سلطنة بني جلاب المرينيين بتقرت :
هي إحدى أكبر و أقوى و أغنى الإمارات في وقتها و هذا ما سنراه في الحملات التركية عليها، تقرت واد ريغ نبدأ بهذين الإسمين تقرت المحرفة من كلمة توقورت التي تعني بالأمازيغية باب رغم وجود قصة لا صحة لها في كون إمرأة لها خيمة 


سلطنة بني جلاب المرينيين بتقرت : A126


تسمى تقرت فسمية المنطقة عليها فهذا كذب هي نفس الكذبة او القصة التي إستعملت في إسم ثغردايت اما واد ريغ فهي الصيغة العربية و المحرفة لكلمة أسيف ن ريغ و ريغ هي من القبيلة المغراوية الزناتية الأمازيغية ريغة التي ذكرها إبن خلدون في العبر الجزء السابع صفحة 63 و 64 و هم من بنى القصور في كل أنحاء المنطقة تقرت ورقلة و كل الزاب أي من ناحية الطوبونوميا هي أمازيغية ككل مناطق الجزائر و سكانها أمازيغ أقحاح لا جدال في ذلك فهم أحفاد الجيتول في معضمهم و هناك من يقول أنه هناك بعض العناصر الهلالية في المنطقة حتى و ان وجدو حقيقتا فهم بعض العناصر فقط.
في مسألة إسم تقرت ففي كتاب العدواني صفحة 140 عندما سأل ذلك الشخص الذي يتحدث معه سأله عن معنى و لماذا سميت تقرت و تماسين بهذاين الإسمين فاحابه أنهما إسمان عجميان و يقصد هنا بالعجمية اللغة الأمازيغية و هنا لا نعلم هل هذا حقيقتا جزائري أو قوله أعجمي يقصد أمازيغي


سلطنة بني جلاب المرينيين بتقرت : B105


بداية قيام سلطنة تقرت او سلطنة بنو جلاب المرينيين  هي بعد تمرد المدينة ضد السلطة الحفصية اواخر القرن الخامس عشر و التي أدت إلى إرسال جنود لاخضاعها مرتين (1449)--(1465)، بنو جلاب الذي ينتسب إليه مؤسس الإمارة أتى من المغرب الأقصى حيث كان يمر بالمنطقة عند ذهابه للحج فطلب سكان المنطقة الاستقرار فيها و قبل ذلك و هو الحاج سليمان الجلاب اول سلاطين بنو جلاب و هذا في اواخر القرن 15م كما قلنا و كانت مدين تقرت كما وصفها ليون الافريقي ذات شأن و لها عدة قصور و غنية غناء سكانها، بعد وفات المؤسس للإمارة الحاج سليمان خلفه إبنه علي بعدها إبنه أحمد ثم إبنه عمر


سلطنة بني جلاب المرينيين بتقرت : C68


 بعدها اخوه احمد بن سليمان الذي في وقته دخل الأتراك للمدينة حكم الإمارة 37 سلطان حتى سقوطها سنة 1853.
كانت السلطنة علاقة متوترة و لم تخضع للسطلة العثمانية و دائما ما كانت في حرب معها و كانت هناك اربع حملات من السلطات التركية لاخضاعها أولها كانت سنة 1552 في عهد صالح رايس و هذا لعدم رغبة السلطنة دفع الضرائب لأنهم مستقلين غير تابعين للحكم العثماني في الجزائر تجهز الجيش العثماني في هته الحملة ب 3000 من المشات و 1000 من الفرسان الذي ساعده العزيز بني العباس في هذا الأمر و استسلمت تقرت بعد حصار ثلاث أيام و دفعت ضريبة و كان على رأس السلطنة كما قلنا احمد بن سليمان و هو شاب له 14 سنة فقط.


