ماذا نجم عن المؤتمر الاسلامي الاول في 07 جوان 1936م؟
ماذا نجم عن المؤتمر الاسلامي الاول في 07 جوان 1936م؟ 1---291
اليوم اتعجب من ناس خلقت تيار تقدس فيه مالك بن نبي و عبد الحميد بن باديس و ميصالي الحاج في نفس الوقت مع العلم ان هذه الشخصيات الثلاث لا تعايش سياسي ولا فكري بريط بينهم فهم متناقضون على مر الزمن وغير متفاهمين بينهم ووصل الوضع الى ان مالك بن نبي يقول عن جمعية العلماء المسلمين انهم خانوا العهد وأنهم منافقين سأنشر لكم ملخص عن ماحدث وبالمصادر التاريخية مباشرة ....نذكر فقط للقراء اننا لا نخون احد فقط ننقل ماجرى وماتم كتابته بيد هؤلاء الأشخاص .
بقلم ايت كتوت لياس Ait Kettout Lyes
انعقد المؤتمر الاسلامي الاول في 07 جوان 1936م بدعوة من ابن باديس رئيس جمعية العلماء و من ابن جلول حيث تم دراسة والاتفاق على الدعوة للاندماج مع الحفاظ على الخصوصية الثقافية والدينية واللغوية للشعب الجزائري الإشكالية المطروحة
حيث دعت جمعية العلماء بقيادة ابن باديس اغلب علماء الدين و المثقفين الجزائريين ‪ كما حضرت شخصيات فرنسية من أحزاب يسارية معتدلة ( الحزب الاشتراكي الفرنسي) ‬للاجتماع في العاصمة الجزائر في قاعة الماجيستيك في جوان 1936م للدعوة الى الاندماج في الامة الفرنسية وكان عددهم حوالي 5 الاف فرد وهذا بعد ان عرض الفرنسيين على الجزائريين مشروع تجنيسهم مقابل محافظتهم على خصوصيتهم وقوانين التشريع الاسلامي‬
‎وهو ما يعرف بمشروع ( بلوم و فيوليت) مع العلم ان فيوليت هو الحاكم العام للجزائر قبل سنة 1936م
حيث اعجب زعماء جمعية العلماء المسلمين بهذا المشروع الجديد والذي يخالف المشروع السابق لتجنيس الجزائريين ( مشروع جويلية 1865م) والقاضي بامكانية تجنيس الجزائريين وادماجهم في الامة الفرنسية
ماذا نجم عن المؤتمر الاسلامي الاول في 07 جوان 1936م؟ 1--683
‎في جويلية 1936م وصل وفد المؤتمر الإسلامي الجزائري إلى باريس لتقديم المطالب الاندماجية للجمعية التي وضعت نفسها ممثلا للجزائريين وقدمت مطالبها مباشرة إلى الحكومة الفرنسية في باريس مع ممثليها في الجزائر
‎‪لمقابلة رجال الدولة الفرنسية ‬‬
‎‪( رئيس الوزراء، بعض الوزراء، وبعض النواب المتعاطفين مع مطالب ممثلي الشعب الجزائري) ‬وقد ضم هذا الوفد مجموعة من السياسيين مثل الدكتور محمد بن جلول وفرحات عباس والعربي تاهرات والعلماء عبد الحميد بن باديس ومحمد البشير الإبراهيمي والطيب العقبي والأمين العمودي.‬
‎تم دراسة والاتفاق على الدعوة للاندماج مع الحفاظ على الخصوصية الدينية واللغوية للجزائريين
‎دامت هذه الزيارة من 17 إلى 29 جويلية .
واستُقبل الوفد من طرف رئيس الحكومة ليون بلوم وبعض وزرائه والنواب حيث تم اسكان الوفد الجزائري في فندق بباريس
استمرت الدعوة للاندماج في الامة الفرنسية من قبل جمعية العلماء لعدة سنوات بعد مؤتمر 1936م
ماذا نجم عن المؤتمر الاسلامي الاول في 07 جوان 1936م؟ 1-1461
رسالة تأييد من بن باديس لقانون الأحوال الشخصية Blum-Violette
يقول فيها أن جميعة العلماء تأكد على "وفائها للأمة الفرنسية " و عدائها لكل من يسيء"للمصالح الفرنسية " وبعض المطالب الاخرى التي ستجدونها في احد الصور في أسفل المقال .
