أولاد ضاعن قالمة :
كاريت في كتابه و تقريره و إحصائياته سنة 1840-1842 صنفهم على أنهم شاوية قدموا من جبل الأوراس.
تقارير المكاتب العربية لسنة 1844-1845 تنسب لهم نفس الأصول و تقسمهم إلى ثلاث فروع :
أولاد ضاعن أولاد بوعافية و أولاد صغار :
أولاد العساسلة، أولاد مرارشة، أولاد عثمان، أولاد عباس، أولاد دغمان، أولاد بوضيف ، أولاد فايز، أولاد بوكرش.
أولاد ضاعن أولاد بديار :
أولاد بن نجوة، أولاد عيسى بن محمد، أولاد راوي، أولاد بودرياس، أولاد عبابو، أولاد محمد، أولاد غزال، أولاد منتظر أو منتصر Mentzar
أولاد ضاعن أولاد غامراس :
أولاد عامر، أولاد بوعزيز، أولاد سعود، أولاد دبابسية.
ترجمت الأسماء من الفرنسية، قد تكون خاطئة، لذلك من يريد الرجوع اليها يجدها في الصور.
بعض السدج والمغفلين يتساءلون ويطرحون سؤالا سخيفا(لغرض تحويل نسب العرش إلى العرب)
لا أدري هل لهم علاقة و نسب بالضواعن العرب المذكورين في كتاب ابن خلدون، البعض يدخلهم في هذا النسب و الله أعلم.
أولا:أولاد ضاعن ظهروا على مسرح الأحداث خلال القرنين 18 و19 م بينما عاش ابن خلدون خلال القرنين 12 و13 أي ولد خلال 1332م وتوفى خلال 1406 م أي بين الفترتين ما يزيد عن 6 قرون وبالتالي فإبن خلدون لم يدرك أولاد ضاعن حتى يتحدث عنهم وكاريت يؤكد أنهم قدموا من الأوراس وكانوا ناطقين بالأمازيغية الشاوية وعددهم 5800 فردا من المؤكد أنهم يعدون بطنا أو فرعا لإحدى قبائل الأوراس ولما تكاثروا وساءت الظروف والأحوال كان عليهم الرحيل والانتقال حيث الماء ومأكل حيواناتهم وتم ذلك أثناء العهد التركي واستقروا في أراضي ببلدية هيليوبوليس وقلعة بوصبع ومكثوا سنينا قبل ترحيلهم إجباريا إلى مناطق صفاحلي وكاف الريح وعين قطن بسبب العقوبة المسلطة عليهم من طرف الاستعمار بعد التصدي للجيش الفرنسي أثناء توغله للمنطقة وأثناء توجهه لقسنطينة
ثانيا:الضواعن التي يتحدث عنهم ابن خلدون ليسوا عرقا محددا فالظواعن معناه القبائل المتنقلة الراحلة الغير المستقرة والقصد ربما بالقبائل الرحل.فابن خلدون لم يدركهم ولم يعش زمانهم ولم تطأ أقدامه منطقة قالمة ولا منطقة الأوراس حيث أقام في تلمسان وتيهرت وبجاية وتونس.
هاجرت أولاد ضاعن الى منطقة قالمة في القرن 18 عشر وأستقرت في مناطق و بلاد قرفة بقالمة تعايشوا وتحالفوا وانصهروا مع القبائل ذات الأصول الجيجلية كبني ورزالدين وبني فوغال .
استفادت القبيلة من علاقة مباشرة مع باي قسنطنة بواسطة شيخ القبيلة.
كانت من أكبر القبائل في منطقة قالمة، قدر عددها كاريت سنة 1840- 1842 ب 5800 نسمة.
و قدرت المكاتب العربية سنة 1844- 1845 نفس العدد تقريبا،
منهم 95 فارس محارب، و 500 من المشاة المحاربين.
كانت القبيلة تمتاز بفرقة قوم (Goum) ، و هي عبارة عن قوة سلاح فرسان غير نظامية تكونها القبيلة و تضع على رأسها قائدا.
بعد حلف قرفة ضمت الى قيادة دائرة الناظور مع عدة قبائل أخرى النبايل، بني يحي، أولاد سي عفيفي، بني قشة، و التي كانت في حلف الحنانشة، و الذين سمو بحنانشة قالمة.
كانت قبيلة أولاد ضاعن تمتهن الزراعة و تربية المواشي و صناعة السروج.
قاومت قبيلة أولاد ضاعن الإستعمار و جنود راندون الإستعمارية ببسالة في شهر ماي 1842، و تحالفت مع حلف الحنانشة و شاركت في الدفاع عن الحسناوي ضد هجوم الجيش الإستعماري سنة 1843 و الذي كان يهدف الى عزل الحسناوي و إثبات رزقي كقائد للحنانشة..