سلطنة بني جلاب المرينيين بتقرت : D59


اما الحملة الثانية سنة 1647 في عهد يوسف باشا و هذا بسب تمردها أخضعها يوسف باشا بإستعمال الكثيف للمدفعية.
اما الحملة الكبيرة كانت سنة 1785 في عهد صالح باي حاكم قسنطينة الذي خرج لاخضاع الجنوب من الشرق و عثمان الكردي باي الغرب لاخضاع قباذل الغرب فتم اخضاع اغلب مناطق الجنوب من الزيبان لطولقة لغواط الزعاطشة بوشقرون بقت إلا إمارة بنو جلاب بواد ريغ حيث انهزم فيها صالح باي أمام السلطان الجلاب فرحات بن علي الجلابي (1782-1790) و في سنة 1788 دبر صالح باي مكيدة لفرحات الجلابي و هذا بعد تمرد احد افراد العائلة الجلابية المسمى ب أحمد 


سلطنة بني جلاب المرينيين بتقرت : E46


و هو ابن عم السلطان و بعد شهور من الحصار على المدينة و التي دافع عنها أبنائها ضد العثمانيين اكتسحها صالح باي بالمدفعية و هد سور المدينة و قطع جنوده كل أشجار النخيل و أمام هذا الأمر قبل فرحات الجلابي شروط الباي و المتمثلة :
دفع جميع نفقات الحملة و الحرب.
تقديم غرامة مالية قدرها 300000 ريال.
تقديم غرامة أخرى على شكل دواب و عبيد (هذا ما تم دفعه في الحملات السابقة).
هذه الحملة كانت حملة انتقامية من طرف الباي احمد لانه انهزم من قبل و سمم السلطان فرحات الجلابي و خلفه ابن اخوه ابراهيم بن أحمد بن عمر الجلابي الذي كان إلى جانب إخوته محمد و عبدالرحمن و علي و بعد مكيدة أخرى تعرض لها فر إبراهيم الجلابي ووضع صالح باي ابراهيم بن الحاج بن قانة الذي كان ابوه الحاج محمد بن قانة صاحب هذه المكيدة لكن سكان المدينة و القبائل الصحراوية لم ترضى بهذا الأمر و طردت بن قانة الذي هو غريب عن الصحراء و عاد ابراهيم الجلابي شرط أن يضع حدا لكل التمردات و هذا سنة 1791 بعد خلافة حسين بن حسن باشا لصالح باي المتوفي اخلى سبيل الإخوة الثلاثة الذين احتجزهم صالح باي دام حكم ابراهيم الجلابي 12 سنة(1792-1804).
اما الحملة الأخيرة كانت كانت سنة 1818 كانت من طرف أحمد المملوك هذه الحملة كانت تزامنا مع حملة باي الغرب حسان على الأغواط و عين ماضي ضد ثورة التيجانيين هته الحملة مانت بمساعدة فرحات بن سعيد الهلالي شيخ العرب الذي كان يريد القضاء على بني جلاب و هذا في وعده للباي بإعطائه 50 ألف ريال مقابل بسط نفوذه على المنطقة و شرع في تخريب النخيل و قطعها و طمس المياه إذ في وقت صغير تم قطع 200 نخلة و هو الأمر الذي دفع محمد بن جلاب السلطان لدفع ضعف مقدار المال الذي قدمه فرحان بن سعيد للباي و استمرت هته الضريبة لغاية سقوط مدينة قسنطينة على يد المستعمر الجديد الفرنسي.


سلطنة بني جلاب المرينيين بتقرت : F37


هذه هي علاقة سلطنة الجلابيين بالاتراك.
أخر حكامها سليمان بن كبير الجلابي دام حكمه حتى سقوط المنطقة في يد الإستعمار الفرنسي سنة 1853
إقتصاديا كانت تقرت إحدى أغنى المناطق في الجزائر و شمال إفريقيا فهي تتمركز في الطريق شمال جنوب الذي يربط شمال الجزائر بالصحراء و السودان و طريق غرب شرق الرابط بين تافيلالت المغربية و غدامس في ليبيا فهي مركز للتجارة و مكان أمن للتجار اهم المنتجات الموجودة في السوق أو المتاجر بها التمور الصوف الجلود الملح المواشي و الجمال الزيوت الحبوب السلاح الاقمشة العطور القهوة السكر الشاي العاج الفول السوداني العبيد تقريبا كل شيئ يمر منها و موجود في أسواقها فلقد كانت منطقة ذات رخاء إقتصاديا و مزدهرة خصوصا القرنين 16 و 17 لكن بعد تطور الذي حصل عاليما خصوصا بحريا و كثرة الضرائب بدأ التقهقر في نهاية القرن 18م.
المصادر :
تاريخ العدواني.
علاقة بني جلاب سلاطين تقرت بالسلطة العثمانية في الجزائر.

كتاب العبر الجزء السابع.