‪لما عاد الوفد من باريس قرر عقد لقاء شعبي في الملعب البلدي في الجزائر العاصمة يوم 02اوت1936، حضره الآلاف من المؤيدين للمؤتمر الإسلامي الجزائري ومن عامة الشعب، وكان الوفد ممثل من العلماء والحزب الشيوعي الجزائري، والنواب، وحزب الشعب الجزائري، مع العلم أن هذا الأخير لم يكم في الوفد يوم زيارته لباريس لأنه رفض تبني وجهة نظر المؤتمر ومطلبه في ضم الجزائر وإلحاقها بفرنسا لأن ذلك يعني استكمال الاحتلال الفرنسي للجزائر وتأييده فتدخل مصالي الحاج رئيس نجم شمال أفريقيا، وألقى خطبته الشهيرة، وبذلك الموقف تعرف الحاضرون من جماهير الشعب الجزائري على توجهات النجم، وأصبح زعيم الوطنية في الجزائر (ستجدون مقال مصالي الحاج في أسفل المقال على شكل صورة )‬‬
ومن الأسباب التي أدت الى فشل المؤتمر الاسلامي هي خلافات داخل المؤتمر الإسلامي، بين نجم شمال أفريقيا والحزب الشيوعي الجزائري من جهة، وبين النجم النواب الفيدراليين من جهة أخرى، وكذلك قضية مقتل مفتي الجزائر كحول بن دالي يوم02أوت1936، إذ اتهم الطيب العقبي باغتياله وبالتالي فقدت الجمعية تأثيرها ووزنها داخل المؤتمر بتشويه أحد العناصر الفاعلة والمؤثرة في المؤتمر. وما زاد الوضع سوءا داخل المؤتمر، اعتراف الصالح بن جلول بضلوع العلماء في مقتل المفتي كحول حيث قال بعد حادثة الاغتيال : " أنه لا يشترك في حركة تعمد إلى القتل وإغماد الخناجر في قلوب المعارضين" ، وحول ذلك الموقف يقول أبو القاسم سعد الله : " فعلى اثر ذلك وافق ابن جلول على اتهام العلماء بالاغتيال واستقال من منصب رئاسة المؤتمر "
في سنة 1938 سقطت حكومة الجبهة الشعبية برئاسة ليون بلوم‪Leon Blum ‬، خلفتها حكومة دلاديه ‪Daladier‬، اتصل وفد المؤتمر الإسلامي ( فرحات عباس، عبد الحميد بن باديس ) برئيس الوزراء الفرنسي والسلطات الفرنسية في باريس في مارس 1938 للحديث عن مطالب المؤتمر، وعرض مشروع فيوليت على البرلمان، فأجابهم دلاديه بأن البرلمان الفرنسي معارض لمشروع فيوليت، وأن هذا الأخير لا يتناسب مع الحالة الشخصية الإسلامية .‬‬
بعيدا عن مصالي الحاج مالك بن نبي عارض وانتقد بشدة جمعية العلماء المسلمين في كتابه "العفن"
ماذا نجم عن المؤتمر الاسلامي الاول في 07 جوان 1936م؟ 1-1462
اذ يقول :
في صفحة 44 أنّه يحب العقبي أكثر من ابن باديس و
‎في صفحة 45 أن سوء استقباله من طرف ابن باديس وعدم السماح له بالجلوس والبرودة التي لمسها منه حين طرح عليه فكرته وهو ابن 22 سنة.
•وابتداء من 46 يقول: اهتزت ثقتي في “العلماء”، بسبب الغيرة والكذب والدناءة التي ميّزت العقبي تجاه محاضرة حمودة بن ساعي واتهامه بالسرقة الأدبية، وبأن مثل هذا الأسلوب لايمكن أن يكون إلا في المشرق.
•في صفحة 65 وما قبلها يتحدث مالك بن نبي عن “العلماء” ويقصد خاصة العربي التبسي، ويفضل مصالي الحاج عليهم جميعا.
•وفي صفحة 66 يصف دروس العقبي بالصياح، ويتحدّث عن قانون منع “العلماء ” من دخول المساجد وإلقاء دروسهم من طرف فرنسا، وأن العقبي لم يعجبه ذلك لحب الظهور والشهرة، وكان عليه الاهتمام بإمامة الناس خارج المساجد.
•في صفحة 113 يصف مصالي بأنّه نزيه لكنه أقل خطرا على الوطن.
