية) تطلق الرياح الشمسية في الفضاء، التي يمكن أن تلحق الضرر بالأقمار الصناعية وتتسبب في ظهور أشفاق قطبية مذهلة إذا وصلت إلى الأرض.
وخلال حديثه مع موقع بيزنيس إنسايدر قال أستاذ الفيزياء الفضائية بجامعة ريدينج ماثيو أوينز: "إن الشمس تستعد لذروة نشاطها، التي تحدث كل 11 عاماً تقريباً. من المرجح أن تظهر هذه الثقوب قرب خط الاستواء للشمس".
ما المقصود بالرياح الشمسية؟
لا ترسل الشمس الحرارة والضوء وحسب، بل ترسل أيضاً كثيراً من أشكال الطاقة الأخرى والجزيئات الصغيرة في طريقها إلى كوكبنا. أحد أشكال الطاقة هذه هي الرياح الشمسية، والتي هي عبارة عن تيار من الجسيمات المشحونة، ومعظمها من البروتونات والإلكترونات، تنبعث باستمرار من الشمس. إنه تدفق مستمر للغاز والبلازما والمجالات المغناطيسية التي تمتد إلى الخارج من هالة الشمس إلى الفضاء بين الكواكب بسرعة تصل لنحو 400 كم/ثانية (أو 1.5 مليون كيلومتر في الساعة).
لوحظت هذه الظاهرة لأول مرة في عام 1859 من عالم الفلك ريتشارد كارينجتون في أثناء عاصفة شمسية. لكن الشمس لا ترسل نفس القدر من الطاقة طوال الوقت، فتوجد رياح شمسية متدفقة باستمرار وتوجد أيضاً عواصف شمسية.
خلال نوع واحد من العواصف الشمسية يسمى الانبعاث الكتلي الإكليلي (CMEs)، تتجشأ فقاعة ضخمة من الغاز المكهرب يمكن أن تنتقل عبر الفضاء بسرعات عالية، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على كوكبنا وبيئته. فيما تعتمد قوة العاصفة ومدتها على شدة واتجاه الرياح الشمسية، فضلاً عن اتجاه المجال المغناطيسي للأرض.
في حين أن الرياح الشمسية ليست خطرة بشكل مباشر على البشر الذين يعيشون على الأرض، فإنها يمكن أن يكون لها تأثير على كل شيء في المجموعة الشمسية، من الكواكب إلى الكويكبات والمذنبات. إنه يتفاعل مع المجالات المغناطيسية للكواكب، مما يتسبب في حدوث الشفق، ويمكن أن يؤثر حتى على مسار المركبات الفضائية، فضلاً عن بنيتنا التحتية التكنولوجية.
يمكن للجسيمات المشحونة في الرياح الشمسية أن تتداخل مع الأقمار الصناعية وشبكات الطاقة وأنظمة الاتصالات وتتلفها، تُعرف هذه الظاهرة باسم العاصفة المغناطيسية الأرضية. عام 1989 تسببت عاصفة شمسية قوية بشكل خاص في انقطاع التيار الكهربائي في كيبيك وكندا، وتعطيل الاتصالات وأنظمة الملاحة في جميع أنحاء العالم.
يمكن أن تشكل الرياح الشمسية أيضاً خطراً على رواد الفضاء والمركبات الفضائية. كما يمكن أن تسبب الجسيمات المشحونة في الرياح الشمسية مرض الإشعاع وتلف المعدات الإلكترونية. تتخذ وكالة ناسا ووكالات الفضاء الأخرى الاحتياطات اللازمة لحماية رواد الفضاء والمعدات في أثناء العواصف الشمسية من خلال مراقبة الرياح الشمسية وتعديل مدارات المركبات الفضائية وفقاً لذلك.
بالإضافة إلى ذلك تمتلك الرياح الشمسية القدرة على تأثير على الغلاف الجوي للكواكب والأقمار. على سبيل المثال، يُعتقد أن الرياح الشمسية جردت كثيراً من الغلاف الجوي للمريخ بمرور الوقت، تاركة الكوكب بجو رقيق وهش. وبالمثل فإن للرياح الشمسية تأثيراً كبيراً على الغلاف الجوي لقمر زحل تيتان.
يسافر الناس خصيصاً إلى القطبين المتجمدين، وبالأخص الشمالي لمشاهدة عروض ضوئية طبيعية يطلق عليها "الشفق القطبي". الأضواء المميزة التي تظهر قرب القطب الشمالي تسمى الشفق القطبي أو الأضواء الشمالية، أما القريبة من القطب الجنوبي فيُطلق عليها اسم الشفق القطبي أو الأضواء الجنوبية.
ورغم أن من الأفضل رؤية الشفق القطبي ليلاً، فإنه ناتج عن الشمس، وتحديداً عن الرياح الشمسية التي تطلقها الثقوب الإكليلية من سطح الشمس. فيما يحمينا المجال المغناطيسي حول الأرض من معظم الطاقة والجسيمات التي ترسلها، ولا نلاحظها حتى.
فعندما تأتي عاصفة شمسية نحو كوكبنا، يمكن لبعض الطاقة والجسيمات الصغيرة أن تنتقل عبر خطوط المجال المغناطيسي في القطبين الشمالي والجنوبي إلى الغلاف الجوي للأرض. هناك، تتفاعل الجزيئات مع الغازات في غلافنا الجوي مما يؤدي إلى عرض جميل للضوء في السماء. وبينما يعطي الأكسيجين الضوء الأخضر والأحمر، يتوهج النيتروجين باللون الأزرق والأرجواني.
المصدر:مواقع ألكترونية