موقع أثري بين التاريخ والاكتشاف...
الجزائر: دعا باحثون جزائريون في علم الآثار، ضرورة الإسراع في تصنيف موقع "ملاكو" المكتشف حديثا بولاية بجاية في قائمة المواقع الأثرية الوطنية قصد حمايته والسماح بتعميق البحث في تاريخ المنطقة.
ذكر الأستاذ "أرزقي بوخنوف"، أستاذ في معهد الآثار بجامعة الجزائر2 خلال محاضرة في المتحف الوطني العمومي للآثار القديمة والفنون الإسلامية حول "موقع الأثري ملاكو بين التاريخ والمكتشفات الأثرية"، انه بعد اكتشاف موقع" ملاكو" في 2014 ببجاية، وبعد التأكد من أهميته التاريخية "أصبح من الضروري اليوم تصنيفه ضمن قائمة المواقع الأثرية التراثية الوطنية بهدف حمايته وفق النصوص القانونية المسيرة للتراث الثقافي"، وسيتم تصنيف هذا الموقع في القائمة التراثية الوطنية واستغلاله بشكل يفيد البحث العلمي وكذا الاستثمار فيه ثقافيا وسياحيا، ناهيك عن كونه شاهدا حيا على حِقبة تاريخية مهمة في البلاد.
موقع "ملاكو" تم اكتشافه حديثا وهو يتربع على مساحة قدرها ثلاث هكتارات ويقع على بعد سبعة كيلومتر شرق بلدية "صدوق" وثمانية كيلومتر غرب بلدية "أقبو" كما يبعد ب خمسة وخمسين كيلومتر عن مقر ولاية بجاية، ويمتاز بموقعه المميز والبارز من على هضبة مرتفعة ب مئة واثنين وثلاثين متر على مستوى البحر وتطل على وادي الصومام.
اُكتشف هذا الموقع اِثر انجاز مشروع الطريق السيار شرق غرب، حيث شرع الباحثون في التنقيب والقيام بأسبار أولى لتحديد تاريخ ونشأة المكان ودوره، وقد أظهرت أولى المعطيات بأن الانشاء متعلق بإقامة أحد ورثاء الملك البربري "نوبال" الذي كان خلال ثورة "فيرموس" 370 و375 م على الروم أواخر القرن الرابع ميلادي، والمكان الاثري "ملاكو" هو عبارة عن قصر كبير يشبه مدينة بملاحق متعددة وقلعة تحمي الساكنة التي كانت تشغل مجال الزراعة آنذاك.
وأكد الأستاذ والباحث "بوخنوف" أن فريق البحث يطمح في غضون سنتين إلى نشر نتائج ابحاثهم العلمية وكل التفاصيل التي تخص الآثار الزراعية والأدوات والنشاطات التابعة لها للتأكيد على اهمية "ملاكو" الأثرية، كما استعان فريق البحث في سنة 2016 بنقيشة موجودة بمتحف الآثار القديمة, مكتوب عليها معلومات تخص موقع "ملاكو" تضم معلومات عن مالك هذا الموقع وأصل التسمية القديمة باللغة اللاتينية "بترا" أي الحجارة قبل أن تتحول لاحقا الى "جينيو بيترا" ثم الى "ملاكو" نسبة الى معناها في اللغة العربية اي الملكية، ومن جهة أخرى يرى الدكتور "واعمر إعشوشن" من جامعة الجزائر 2 أن التنقيب وتعميق البحث في هذا موقع "أظهر للباحثين حاجة الجزائر الى تكثيف الأبحاث الأركيولوجية على المستوى الوطني" موضحا في ذات السياق, أن تصنيف هذا الموقع الأثري ضمن قائمة الآثار الوطنية المحمية "سيمنح ملاكو المكانة التاريخية التي تليق بها وسيبرز الاهمية الاقتصادية والاجتماعية لتلك الحقبة على ارض الجزائر وتوسيع الدراسات بخصوص زراعة الكروم في تلك الفترة".