الطالبة الباحثة سارة الحقوني تكتب: حرية المعتقد حق إنساني
إن الحرية واحدة من بين القيم الإنسانية التي يتمتع بها الفرد لأن حرمانه منها يعد إهدار لكرامته الإنسانية. فتقييد حرية الكلمة وحرية الرأي والعقيدة والعبادة يؤدي إلى الخنوع والعبودية ونشر النفاق والفساد في المجتمع. فالإنسان الحر هو من إذا أراد شيئا وكانت له القدرة والقابلية على فعله. فإن لا لأحد الحق أن يقف دون فعله ليصده عنه.
إذن إن الحديث عن الحرية بات من الضروري في هذا الزمان وفي وقتنا الراهن على وجه الخصوص بعد ما كان طبعا يحتل وترا حساسا في الأزمنة السابقة، ولكل إنسان الحق في التمتع بمجموعة من الحقوق المقررة في الديانات السماوية والمنصوص عليها في المواثيق الدولية والدساتير والتشريعات على اختالفها. فالدين من أقوى السمات التي ميزت الإنسان عن غيره من الكائنات الأخرى وهي بهذا الاعتقاد المسيطر عليه يلجأ إلى قوة علوية في حال الخوف والحاجة لتمنحه الأمان والاستقرار وإن لم يعترف بذلك. فإنه سيخلق لنفسه معبوداته يعطيها أشكالا أو تسميات مختلفة.
وعليه، إذا كانت الحرية حقا من حقوق الإنسان فإن حرية العقيدة واحدة من تلك الحريات والحقوق التي يتمتع بها الإنسان، فهي من الحقوق المهمة التي لا يستطيع هذا الأخير العيش من دونها، لأن حب التدين والعبادة متأصل في الجنس البشري، حيث عرف الإنسان القديم العقيدة منذ الأزل، وفي هذا الصدد قال الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون: "لقد وجدت جماعات إنسانية من غير علوم وفنون وفلسفات، لكن لم توجد جماعة بغير معابد".
ويقول كذلك المؤرخ أبلونارك: "من الممكن أن نجد مدنا بلا أسوار وبلا ملوك وبلا ثروة وبلا آداب وبلا مسارح، لكن لم يرى الإنسان قط مدينة بلا دين أو لا تمارس العبادة فالدين طابع الإنسانية. والعقيدة أمر فطري ونزعة أصلية في نفس الإنسان والفطرة هي الطبيعة التي خلقها الله في نفوس جميع البشر، ويعتبر الدين أحد السمات الرئيسية التي تميز الإنسان عن غيره فالديانة أكبر عامل من عوامل الحياة الإنسانية.
إذن إن موضوع حرية العقيدة يكتسي أهمية بالغة لكون الإنسان، دائما ما يتوق لأن يكون حرا فيما يفكر فيه ويعتقده، وما يقوله وما يتصرف فيه إزاء ذاته.
ولهذا أصبحت البشرية تستلهم من أجله المواثيق والمعاهدات الدولية، والاتفاقيات، كما كرست أيضا جميع المجهودات لتصبح الحرية الدينية واقعا معاشا ليتمكن الفرد من ممارسة هاته الحرية فعليا ،وباعتبارها أيضا موروثا إنسانيا.
فحرية الدين والعقيدة من بين الركائز الأساسية التي تحقق الأمن البشري وتؤثر على سلامة وديمومة الكيان الذاتي للأفراد خاصة، والجماعات عامة، لأن مفهوم حرية العقيدة من العناصر المهمة للتعبير عن الذاتية الثقافية، كما يعد من بين المواضيع التي تهم الشأن العام.
هذا وأن حرية العقيدة تعتبر حقا أساسيا يجب على كل الأفراد التمتع به دون أي إجحاف أو اضطهاد، لأن جميع الديانات تقر بهذه الحرية وتدعو إلى احترامها، إضافة إلى أن المواثيق والمعاهدات الدولية على اختلافها تنص هي الأخرى على احترام وحماية هذا الحق الذي يعد من بين أهم الحقوق لدى الإنسان باعتباره كائنا موجودا ويجب أن يتمتع بجميع حقوقه لضمان استمراريته في مجتمع أو مكان معين، إذ ينبغي السهر على تفعيل حق حرية العقيد نظرا لارتباطه بمجموعة من الحقوق الأخرى الضرورية والاساسية أيضا والتي تحدد الوجود الإنساني بحكم أن النفس الإنسانية دائما ما تكون تواقة للحرية.
