أسباب وأعراض البواسير وطرق العلاج
كثيراً ما تصاب الحوامل بالبواسير (Getty)
يتجاهل معظم الناس عمداً الحديث عن بعض الأمراض، وعادة ما تكون الإصابة بهذه الأمراض شائعة، لكن لا يُسلّط الضوء عليها. من ضمن هذه الأمراض "البواسير"، وهو محاط بهالة من الخجل والتردد في الإفصاح عنه.
يعاني عدد كبير من البالغين، وخصوصاً فوق سن الخمسين، من أعراض تتعلق بوجود تجمعات منتفخة من الأوعية الدموية في مؤخراتهم، أو ما يعرف بمرض "البواسير"، ورغم ذلك، فإن الحديث عن أسباب وطرق علاج هذا المرض ليست متاحة بشكل كبير، ما يتطلب تسليط الضوء أكثر عليه.
ويصل عدد المصابين بالبواسير في الولايات المتحدة إلى أكثر من ثلث عدد السكان. وتلفت المكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة إلى أن ما بين 20 إلى 50 في المائة من السكان تعرضوا لمرض البواسير في مرحلة ما من حياتهم، في حين ترتفع النسبة بحسب المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى (NIDDK) إلى أكثر من 75 في المائة. هذه الأرقام تشير إلى أنه من الأمراض الشائعة التي تصيب مجموعة كبيرة من الناس.
ويشير أخصائي الصحة العامة، عبد الناصر بشير مصطفى، إلى أن "مرض البواسير من الأمراض الشائعة، لكن الحديث عنه يكاد يكون منعدماً بسبب الإحراج الذي يسببه". يقول لـ"العربي الجديد": "هذا المرض من ضمن الأمراض التي تتطلب في أحيان كثيرة تدخلا جراحيا لإزالة الانتفاخات. البواسير عبارة عن أوعية دموية منتفخة تحدث في أسفل المستقيم أو المؤخرة، وتسبب ألماً، وعادة ما تنتشر هذه الانتفاخات، أو الوسائد الوريدية كما يطلق عليها، عند فتحة الشرج. لا يوجد سبب علمي واضح لكيفية الإصابة بهذا المرض، ولكن عادة ما يلعب تناول بعض الأطعمة دوراً في حدوث هذه الانتفاخات، إذ إن تناول المأكولات الحريفة من شأنه تأجيج الانتفاخات، إضافة إلى الوقوف لفترات طويلة، أو وجود تاريخ عائلي للمرض".
وبحقد تتسبب أطعمة معينة بالبواسير (فرانس برس)
سب تقرير نشره موقع "كليفلاند كلينيك" الطبي، فإن الإجهاد والضغط قد يؤديان إلى حصول البواسير، كما أن النساء الحوامل عرضة له أكثر من غيرهن بسبب ثقل الحمل والضغط على البطن والحوض. ويمكن أن تسبب اضطرابات الجهاز الهضمي المختلفة نزيفاً في المستقيم، وأعراضاً مشابهة للبواسير، وبعضها قد يؤدي إلى الإصابة بالبواسير، ولهذا ينبغي الإسراع في علاجها.
يقول الطبيب مصطفى: "يمكن أن يصاب الشخص بالبواسير بشكل مفاجئ بعد تناول أطعمة معينة، أو بسبب مشاكل صحية مثل الإمساك، فالمحاولات المتكررة لإخراج البراز عادة ما تشعر المريض بأشكال من التعب، وقد يتطور الأمر إلى ارتفاع في درجات الحرارة، خاصة إن كانت الإصابة في مراحل متقدمة".
وبحسب مجلة Webmd الطبية الاميركية، فإن هناك نوعان من البواسير، الأول هو البواسير الداخلية، والثاني هي البواسير الخارجية، في النوع الأول توجد البواسير داخل المستقيم، بحيث لا تمكن رؤيتها أو الشعور بها عادة، وقد لا تؤدي إلى حصول أوجاع شديدة، وتشمل أعراضها ظهور الدم في البراز، أو في المرحاض، وفي بعض الأحيان، وبسبب مشاكل صحية يعاني منها المريض، تبدأ هذه البواسير بالخروج، بمعنى أن تتدلى الأنسجة المنتفخة خارج فتحة الشرج، وغالبا ما تسبب الألم عند التبرز.
وتوجد البواسير الخارجية تحت الجلد في المنطقة حول فتحة الشرج، حيث توجد العديد من الأعصاب التي تستشعر الألم، وتشمل أعراضها آلاماً شديدة، ونزيفاً، وحكة قوية، وتورماً.
عادة ما تكون البواسير مزعجة ومؤلمة، لكنها لا تسبب مشاكل مهددة للحياة، ورغم ذلك، من المهم علاجها حتى لا تصبح أكبر، وتسبب أمراضاً بكتيرية في منطقة الشرج.
يوضح الطبيب مصطفى: "في حال كانت البواسير داخلية، فيمكن علاجها في البيت باستخدام بعض الأدوية، وعادة ما يتطلب الأمر الاستحمام بالماء الساخن، وتناول مأكولات مسهلة، وفي أحيان كثيرة تختفي تلك البواسير من تلقاء نفسها من دون علاج، كما ينصح أيضاً بشرب الكثير من الماء، وتناول مزيد من الألياف ضمن النظام الغذائي. أما في حال كانت البواسير تسبب ألماً كبيراً ولا تمكن المصاب من ممارسة حياته بشكل طبيعي، فعندها يجرى فحصها من قبل الطبيب المختص، وبناء على الأعراض والفحص، يمكن اختيار طريقة العلاج، إما من خلال أدوية مناعية، أو من خلال تدخل جراحي".
المصدر:مواقع ألكترونية