المعرض الدولي للكتاب يعرض الدور المحوري لقناة “تمازيغت” في النهوض بالدراما التلفزية الأمازيغية
في إطار فعاليات رواقها المؤسساتي بالدورة الـ 28 من المعرض الدولي للنشر والكتاب، المقام بالرباط، سلطت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة الضوء على الدور المحوري لقناة “تمازيغت” في الإقلاع بحجم وجودة الدراما التلفزية الأمازيغية، وذلك في ندوة شارك فيها عدد من المسؤولين والخبراء ونجوم الأعمال التلفزية الأمازيغية؛ كما خصصت المؤسسة لقاء في رواقها من أجل تقديم كتاب “”تفاوين: تأملات في الثقافة والإبداع الأمازيغيين” لمؤلفته خديجة رشوق، منتجة البرامج بالقناة “الأولى”.
تطور كبير للدراما التلفزية الأمازيغية من حيث الحجم والمضمون
أبرزت فعاليات الندوة المتعلقة بالدور المحوري لقناة “تمازيغت” في الإقلاع بالدراما التلفزية الأمازيغية، والتي شارك فيها السيد عبد الله الطالب علي، مدير البرامج الأمازيغية: إذاعة وتلفزة؛ والسيدة رجاء خرماز، الممثلة والسيناريست؛ والمخرج السيد مصطفى آشاور، علاوة على الممثل السيد فاروق أزنابط، والسيناريست السيدة بشرى ملاك، عددا من مؤشرات الإنجاز حول اضطلاع قناة “تمازيغت” من إحداثها سنة 2010 من طرف الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بأدوار بارزة في تثمين وتنمية ونشر الثقافة واللغة الأمازيغيتين، وإبراز التعدد اللغوي والثقافي للمغرب، والمساهمة في تفعيل ترسيم اللغة الأمازيغية في المجال السمعي البصري.
وأكد المتدخلون على أن الدراما التلفزية الأمازيغية تعد من المجالات التي تشهد على الأثر القوي والقيمة المضافة العالية لقناة “تمازيغت” من حيث تطوير وتجويد إنتاجاتها كميا وكيفيا، وهو ما يتمظهر، من حيث الحجم، في إغناء القناة، طيلة 13 سنة من إنشائها، الخزانةَ الوطنية من الإنتاج الأمازيغي بأكثر من 160 فيلما ناطقا بالأمازيغية بروافدها الثلاثة، وإنتاج أكثر من 28 مسلسلا، ناهيك عن دعم دينامية المسرح الأمازيغي باقتناء حقوق بث 40 مسرحية.
أما من حيث الأثر على المضمون والجودة الفنية، وبفضل حرص الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على توحيد متطلبات الجودة التقنية والفنية ومسطرة الانتقاء بمراحلها الإدارية والتقنية لكافة خدماتها التلفزية ذات البرمجة العامة (الأولى، العيون الجهوية، تمازيغت)، وتعبئة نفس الإمكانيات التقنية واللوجستية للإنتاج، تنوع الإنتاج الدرامي الأمازيغي الناطق بالروافد اللغوية الثلاث للأمازيغية، وتصاعدت جودة كتابته وتشخيصه وتصويره، مثيرا اهتمام أوسع فئات الجمهور، ومجسدا لشعار “تمازيغت قناة لكل المغاربة”.
وفي هذا الشأن، كشفت الندوة أن ما يعكس هذا الاهتمام، الارتباط القوي المسجل وسط المشاهدين بقناة “تمازيغت”، وتحقيق القناة لأفضل نسب مشاهدتها السنوية خلال عرض أحدث الإنتاجات الدرامية في شهر رمضان، إذ تبرز إحصائيات سنة 2022 أن أكبر نسب مشاهدة “تمازيغت” كانت في شهر أبريل بمشاهدة القناة من طرف 3.8 ملايين مشاهد على امتداد كافة التراب الوطني. كما تمت الإشارة إلى أن مشاهدي القناة يتوزعون على جميع مناطق المغرب، إذ أن مشاهديها 61.7 % منهم يوجدون في منطقة الجنوب، و19.7 % في وسط البلاد، مقابل 10.3 % في الواجهة الأطلسية، و8.4 % في الشمال.
وأكد المشاركون في الندوة ذاتها أن الحصيلة المحققة من قبل القناة تنسجم مع المبادئ العامة للخدمة الإعلامية العمومية التي تقدمها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، التي تجعل منها مرفقا عاما يقدم خدمة عمومية قائمة على معايير الجودة والمهنية والتنوع والتنافسية، ومنظمة على أساس المساواة في الولوج إليها بين المواطنين والمواطنات والإنصاف في تغطية التراب الوطني، مع ترسيخ الثوابت الأساسية للمملكة المغربية المتمثلة في الدين الإسلامي السمح والوحدة الوطنية متعددة الروافد والملكية الدستورية والاختيار الديمقراطي.
إصدار “”تفاوين: تأملات في الثقافة والإبداع الأمازيغيين” انتقال فريد من الشاشة إلى الكتاب
استمرارا في احتفاء الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بكفاءاتها المتميزة وأطرها التي تزاوج بين العمل السمعي البصري والكتابة والتأليف، نظم الرواق المؤسساتي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، كذلك، تقديما لكتاب “تفاوين: تأملات في الثقافة والإبداع الأمازيغيين”، الصادر عن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، لمؤلفته السيدة خديجة رشوق، الإعلامية ومنتجة البرامج بقناة “الأولى”.
وشاركت في تقديم الكتاب نخبة من الفعاليات الإعلامية والثقافية، من قبيل السيد محمد صلو، المختص في الدراسات الفنية والتعابير الأدبية والإنتاج السمعي، والسيد أحمد عصيد، الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والسيد محمد أقوضاض، الكاتب والناقد الأدبي.
وأبرز المتدخلون أن هذا الكتاب يعد من التجارب الفريدة لنقل برنامج تلفزي رائد من الشاشة إلى دفة مؤلف أنيق وجامع، يوثق بالقلم للعمل التلفزي “تفاوين”، الذي بثته القناة “الأولى” على مدى ست سنوات خلال الفترة من سنة 2004 إلى 2010، وكان يرصد الإبداع الأمازيغي في عوالم الأدب والموسيقى والتشكيل، وما راكمته الثقافة الأمازيغية على مستوى التراث الشعبي.
المصدر:مواقع ألكترونية