أستجابت لنداء الرحمانيين بن محجوب و أعوانهم و شاركت بقوة و أشعلت ثورة قالمة جوان جويلية 1852 م التي ألهبت مناطق كبيرة من الشرق الجزائري.
تم تهجير بعض أولاد ضاعن الى تونس عقابا بعد الإنتفاضة.
سنة 1853، تم مصادرة الأراضي على أساس عقابي، و إيجارها لقايد الناظور كمكافأة لمشاركته في التصدي و قتال القبائل الثائرة في ثورة قالمة سنة 1852م، ثم ضمت إلى مجال أراضي الدولة ثم أصبحت كأراضي الدولة المؤجرة لقبيلة أو فرد ، قابلة للإلغاء.
وبقيت أراضي أولاد ضاعن مأجورة لقايد الناظور حتى عام 1864 مقابل رسم سنوي 5000 فرانك.
جمع قايد الناظور عائدًا سنويًا لا يقل عن 45000 فرنك، و كان هذا سبب و مصدر الثروة العظيمة التي جمعها بعد تعيينه في عام 1852م كقائد للناظور.
كان قايد الناظور المجرم يجير الأراضي لأولاد ضاعن.
العجب المعجب، صاحب الأرض أصبح أجيرا و عبيدا، و الخاين ملك الأرض و أستأجرها للأسياد !
بعد ثورة 1852م، فكرت القوات الإستعمارية طرد و تهجير قبيلة أولاد ضاعن بالكامل الى منطقة مجانة و سطيف، و فكرت في إسكان بني فوغال مكانهم و على أراضيهم، لكن بني فوغال لم تنصاع لهم و كان التوتر سائدا على الجميع مما أدى إلى إبطال هذا الإجراء خوفا من إنزلاق الأمور.
و هنا نرى صراحة مكر و خبث الإستعمار الذي يبث الفرقة و يضرب القبائل ببعضها البعض لتفرقة المجتمع و الهيمنة في سياسة خبيثة فرق تسد. لكنهم تراجعوا عن الفكرة بعد فرض شروط قاسية على أولاد ضاعن و طلبهم للأمان.
تم تغريم أولاد ضآعن بغرامة قدرها 30 ألف فرنك عقابا لمشاركتهم في ثورة قالمة 1852.
كانت القوات الإستعمارية تشتكي كثيرا من قبيلة أولاد ضاعن بسبب تمردهم و ثوراتهم و رفضهم لإنصياع للأوامر و عدم دفع الضرائب،
رفضت القبيلة سنة 1849 م تمويل الجيش الفرنسي بالخيل والبغال أثناء حملتهم على واحة الزعاطشة، و رفضت سنة 1849 و 1851 دفع الضرائب و المثول مأم قيادة الدائرة.
تم رفع العقوبات على أولاد ضاعن سنة 1863م، بعد معاناة شديدة من الغرامات و العقوبات و التهجير و التفقير و التجويع.
حرمت و رفضت الإدارة الفرنسية و لجنة سناتوس كونسيلت من إنشاء دوار أولاد ضاعن عقابا له، و عملت على تفكيك القبيلة و تقسيمها ، وهكذا تم تقسيم أولاد ضاعن للتحكم فيها بين دوار الصفاحلي وعين قطن ودوار كاف الريح.
عرش أولاد ضاعن امازيغي من أصول شاوية قدم من منطقة الأوراس خلال القرن 18 واستقر بأراضي الكائنة ببلدية هيليوبوليس ويعد أكبر عرش في قالمة تحدى الإستعمار بترسانته الحربية وواجهه في عدة معارك ورفض التصالح مع المستعمر أو التعاون معه رغم الامتيازات التي كان يقدمها لأكبر الأعراش ولم يخضع أو يستسلم للعقوبات الردعية ولا للتهديدات مما جعل الاستعمار الفرنسي يحاول في كل مرة تشتيت العرش وتفريقه وترحيله إلى المناطق الجبلية تعسفا وإرهاقه بالعقوبات والضرائب ونفي البعض منهم إلى تونس إلا أن كل محاولات المستعمر باءت بالفشل وبقي افراد العرش على موقفهم الثابت رفضهم للوصاية الاستعمارية
ينتشر أفراد عرش أولاد ضاعن حاليا في 5 بلديات وهي كالتالي:
أغلبية مطلقة في بلدية بوحشانة
أغلبية نسبية في بلدية عين الصندل
اغلبية نسبية في حمام النبائل (موطن الروائي العالمي الكاتب ياسين)
اقلية معتبرة في بلدية لخزارة
اقلية نسبية في بلدية الدهوارة
رحم الله شهداء أولاد ضاعن الأشاوس.