أصول سكان مازونة :
مازونة قيل عنها كل شيء ما عدى الحقيقة لطمس هويتها الامازيغية , اعلم عزيزي القارء ان العلامة ابي راس الناصري المعسكري ( ولد سنة 1751م و توفي سنة 1823م) زارها و قال ان أهلها من امازيغ مغراوة و انها تأسست بداية القرن السادس الهجري عكس ما يروج له أصحاب كذبة بني هلال الذين جعلوا من سكانها عرب هلاليين من سويد و كراغلة و اندلسيين و فقط ( وثيقة 23 ) و زادنا المؤرخ محمد بن يوسف الزياني ان هذا الاسم أي مازونة هو لقبيلة امازيغية من زناتة اسم جدهم هو مازون و الذي أسس هذه المدينة هو منديل بن عبد الرحمن المغراوي و قيل والده أي عبد الرحمن سنة 665 هجري (وثيقة 24)
وهي ليست مدينة من تأسيس الرومان كما يزعم البعض بحجة ما ادعاه الرحالة الاسباني مارمول الذي نقل فقط كلام الرحالة الحسن الوزان و الذي قال انها من تأسيس الرومان و استعمل عبارة " كما يزعم البعض" ثم " اضيف " لكلامه شيء غريب و هو آثار رومانية كثيرة حول مدينة مازونة و أقول " اضيف لكلامه" لان الكتاب الأصلي تم تحريفه في الفاتيكان و ما هو موجود بين أيدينا ترجمة للنسخة الفرنسية التي هي بدورها ترجمة للنسخة الإيطالية اما النص الأصلي لحد الان و لا احد استطاع الوصول اليه ( وثيقة 25)
ونتأكد من نفي أي علاقة للرومان بمازونة في كلام الدكتور طوماس شو الرحالة الإنجليزي الذي زار مازونة و اكد على الانعدام التام للآثار الرومانية فيها و التي ذكرها من قبله مارمول على لسان ليون الافريقي او الحسن الوزان ( وثيقة 26) و استنتج انها من تأسيس محلي و ربطها بالأندلسيين لأنه شبهها بمدينة القلعة ( قلعة هوارة) لكنه أخطاء لأنها تأسست قبل وصول الاندلسيين لشمال افريقية كما اكد على ذلك ابن خلدون الذي يفهم من كلامه ان مازونة تأسست على يد العباس بن منديل بن عبد الرحمن بعد مقتل ابيه سنة 623 هجري و هذا مقبول لان المصادر تقول انها تأسست سنة 665 هجري حسب محمد بن يوسف الزياني و في هذه السنة منديل بن عبد الرحمن كان قد مات منذ اكثر من أربعين سنة ( وثيقة 27 ) , اما أبو القاسم الزياني أضاف لنا معلومة مهمة في قوله ان مازونة أسسها امير بني راشد و يقصد بهم بني راشد بن محمد بن ثابت بن منديل المغراوي شمال الشلف و ليس بنو راشد بن بادين اخوة بنو عبد الواد ( وثيقة 28) أي هنا تأكيد على كون بني راشد شمال الشلف من مغراوة كما قلنا سابقا لكنه أي أبو القاسم الزياني أخطاء في سنة تأسيس مازونة حيث ذكر سنة 160 هجري و ربما هذا مجرد خطاء مطبعي و السنة المقصودة هي 660 هجري؟
اما العرب الذين وفدوا عليها هم قوم محمد بن عريف من سويد بن زغبة الذين اقطعهم السلطان الزياني بلاد مازونة لكنهم رحلوا منها و شكلوا ما يعرف بعرش المحال الذين استوطنوا سهل مينا و منهم من اندرج في قبائل المخزن الوهراني مثل البحايتية الذين منهم اكبر خائن تسبب في احتلال الجزائر من قبل فرنسا اسمه الجنرال مصطفى بن إسماعيل و الذي كان اكبر عدو للأمير عبد القادر و سنتكلم على هؤلاء الحثالة بدقة مستقبلا , اما اقلية الكراغلة و الاتراك الذين سكنوا فيها تم نفيهم جميعا الى تاقدمت بتيارت على يد الأمير عبد القادر ( ارجع للوثيقة 22)
وأقول كل هذا لان هناك من يريد تحريف و تزييف هذه الحقائق لطمس الهوية الامازيغية لمازونة فاحذروا من مغالطات أبناء الحركى و فضلات فرنسا من أصحاب كذبة بني هلال و الانساب العربية في بلادنا .
و اهم قبيلة سكنت مازونة بالإضافة الى سكانها من مغراوة اذكر أولاد السايح من ذرية الوالي المشهور محمد السايح ( دفين بلدة عمر دائرة تيماسين ولاية ورقلة) و الذين ينحدرون من امازيغ بنو مرين مثل إخوانهم و جيرانهم مجاجة شمال مدينة الشلف و إخوانهم أولاد سيدي العبدلي بدائرة بن سكران شمال شرق ولاية تلمسان ( وثيقة 29) , و من اخوة هؤلاء أي أولاد السايح بمازونة نجد عرش أولاد السايح الموجودين في واد ريغ جنوب تقرت ( وثيقة 30 ) التي كان حكامها اسمهم أولاد جلاب المنحدرين بدورهم من امازيغ بنو مرين كذلك و هنا نفهم سر هجرة محمد السايح المريني للمنطقة ( وثيقة 31)
وهذه من الحقائق المخفية بسبب تزوير نسب أولاد السايح من طرف الزوايا الصوفية حيث جعلوا منهم هم كذلك من الادارسة و جدهم ينحدر من الساقية الحمراء في اسطوانتهم المعهودة و المملة التي جعلت الطبقة الثانية من زناتة كلهم من الادارسة كذبا بهتانا و زورا لا مثيل له في تاريخ البشرية ثم يتساءل الجهلة كيف تعرب لسان هؤلاء البربر الذين اقاموا الدنيا و اقعدوها من اجل انتحال الانساب العلوية الهاشمية القرشية التي جعلت منهم عرب لسانا و نسبا ؟
المصدر: مواقع ألكترونية