بالأدلة التاريخية واللغوية أكلة (سلو) أمازيغية الأصل
لا يعلم جل المغاربة أصل الاكلة الشهيرة التي يُعدّونها في رمضان والاعراس وفي المناسبات السعيدة، بل ويظن بعضهم أنه أكله حديثة، بينما في الحقيقية هي أكلة أمازيغية قديمة قدم الشعب المغربي في شمال افريقيا.
حيث تؤكد الأدلة التاريخية واللغوية أن الأكلة المغربية المشهورة في رمضان والاعراس عند المغاربية والتي تسمى سليلو أو سلو slo، هي أكلة أمازيغية الأصل بامتياز.
وحسب ما جاء في كتاب المؤرخ والجغرافي أبو عَبد الله الإدريسي الذي عاش في القرن الثاني عشر، في كتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، أنها تسمى بلسان الأمازيغ آسلو، والذي وصف فيه هذه الأكلة وصفا دقيقا لدى الامازيغ الصنهاجيين موردا أن هذه الأكلة الأمازيغية عجيبة ومغذية وأن كفا منها مع اللبن يغني المرء عن الطعام مدة يوم كامل ووصفها بالطعام الشهي...
أصل أكلة سلو بالأدلة التاريخية:
سلو أكلة أمازيغية الأصل بامتياز
وقد ذكر المؤرخ أبو عَبد الله الإدريسي أكلة سلو الأمازيغية خلال وصفه لبلاد السوس ونول الأقصى وتازكاغت (واد نون والساقية الحمراء).
وقد وصف الادريسي في كتاب أكلة سلو وصفا دقيقا وكيف يتم اعدادها في عصره وأشار الى أنها تسمى بالأمازيغية آسلو وأوضح كيف أن وجبة واحدة منها مع اللبن تكفي المرء اليوم كله.
من كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق (1) للمؤرخ الإدريسي الذي عاش في القرن الثاني عشر
والظاهر من خلال وصفه أن طريقة تحضير سلو آن ذاك لا تختلف كثيرا عن طريقة تحضيره اليوم. سوى ببعض الإضافات المعاصرة من باب التطوير والتنويع لا غير.
معنى كلمة سلو بالأمازيغية
كلمة سلو هي أصلا كلمة أمازيغية ومشتقة من الفعل الأمازيغي ( إسّْـلي issli ) والذي يعني تحميص الشيء وقليه على النار، ومنه تحميص اللوز والدقيق وغير ذلك.
ويقول الأمازيغ: "سّْـلي أكورن" بمعنى حمّص الدقيق، وهناك نوع من الدقيق لدى الأمازيغي يسمى (أكورن إيسلين) بمعنى الدقيق المحمر أو الدقيق المحمص. ومن هنا أشتق اسم أكلة سلو.
أما اللوز والزنجلان وباقي التوابل فهي إضافات من باب التنويع والتطوير، كما تختلف جل الأطباق الغذائية الأخرى اليوم من منطقة الى أخرى.
وتجدر الإشارة الى جل الأطباق الشهيرة في المطبخ المغربي والجزائري والتونسي والموريتاني والليبي مثل الكسكسي والطاجين والتاغرا والحريرة والبغرير والبازين والرفيس والشخشوخة وغيرها.. هي أطباق أمازيغية الأصل، وهذه حقيقة لا غبار عليها يؤكدها كل المؤرخين.
المصدر: مواقع ألكترونية