وعليه؛ فبعد هذا الجرد توصلت إلى النقاط التالية :
- لقد لعب الدين دورا مهما في حياة الشعوب، وتكوين المجتمعات منذ العصور القديمة، وحتى في العصر الحديث كان يستحيل إرساء الديمقراطية دون إعطاء الأفراد الحق في التفكير والعقيدة والعبادة، فيؤدي عدم التعامل مع الديانات الأخرى إلى صراعات عنيفة، أما في هذا العصر فقد أصبح الدين مسألة شخصية.
- دعوة الأديان السماوية إلى الإيمان بالله واليوم الآخر بإرادة كلية دون إكراه، كما أقرت جميع الديانات بحرية العقيدة مع وضع مجموعة من الضوابط لضمان تجاوز هذه الحرية لحدود المحافظة على خلاق والآداب العامة وحرية الآخرين.
- مساهمة منظومة حقوق الإنسان العالمية بقسط وافر في تبليغ الناس حقوقهم والدفاع عنها بواسطة مجموعة من الإعلانات والمعاهدات والاتفاقيات التي من أهدافها بث روح السلام والتسامح.
- لا يمكن أن يكون هناك مجتمع خال من التعدد الديني لان الاختلاف مسألة فطرية بين الناس واي محاولة لجعل الناس على طريقة واحدة هي محاولة محكوم عليها بالفشل.
- لا يجوز لأي شخص أن يستخدم حرية العقيدة أو أي حق آخر بهدف إلغاء أو تقييد الحقوق الأخرى
- تعد الحرية حقا إنسانيا ومطلبا وقيمة عليا للأفراد والجماعات فبواسطتها يصح الاعتقاد ويزدهر الفكر، وتستقيم السياسة، وتتحقق التنمية. وبدونها لا يمكن تصور باقي القيم الإنسانية.
وبهذا تعتبر الحرية الدينية من أهم الأشياء التي منحها الله سبحانه للإنسانية.
- أن الحرية الدينية دعت جميع الرسالات إلى احترامها ولا يحق لرجال الدين تقييد هذه الحرية على أهوائهم أو تحويل أي ديانة إلى فرق أو طوائف أو مذاهب لأن من شأن هذه الأخيرة خلق التوتر والعداء بين أتباعها.
لا داعي لتفشي التعصب داخل الديانات لأنه من جوهرها انبثق مفهوم التسامح.
- أن انتهاك حرية العقيدة يؤثر سلبا على الحق في الحياة والتعبير مما يؤدي إلى خلل في التوازن الاجتماعي (الدين خاصة).
- على الرغم من وجود مجموعة من الأجهزة الدولية التي تهتم بحماية حرية العقيدة داخل المنظومة الإنسانية إلا أن هذه الأجهزة يتخللها قصور لأن للأسف ما نراه ونعيشه اليوم ينبغي صده بغية خلق نظام حماية عالمي فعال، يبدأ بالإقرار وينتهي بالتنفيذ.
ومن هذا المنطلق فإنني أقترح ما يلي:
* ضرورة الحوار بين الديانات في كل زمان ومكان، مع إرساء ثقافة عدم التمييز واحترام ونبذ التعصب، والتماس التسامح الديني والحرية لجميع الفئات الإنسانية.
* الدعوة إلى تعزيز احترام ثقافة الاختلاف وإلى التعايش داخل المجتمعات رغم اختلا الثقافات.
* حث جميع الدول على ضرورة إحداث توازن بين حرية التعبير واحترام المقدسات الدينية.
* التأكيد على منع الإساءة للديانات وذلك عبر وسائل الإعلام والتي من شأنها خلق العداء بين الديانات وهذا لا يعني تقييد حرية الإعلام.
* ضرورة العمل على وضع اتفاقية تمنع الإساءة إلى الديانات، وبالتالي احترام الحرية الدينية.
* إلزامية تفعيل تعليم مدرسي مبني على احترام الهوية والقيم الدينية، وكذلك احترام حرية اعتناق ما يشاؤون من الديانات، مع احترام ثقافة السلم والتعايش والتسامح ونبذ التعصب في جميع مراحل التعليم.
