«اللعنة على الجهل المقدس»
هذه العبارة آخر ما نطق بها الفيلسوف الايطالي "جوردانو برونو" بعد أن حكمت عليه الكنيسة بإحراقه حيًا وكان صامتًا لا ينطُق حتى رَأى عجوزًا وهي تحمل خشبة ألقتها في النار قائلة باسم اللّٰه من دون أن تعرف شيئًا عن تُهمة الضحية سوى إنهُ أمر الكنيسة !
كان برونو راهبا في بداية الأمر، حيث مال إلى الدراسات الدينية واللاهوتية في بداية شبابه، وبعد ذلك تحول إلى دراسة الفلسفة، والتي كانت أحد أسباب موته.
بعد ذلك بدأ يطلع على الفلسفة، ومن ثم درس علم الفلك واعتنق نظرية كوبرنيكوس والتي كانت محرمة من قبل رجال الدين، وتقول هذه النظرية أن الأرض كروية وتدور حول الشمس، ولم يكتفِ بهذه النظرية وحسب، بل قال بأن النظام الشمسي هو أحد مجموعة من النظم التي تغطي الكون على شكل صورة نجوم وألوهية ولا نهائية الكون، كما قال في نظريته أن كل النظم النجمية الأخرى تشتمل على كواكب ومخلوقات عاقلة أخرى.
وفي العام 1593 بدأت محاكم التفتيش في استدعاء جوردانو برونو بتهم عديدة من أبزرها الهرطقة والزندقة، حيث قامت هيئة التحكيم الرومانية باتهامه بإنكار العقيدة الكاثوليكية ، وفي يوم 20 يناير من عام 1600، اتهم البابا كليمنت الثامن جوردانو برونو بالهرطقة ليصدر عقب ذلك في حقه حكم بالإعدام.
تم حرق جيوردانو برونو في 17 فبراير 1600 (مانورتيز)
وفي يوم 17 أبريل 1600، حكم عليه بالإعدام حرقا، وتم تنفيذ الحكم في ساحة كامبو دي فيوري (Campo de' Fiori) في روما، ولقد قال المؤرخون أن إعدامه جاء بسبب آرائه الدينية وليس بسبب آرائه الفلسفية، وبوفاته أسدل الستار على حياة شهيد العلم، ولقد ندمت الكنيسة على فعلتها هذه ، وتكريما له قامت بنحت تمثال يمثله في ساحة كامبو دي فيوري، لتخلد ذكر هذا الفيلسوف والفلكي الإيطالي الشهير.