ماذا وراء موجة الإعدامات الجديدة في إيران؟
أعدمت إيران يوم الأربعاء 7 مدانين بينهم متهمون بالاغتصاب وبالمخدرات، ما يرفع إلى 10 عدد الذين أُعدموا شنقاً، وفق مجموعات حقوقية دقت ناقوس الإنذار، بعد بشأن موجة الإعدامات في إيران.
ونقل موقع "مونيتور" عن تقرير لمنظمة حقوق الإنسان في إيران أن 4 أُعدموا شنقاً بتهمة الاغتصاب في سجن كوهردشت في مدينة كرج، على بعد 36 كيلومتراً، غرب طهران.
وقالت المنظمة من أوسلو إن الاعترافات في معظم قضايا الاغتصاب تُنتزع بالتعذيب، ولا يستطيع المتهمون الوصول إلى محام. ولم تؤكد السلطات الإيرانية الإعدامات بسبب الاغتصاب.
سلطان الكوكايين
وفي قضية أخرى، أُعدم 3 في سجن قزل حصار في مدينة كرج بسبب المخدرات. وأكد موقع ميزان، للهيئة القضائية الإيرانية، تنفيذ أحكام الإعدام، قائلاً إن المدانين كانوا أعضاءً في منظمة بانجاك، أحد كبار موزعي الكوكايين. وأوضح الموقع أن حسين بانجاك، أحد المُعدمين، يُعرف بـ "سلطان الكوكايين".
وفي 2014، قبضت إيران على بانجاك الذي كان في الـ 32 عاماً، و5 من أعضاء المنظمة بسبب تورطهم في التهريب.
وقالت المجموعات الحقوقية إن رجلين آخرين أعدما هما عبد الحسين إمامي مقدم والد أحد سكان مدينة كودهست في مقاطعة لرستان، وبابام أغايي، والد اثنين من طهران.
وفي مقطع فيديو نشرته منظمة حقوق الإنسان في إيران على حسابها في تويتر، قالت إن أسر السجناء اجتمعت خارج سجن قزل حصار لمناشدة السلطات إيقاف الإعدام. وسُمع صوت إطلاق النار في الفيديوـ بعد إطلاق قوات الأمن قذائف الغاز المسيل للدموع على الجموع وانهالت عليها ضرباً بالعصي.
ونقلت منظمة حقوق الإنسان عن مصدر مطلع في إيران "نقل إحدى الأسر إلى المستشفى في حالة حرجة بعد الضرب".
إيران وموجة الإعدام
وقال تقرير مشترك بين منظمة حقوق الإنسان في إيران ومنظمة "معاً ضد حكم الإعدام"، في باريس، إن 582 مداناً أُعدموا في 2022، مقابل 333 في 2022. وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 200 مدان أُعدموا هذا العام.
وقال المسؤول عن حقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك يوم الثلاثاء إن "أكثر من 10 متهمين يُعدمون أسبوعياً في إيران، ما يجعلها إحدى أعلى دول العالم تنفيذاً لحكم الإعدام".
بعد الصين
وإيران ثاني دولة تنفذ أحكام الإعدام بعد الصين، وفقاً لمنظمة العفو الدولية. ومعظم الذين أُعدموا من الأقليات، واتُهموا بالقتل أو جرائم المخدرات، بينما أُدين آخرون باتهامات مبهمة مثل "نشر الفساد في الأرض"، و"عداوة الله" وفقاً لتقرير منظمة العفو الدولية في مارس (آذار) الماضي.
وقالت ديانا الطحاوي نائب المدير الإقليمي لمكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة: "على العالم أن يضغط على السلطات الإيرانية لحظر الإعدام، وإلغاء الاتهامات الظالمة وأحكام الإعدام، وإسقاط جميع التهم بالمشاركة السلمية في المظاهرات".
وواكب الارتفاع في أحكام الإعدام حراك احتجاجي في البلاد ضد النظام في سبتمبر (أيلول) الماضي رداً على وفاة الشابة مهسا أميني، أثناء تحفظ الشرطة عليها.
وقوبلت الاحتجاجات بهجمات عنيفة، وقتلت قوات الأمن مئات المتظاهرين واعتقلت آلافاً آخرين. وحُكم على 100 بالإعدام لعلاقتهم بالاحتجاجات، وفق تقرير لمنظمة حقوق الإنسان في إيران في ديسمبر (كانون الأول).
وقال التقرير المشترك لمنظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومنظمة معاً ضد حكم الإعدام، إن "السلطات الإيران أوضحت أهمية عقوبة الموت في ترسيخ الخوف الاجتماعي للإبقاء على السلطة".
وفي تقرير صدر الأسبوع الماضي، قالت غادة غايمي، المدير التنفيذي لمركز حقوق الإنسان في إيران، إن "إيران مستمرة في التضحية بحياة البشر لترسيخ الخوف في قلوب الناس وسحق المعارضة".
وجاءت إعدامات الأربعاء بعد بضعة أيام من شنق السلطات شخصين بتهمة ازدراء الأديان الإثنين. وبعد إعدام سويدي إيراني في نهاية الأسبوع لمشاركته في الاعتداء على عرض عسكري في 2018 في جنوب غرب الأهواز قتل فيه 25 شخصاً.
المصدر:مواقع ألكترونية