بيان حول المذكرة الوزارية في شأن التعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيغية
سبق لتكتل تمغربيت للالتقائيات المواطنة، المعروف اختصارا بتاضا تمغربت، أن وضع على مكتب السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة مذكرة بشأن جملة من المشاكل والعوائق البنيوية التي تعرقل إدماج الأمازيغية في المنظومة التعليمية، ومن بينها على الخصوص غياب مخطط عمل قطاعي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يحترم مقتضيات القانون التنظيمي 26.16 المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية،
شهرين بعد ذلك أصدر وزير التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة المذكرة الوزارية 28/23 بتاريخ 23 ماي 2023 في شأن التعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيغية بالسلك الابتدائي، في سياق وطني استثنائي يطبعه التفاؤل بمستقبل ورش ترسيم الأمازيغية بعد القرار التاريخي لجلالة الملك بشأن فاتح السنة الأمازيغية، والذي أعاد إلى الواجهة الطبيعة الاستراتيجية للملف بعد أن أشار بلاغ الديوان الملكي إلى ” العناية الكريمة، التي ما فتئ يوليها جلالته، حفظه الله، للأمازيغية باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء”.
وسيرا على نهج الموضوعية في تناوله للملف الأمازيغي تدارس مكتب “تَاضَا تَمْغْرَبِيتْ” مضامين مذكرة السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة وخلص إلى جملة من الملاحظات نوجزها في مايلي:
الملاحظات الإيجابية
المذكرة اعتراف ضمني من الوزارة بالحصيلة الكارثية لمسلسل إدماج الأمازيغية، خلال العشرين سنة الأخيرة، تلك الحصيلة التي لا تشرف بلادنا ولا تنسجم مع العناية الكريمة التي يوليها جلالة الملك للأمازيغية باعتبارها رصيدا مشتركا بين المغاربة بدون اسثناء. وسيكون هذا الاعتراف خطوة في الاتجاه الصحيح إذا تحول إلى مسار مراجعاتي لتصحيح ما يجب تصحيحه.
اعتماد مسطحة رقمية خاصة بتعليم الأمازيغية قرار إيجابي، لكنها (المسطحة) لا يجب أن تكون مبررا لتعطيل التدريس الحضوري بالفصول الدراسية، بل يجب عليها أن تروم إعطاء عملية تعلم الأمازيغية نفسا جديدا وجعل المتعلم في مركز نشاط التعلم بإثارته وتحفيزه.
اعتماد الأمازيغية في المصاحبة والتكوين عبر الممارسة قرار إيجابي أيضا، ويقتضي تنزيله بشكل سليم صياغة برامج عمل تحدد بدقة عمليات وأنشطة هذه المواكبة لتعزيز قدرات الأستاذات والأساتذة في مجال تدريس الأمازيغية؛
دواعي القلق الرئيسية
تناقض صارخ بين مضمون المذكرة ومضامين المراجع التي اعتمدت عليها. فعلى سبيل المثال لا الحصر لم تحترم المذكرة مقتضيات المواد 4 و31 من القانون التنظيمي رقم 16 – 26، كما أنها لم تتقيد بمضامين المخطط الحكومي المندمج لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.
غِيَابُ تشخيص موضوعي لِعشرين سنة من مسلسل إدراج الأمازيغية في المنظومة التعليمية، معزز بصدقية الأرقام، يَضَعُ توقعات الوزارة بشأن تعميم الأمازيغية في أفق سنة 2030 في مرمى كل الشكوك، علما بأن ماهو متداول كمعطيات يشير إلى أن حصيلة تعميم الأمازيغية إلى حدود اليوم لا تتجاوز 9%.
سكتت المذكرة عن تعميم الأمازيغية في مراعاة لتنوع الخرائط التربوية لتحقيق التوطين والالتقائية، أخذا بيعين الاعتبار تعدد صيغ التعميم: أستاذ المادة (المتخصص)، أستاذ القسم (أستاذ التعليم الابتدائي مدرس الأمازيغية).
إن التدرج في إدماج الأمازيغية في المنظومة التعليمية، وإن كان مطلوبا منهجيا إذا ما توفرت الإرادة السياسية، تحول للأسف إلى تملص لطيف وممنهج من كل التزام .
تجاهلت المذكرة موضوع تحيين المعطيات الإدارية بشأن عدد أساتذة وأستاذات اللغة الأمازيغية،
عدم الإشارة إلى التعليم الخصوصي، الذي مازال بعيدا عن إدراج الأمازيغية في الفصول الدراسية وفق المذكرات المنظمة، والسكوت عن تدريس الأمازيغية لأبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج .
ضبابية موضوع الموارد البشرية، وغياب التحديد التوقعي للموارد البشرية أخذا بعين الاعتبار الأهداف التي حددتها المذكرة في أفق سنة 2030.
تلكم هي ملاحظات تكتل تمغربيت للالتقائيات المواطنة موجهة إلى الرأي العام عموما والحكومة والأحزاب السياسية ومكونات الحركة الأمازيغية خصوصا، لعلها (الملاحظات) تساهم في إصلاح ما يمكن إصلاحه بغية وضع قطار ترسيم الأمازيغية وإدماجها في المنظومة التعليمية على سكته الصحيحة في احترام تام للدستور ومقتضيات القانون التنظيمي رقم 16 – 26 .
وهنا وجب التذكير بأن حصيلة مسلسل إدراج الأمازيغية في المنظومة التعليمية عنوان كبير لشبه تجميد للوضع القانوني للأمازيغية، باعتبارها لغة رسمية، وهي كذلك عنوان لتجاهل الحكومات المتعاقبة للمصير الكارثي الذي ينتظر الأمازيغية باعتبارها من اللغات المهددة.
تكتل تمغربيت للالتقائيات المواطنة