إن الحرية واحدة من بين القيم الإنسانية التي يتمتع بها الفرد لأن حرمانه منها يعد إهدار لكرامته الإنسانية. فتقييد حرية الكلمة وحرية الرأي والعقيدة والعبادة يؤدي إلى الخنوع والعبودية ونشر النفاق والفساد في المجتمع. فالإنسان الحر هو من إذا أراد شيئا وكانت له القدرة والقابلية على فعله. فإن لا لأحد الحق أن يقف دون فعله ليصده عنه.
إذن إن الحديث عن الحرية بات من الضروري في هذا الزمان وفي وقتنا الراهن على وجه الخصوص بعد ما كان طبعا يحتل وترا حساسا في الأزمنة السابقة، ولكل إنسان الحق في التمتع بمجموعة من الحقوق المقررة في الديانات السماوية والمنصوص عليها في المواثيق الدولية والدساتير والتشريعات على اختالفها. فالدين من أقوى السمات التي ميزت الإنسان عن غيره من الكائنات الأخرى وهي بهذا الاعتقاد المسيطر عليه يلجأ إلى قوة علوية في حال الخوف والحاجة لتمنحه الأمان والاستقرار وإن لم يعترف بذلك. فإنه سيخلق لنفسه معبوداته يعطيها أشكالا أو تسميات مختلفة.
وعليه، إذا كانت الحرية حقا من حقوق الإنسان فإن حرية العقيدة واحدة من تلك الحريات والحقوق التي يتمتع بها الإنسان، فهي من الحقوق المهمة التي لا يستطيع هذا الأخير العيش من دونها، لأن حب التدين والعبادة متأصل في الجنس البشري، حيث عرف الإنسان القديم العقيدة منذ الأزل، وفي هذا الصدد قال الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون: "لقد وجدت جماعات إنسانية من غير علوم وفنون وفلسفات، لكن لم توجد جماعة بغير معابد".
ويقول كذلك المؤرخ أبلونارك: "من الممكن أن نجد مدنا بلا أسوار وبلا ملوك وبلا ثروة وبلا آداب وبلا مسارح، لكن لم يرى الإنسان قط مدينة بلا دين أو لا تمارس العبادة فالدين طابع الإنسانية. والعقيدة أمر فطري ونزعة أصلية في نفس الإنسان والفطرة هي الطبيعة التي خلقها الله في نفوس جميع البشر، ويعتبر الدين أحد السمات الرئيسية التي تميز الإنسان عن غيره فالديانة أكبر عامل من عوامل الحياة الإنسانية.
إذن إن موضوع حرية العقيدة يكتسي أهمية بالغة لكون الإنسان، دائما ما يتوق لأن يكون حرا فيما يفكر فيه ويعتقده، وما يقوله وما يتصرف فيه إزاء ذاته.
ولهذا أصبحت البشرية تستلهم من أجله المواثيق والمعاهدات الدولية، والاتفاقيات، كما كرست أيضا جميع المجهودات لتصبح الحرية الدينية واقعا معاشا ليتمكن الفرد من ممارسة هاته الحرية فعليا ،وباعتبارها أيضا موروثا إنسانيا.
فحرية الدين والعقيدة من بين الركائز الأساسية التي تحقق الأمن البشري وتؤثر على سلامة وديمومة الكيان الذاتي للأفراد خاصة، والجماعات عامة، لأن مفهوم حرية العقيدة من العناصر المهمة للتعبير عن الذاتية الثقافية، كما يعد من بين المواضيع التي تهم الشأن العام.
هذا وأن حرية العقيدة تعتبر حقا أساسيا يجب على كل الأفراد التمتع به دون أي إجحاف أو اضطهاد، لأن جميع الديانات تقر بهذه الحرية وتدعو إلى احترامها، إضافة إلى أن المواثيق والمعاهدات الدولية على اختلافها تنص هي الأخرى على احترام وحماية هذا الحق الذي يعد من بين أهم الحقوق لدى الإنسان باعتباره كائنا موجودا ويجب أن يتمتع بجميع حقوقه لضمان استمراريته في مجتمع أو مكان معين، إذ ينبغي السهر على تفعيل حق حرية العقيد نظرا لارتباطه بمجموعة من الحقوق الأخرى الضرورية والاساسية أيضا والتي تحدد الوجود الإنساني بحكم أن النفس الإنسانية دائما ما تكون تواقة للحرية.
