هل العرب حرروا فعلا الأمازيغ من الاستعمار البيزنطي؟
من بين الاكاديب التي يروجها العرب في كتبهم انهم عندما وصلوا الى شمال افريقيا وجدوا الامازيغ مستعمرين من طرف البيزنطيين وانهم حرروهم من الاستعمار البيزنطي , لكن في الحقيقة البيزنطيين في ذلك الزمان لا يسيطرون الا على بعض المدن الساحلية و باقي شمال افريقيا كان محررا تحت سيطرة الامازيغ , في ذلك الوقت كان الامازيغ قريبين من اخراج البزنطيين من ارضهم و لم يبق منهم الا بعض الجيوب نتيجة للثورات المتعددة
ثورة القائد يابداس زعيم قبائل الأوراس وكوتزيناس زعيم قبائل جنوب تونس ثم إنقلاب القائد أنطلاس من سنة 535 م إلى 597 م
ثورة القائد الأمازيغي البطل كابايون زعيم قبائل لواتة ضد الواندال سنة 523 م
ثورة البطل الأمازيغي الأمازيغي أنطلاس ضد الواندال سنة 530 م
ثورة كاركاسان سنة 547 م ضد البزنطيين
ثورة القائد الأمازيغي غرمول سنة 565 م إلى 578 م وبداية نهاية الاستعمار البيزنطي في شمال إفريقيا
هذه الثورة العظيمة دامت 12 سنة من الكفاح تعتبر الضربة القاضية ضد الإستعمار البيزنطي الذي فقد كل تحصيناته وإستحكاماته العسكرية في شمال إفريقيا بل وأجبرت المعمرين البيزنطيين على الفرار إلى إسبانيا ، وأهم شئ هو إنفصال شمال إفريقيا سياسيا عن الإمبراطورية البيزنطية
قائد هذه الثورة هو غرمول ملك موريطانيا (وسط وغرب الجزائر إضافة إلى المغرب الأقصى حاليا وعاصمته شرشال) وسحق كل الجيوش البيزنطية مع تخريب كل الحصون والمدن التي بناها القائد المجرم تروغليطة يوحنا البيزنطي وهذه الجيوش هي كالتالي :
أولا : جيش القائد تيودور الذي قتل وسحق مع جيشه سنة 569 م
ثانيا : جيش القائد البيزنطي تيوكتيسيون الذي قتل وسحق مع جيشه سنة 570 م
ثالثا : جيش القائد البيزنطي أمابيليس الذي قتل وسحق مع جيشه سنة 571 م
إنتهت هذه الثورة سنة 578 م على إثر خديعة من طرف البيزنطيين الذين طلبوا السلم والمفاوضات مع الثوار وحين جاء زعماء القبائل يتوسطهم غرمول ، قام القائد البيزنطي جنادوس بهجوم مباغت على غرمول الذي إستشهد على إثر هذه الخديعة
لكن رغم إستشهاد البطل غرمول ، إستمر الأمازيغ في محاربة العدو البيزنطي دون هوادة وسجل التاريخ ثورة شعبية أخرى بين سنة 595 م إلى 596 م إنتهت بنفس الخديعة أي طلب السلم للتفاوض ثم مباغتة وقتل الوفد المفاوض من طرف نفس المجرم الحقير جناديوس الذي أصبح بطريق على المغرب
وفي خضم هذه الثورات تزعزع الكيان البيزنطي الذي تقهقر وبدأ يعاني من جبهات قتال جديدة مثل ثورة بلاد السلاف في أوروبا الشرقية ، وتفشي الإنحلال والرشوة عند الحكام أين إنتهى الأمر بإنقلابات عسكرية أضعفت كثيرا الإمبراطورية البيزنطية التي إنتهت بالإنقسام وإستقلال بطريق إفريقية جرجير أو غريغوريوس عن بيزنطة وتكوينه لدويلة مستقلة عاصمتها سبيطلة جنوب غرب تونس من سنة 607 م إلى سنة 646 م
أولا:الأمازيغ لم يطلبوا النجدة ولا المساعدة من العرب لتحريرهم من البزنطيين لكون هؤلاء على وشك الزوال بعد الضربات القوية التي تلقوها من الثوار الأمازيغ
ثانيا:العرب لم يأتوا لنجدة الأمازيغ ولا لنشر الإسلام بل قدموا لسلب ممتلكات السكان وسفك دمائهم وأخذ السبايا والعبيد ولم تكن تهمهم تحرير أرض الأمازيغ بل هدفهم امتلاك الفريسة بمفردهم .وهل تحرير شعب مايتم بسفك دماء رجاله وأخذ نسائه كسبايا وأطفاله كعبيد وسلب ممتلكاته بغيرحق؟
و ما يكدب كلامهم و بشهادتهم هو ان جيش العرب الفاتحيين وجد مقاومة شرسة من الامازيغ بقيادة الملك اكسيل تم من بعده الملكة تيهيا التي يلقبونها بالداهية , و يدكر ان اكبر مقاومة وجدها العرب في فتوحاتهم هي مقاومة الامازيغ التي استمر لمدة ستين سنة
المصدر:مواقع ألكترونية