ماذا نجم عن المؤتمر الاسلامي الاول في 07 جوان 1936م؟ 1--684
•في صفحة 114 يتحدث عن فرحات عباس الذي قال إنّه: “بحث في كل مكان حتى في رفات المقابر دون أن يعثر على شهادة بوجودها”، ويرى أن ردّ الوطنيين و”العلماء” كان دون المستوى .
•في صفحة 115 بن نبي هاجم أمثال بن جلول لاستغلالهم المؤتمر الإسلامي 1936، ثم هاجم “العلماء” لأنهم لم يساندوه حين واجه فرحات وبن جلول
•ويقول في صفحة 116 أنّه لايليق “للعلماء” أن ينزلوا في هذا الفندق المعروف بسمعته السيئة أثناء مؤتمر 1936 .
•وفي صفحة 117 يقول : كانت ملاحظاتي تحرج ابن باديس، ويندهش كيف لـ”العلماء” أنّهم جعلوا بن جلول رئيسا للوفد، وهو الذي كان يشرب الخمر. •ويقول في صفحة 118 : لقد كبّرت على “العلماء” أربعا وأقمت عليهم الحداد منذ 1936 واعتبرتهم أعجز من فهم فكرة ناهيك عن إنجازها وتنفيذها، وهذه هي خلاصة بن نبي مع “العلماء”.
وفي آخر الفصل يرى بن نبي أن المؤتمر 1936 كان الأولى أن يقوده علماء ديكارتيين، وأن الورتلاني الذي تولى الرئاسة فيما بعد لفصاحته وبلاغته لا يفيد لأنه كان من المفروض إرسال شخص يعرف العقلية الأوربية، وعاب على “العلماء” عدم اندماجهم في المجتمع وانتظارهم من الناس أن يأتوا إليهم، عكس اليهودي والقسيس الذي يذهب للناس وجلس إليهم.
•ويقول في صفحة 122-123: كنت أعي أني من أفضل الأقلام الجزائرية، وكنت من الطلبة النجباء في دفعتي، ولم تكن لي نقطة ضعيفة إلاّ في الرسم. •في صفحة 125 يقول: ما كان لـ”العلماء” أن ينضموا تحت لواء بن جلول وفرحات. ورغم أنّه وصف العقبي بأسوء الأوصاف، إلا أنه أرسل له رسالة مواساة وهو في السجن، كما جاء في صفحة 134.
ماذا نجم عن المؤتمر الاسلامي الاول في 07 جوان 1936م؟ 1---292
•يقول في صفحة 147عن علاقة الورتيلاني بماسينيون، وعلاقة الصهيوني بالتبسي، ويصفهما كأنهما إخوان، لأنّه وبكل بساطة يتحصل الورتيلاني على مصالحه ووثائقه، بينما طلبات بن نبي تظلّ محل رفض، ويصف التبسي بالمنافق لأنه خالفه في طريقة التعامل مع بن جلول. ويعترف بن نبي أنّه لايستطيع أن يواجه التبسي علانية، وكان أب بن نبي يخالفه الرأي فيما يتعلّق بالعربي التبسي، فيمتنع عن المواجهة العلنية احتراما وتقديرا للأب.
•وأنشأ بن نبي “جمعية حماية الفتاة”، الجزائرية التي كانت تعمل لدى العائلات اليهودية، وكلهن نساء عازبات ولم يتلق أية مساعدة أو تشجيع كما جاء في صفحة 181، ويتحدّث عن العربي التبسي: يهمه أن يبرز ويظهر، ولا يهمه أي فعل خير كما جاء في صفحة 182.


المصادر :
- أبو القاسم سعد الله، الحركة الوطنية الجزائرية 1930-1945، ج3، المؤسسة الوطنية للكتاب 1986.
- محفوظ قداش، تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية، تر، أمحمد بن البار، شركة دار الامة 2011.
- محمد الميلي، المؤتمر الاسلامي الجزائري، دار هومه، 2006
- لونيسي إبراهيم، تداعيات اغتيال المفتي كحول بن دالي على جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والمؤتمر الإسلامي الجزائري 1936-1939، المجلة الجزائرية للبحوث والدراسات التاريخية المتوسطية، المجلد 5 العدد10، ديسمبر2019.
‏L'Echo d'Alger : journal républicain du
‏matin 08 JUIN 1936
-كتاب مالك ابن نبي (مذكرات مالك ابن نبي/العفن )
-كتاب مذكرات مصالي الحاج
-كتاب اثار ابن باديس لعمار الطالبي
-محمد الحربي (كتاب جبهة التحرير الوطني بين الأسطورة والواقع )