وعليه؛ فبعد هذا الجرد توصلت إلى النقاط التالية :
- لقد لعب الدين دورا مهما في حياة الشعوب، وتكوين المجتمعات منذ العصور القديمة، وحتى في العصر الحديث كان يستحيل إرساء الديمقراطية دون إعطاء الأفراد الحق في التفكير والعقيدة والعبادة، فيؤدي عدم التعامل مع الديانات الأخرى إلى صراعات عنيفة، أما في هذا العصر فقد أصبح الدين مسألة شخصية.
- دعوة الأديان السماوية إلى الإيمان بالله واليوم الآخر بإرادة كلية دون إكراه، كما أقرت جميع الديانات بحرية العقيدة مع وضع مجموعة من الضوابط لضمان تجاوز هذه الحرية لحدود المحافظة على خلاق والآداب العامة وحرية الآخرين.
- مساهمة منظومة حقوق الإنسان العالمية بقسط وافر في تبليغ الناس حقوقهم والدفاع عنها بواسطة مجموعة من الإعلانات والمعاهدات والاتفاقيات التي من أهدافها بث روح السلام والتسامح.
- لا يمكن أن يكون هناك مجتمع خال من التعدد الديني لان الاختلاف مسألة فطرية بين الناس واي محاولة لجعل الناس على طريقة واحدة هي محاولة محكوم عليها بالفشل.
- لا يجوز لأي شخص أن يستخدم حرية العقيدة أو أي حق آخر بهدف إلغاء أو تقييد الحقوق الأخرى
- تعد الحرية حقا إنسانيا ومطلبا وقيمة عليا للأفراد والجماعات فبواسطتها يصح الاعتقاد ويزدهر الفكر، وتستقيم السياسة، وتتحقق التنمية. وبدونها لا يمكن تصور باقي القيم الإنسانية.
وبهذا تعتبر الحرية الدينية من أهم الأشياء التي منحها الله سبحانه للإنسانية.
- أن الحرية الدينية دعت جميع الرسالات إلى احترامها ولا يحق لرجال الدين تقييد هذه الحرية على أهوائهم أو تحويل أي ديانة إلى فرق أو طوائف أو مذاهب لأن من شأن هذه الأخيرة خلق التوتر والعداء بين أتباعها.
لا داعي لتفشي التعصب داخل الديانات لأنه من جوهرها انبثق مفهوم التسامح.
- أن انتهاك حرية العقيدة يؤثر سلبا على الحق في الحياة والتعبير مما يؤدي إلى خلل في التوازن الاجتماعي (الدين خاصة).
- على الرغم من وجود مجموعة من الأجهزة الدولية التي تهتم بحماية حرية العقيدة داخل المنظومة الإنسانية إلا أن هذه الأجهزة يتخللها قصور لأن للأسف ما نراه ونعيشه اليوم ينبغي صده بغية خلق نظام حماية عالمي فعال، يبدأ بالإقرار وينتهي بالتنفيذ.
ومن هذا المنطلق فإنني أقترح ما يلي:
* ضرورة الحوار بين الديانات في كل زمان ومكان، مع إرساء ثقافة عدم التمييز واحترام ونبذ التعصب، والتماس التسامح الديني والحرية لجميع الفئات الإنسانية.
* الدعوة إلى تعزيز احترام ثقافة الاختلاف وإلى التعايش داخل المجتمعات رغم اختلا الثقافات.
* حث جميع الدول على ضرورة إحداث توازن بين حرية التعبير واحترام المقدسات الدينية.
* التأكيد على منع الإساءة للديانات وذلك عبر وسائل الإعلام والتي من شأنها خلق العداء بين الديانات وهذا لا يعني تقييد حرية الإعلام.
* ضرورة العمل على وضع اتفاقية تمنع الإساءة إلى الديانات، وبالتالي احترام الحرية الدينية.
* إلزامية تفعيل تعليم مدرسي مبني على احترام الهوية والقيم الدينية، وكذلك احترام حرية اعتناق ما يشاؤون من الديانات، مع احترام ثقافة السلم والتعايش والتسامح ونبذ التعصب في جميع مراحل التعليم.