احتفاءً باليوم العالمي للتنوع الثقافي … المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ينظم لقاءً تفاعليا حول الإنتاج الفني الأمازيغي
احتضن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لقاء تفاعليا احتفاءً باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، يوم الخميس 25 ماي 2023 .
ويندرج هذا اللقاء في إطار الأنشطته الإشعاعية، لمركز الدراسات الأنثروبولوجية والسوسيولوجية التابع للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذي استضاف مجموعة من المبدعين في مجال الأغنية الأمازيغية ويتعلق الأمر بكل من الفنانة سناء جدوبي ( الوسط) والفنان علي فائق ( الجنوب) والفنان نصر الدين الواعزيزي (الشمال).
كما يروم هذا اللقاء، في إطار سعي مركز الدراسات الأنثروبولوجية والسوسيولوجية إلى التعريف ببعض مظاهر الصناعات والأشكال الإبداعية في المجالات الأمازيغية. ويعود هذا الاهتمام إلى ما تكتسيه مسألة الإنتاج من أهمية أساسية في تنمية الصناعات الإبداعية وفي عمليات الإيصال والانتقال الثقافي.
وقد تضمن البرنامج بعد الكلمة الافتتاحية للأستاذ أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية مداخلات السادة الأساتذة : الأستاذ حمو بلغازي حول فن أحيدوس باعتباره رقصة جماعية عريقة، بالإضافة إلى شهادته في حق الفنانة المتميزة سناء جدوبي المايسترة في فن أحيدوس، التي تترجم تجربتها الفنية دينامية هذا الفن الجماعي وإبراز الأدوار النسائية والرجالية في تنظيم عروضه الفنية وصيغ انتقاله.
ومداخلة الأستاذ مبارك ونعيم حول أماركَـ بين الاصالة والتحديث، كما قدم شهادة في حق الفنان المتميز علي فائق، الذي يمزج في أدائه وممارسته الفنية بين استعادة الأغاني الخالدة في فن “تيرويسا” وتحديث الموسيقى، والتفكير في صيغ جديدة للتعريف بالموسيقى الأمازيغية ونقلها إلى الأجيال الصاعدة، من خلال خلق فضاء ملائم، فيما تناولت مداخلة الأستاذ محمد أوبنعل موضوع “أغنّيج بين الإبداع والتحديات” هذا بالإضافة إلى كلمته كشهادة في حق الفنان المتميز نصر الدين الوعزيزي. الموسيقي، الذي شارك في تأسيس مجموعة أݣراف ومساهمته في تجديد الأغنية الريفية وابتكار طرق جديدة للإنتاج والترويج من خلال إحداث “مقهى-استوديو.”
كما ساهم كل فنان خلال هذا اللقاء التفاعلي المفتوح مع باحثي المركز بمشاركته المتميزة، بالإضافة إلى عرض بعض نتائج الأبحاث والتحريات حول تحول التعابير الموسيقية الأمازيغية، حيث قدم كل فنان تجاربه الإبداعية ومساره الشخصي .
وتم رصد واقع الإنتاج ووضعية الفنانين في مجال الإبداع الموسيقي والغنائي الأمازيغي وكيف يتم التعامل مع السياقات الجديدة وذلك عن طريق تقديم بعض المسارات والتجارب التي تتميز بابتكار أشكال جديدة لتجاوز الوضعية الهشة التي يتميز بها حقل الإنتاج وترويج المنتوجات.وتناول هذا اللقاء التفاعلي الغني المشهد الفني ومحاولات جديدة لخلق فضاءات مناسبة للتعريف بغنى الرصيد الموسيقي ومشاركته مع الأجيال الصاعدة، وإبداع أساليب موسيقية مستوحاة من الموروث الغنائي وتكييفها مع التوجهات المعاصرة.
كما تمحورت الأسئلة المؤطرة لهذا اللقاء حول مواضيع التنشئة الفنية وعلاقتها باكتساب مبادئ الفن ومرتكزاته السلوكية والأدائية، والصيغ الشكلية لهذه العملية وطرق اكتساب وإيصال التقنيات والقيم إلى الأجيال الصاعدة، والكيفية التي يتم بها التكيف مع التغييرات العميقة التي تمس البنية المنتجة لهذه الفنون والوسائل الاجتماعية والتكنولوجية المستعملة لإعداد المنتوجات والترويج لها، وإلى أي حد استفاد الفنان الأمازيغي من المأسسة والترسيم.
واختتم هذا اللقاء التفاعلي الذي ترأس أشغاله الأستاذ الخطير أبو القاسم (أفولاي) بتقديم درع التكريم لكل فنان وشهادة المشاركة تقديرا لإسهامهم في تثمين الموروث الفني الأمازيغي وتجديده.
يذكر أن اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، الذي تحتفي به اليونسكو في 21 ماي من كل عام، ليس لإبراز ثراء ثقافات العالم وحسب، وإنما كذلك لإبراز الدور الأساسي للحوار بين الثقافات في تحقيق السلام والتنمية المستدامة. الذي يعد مناسبة لتعزيز الثقافة وإبراز أهمية تنوّعها كعامل فاعل لتحقيق ودمج التغيير الإيجابي في المجتمع العالمي. كما يمثل هذا اليوم فرصة للاحتفال بأشكال الثقافة المتعددة بما في ذلك التراث الثقافي المادي وغير المادي والصناعات الإبداعية ومختلف أشكال التعبير الثقافي، إضافة إلى التأمل بكيفية إشراك هذا التنوع الثري في تعزيز أواصر الحوار والتفاهم المتبادلين وسبل نقل التنمية الاجتماعية والبيئية والاقتصادية المستدامة.
وعتاب مريم ( متدربة)
المصدر:مواقع ألكترونية