ما هي ظاهرة "إل نينيو" التي قد تكون سبباً بارتفاع درجات الحرارة؟
كشفت سجلات خدمة كوبرنيكوس الأوروبية المتخصصة في رصد تغير المناخ أنّ بدايات يونيو/ حزيران الجاري شهدت أعلى متوسط على الإطلاق لدرجات الحرارة العالمية لهذه الفترة من السنة، مشيرة إلى أن تجاوز المعدلات القياسية السابقة "بفارق كبير" قد يكون ناجماً عن ظاهرة "إل نينيو" المناخية، ماذا نعرف عنها؟
تحذيرات دولية أطلقتها الأمم المتحدة بشأن حدوث ظاهرة «إل نينو» خلال عام 2023، وهي ظاهرة مناخية تؤدي لزيادة درجات الحرارة بشكل قياسي في أنحاء العالم، وهي ظاهرة قد تؤدي لذروة جديدة من الاحترار العالمي ويتكرر حدوثها كل عدة سنوات.
ظاهرة إل نينو
«إل نينيو» تحدث بشكل طبيعي وتؤدي لارتفاع درجة حرارة غير الطبيعي عن درجة حرارة سطح البحر في الوسط والشرق الاستوائي للمحيط الهادئ، حسبما أوضحت منظمة الأغذية العالمية «فاو»، موضحة أنها تحدث مرة كل 2-7 سنوات، ويمكن أن تحدث كل 18 شهرا.
وتؤدي الظاهرة لتطرف مناخي من خلال حدوث موجات هطول أمطار استوائية شديدة على بعض المناطق في العالم وفي المقابل ندرة الأمطار في أنحاء أخرى من العالم، فيما تشير «فاو» إلى أن «إل نينيو» يمكن أن تسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات أو الطقس الحار أو البارد جدًا، كما يمكنها أن يؤدي إلى تفشي الأمراض الحيوانية، سواء الأمراض حيوانية المنشأ أو المنقولة عن طريق الأغذية، وكذلك الآفات النباتية وحرائق الغابات.
تزايد حرائق الغابات تعد أحد مظاهر تغير المناخ عالميا - صورة أرشيفية
وكانت المرة الأخيرة التي وقعت فيها تلك الظاهرة في 2015-2016، فكان عام 2015 أكثر الأعوام سخونة على الإطلاق بسبب الآثار تغير المناخ وظاهرة النينيو، وارتفعت لمستويات قياسية أخرى في أوائل عام 2016، حيث أدى ذلك الارتفاع القياسي في درجات الحرارة لتأثيرات على البيئة، كما وقعت العديد من الكوارث الناتجة عن إطلاق الكربون بما في ذلك حرائق الغابات والأراضي في إندونيسيا وتدمير مليارات الأشجار بسبب الجفاف في منطقة الأمازون، بشكل أثر على أكثر من 60 مليون شخص في حوالي 23 دولة.
ووفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية فإن ظاهرة «إل نينيو» ترتبط بالظروف الدافئة والجافة في المناطق الداخلية الجنوبية والشرقية من أستراليا، بالإضافة إلى إندونيسيا والفلبين وماليزيا وجزر المحيط الهادئ الوسطى مثل فيجي وتونغا وبابوا غينيا الجديدة.
فخلال فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي، تميل الأمطار الموسمية الهندية بشكل عام إلى أن تكون أقل من المعتاد، وفي فصل الشتاء عادة ما يكون الجو أكثر جفافًا من الظروف العادية في جنوب شرق إفريقيا وشمال البرازيل.
أزمة تغير المناخ - صورة أرشيفية
فيما تؤثر الظروف الأكثر رطوبة من المعتاد على طول ساحل خليج الولايات المتحدة والساحل الغربي لأمريكا الجنوبية الاستوائية (كولومبيا والإكوادور والبيرو) ومن جنوب البرازيل إلى وسط الأرجنتين، وعادةً ما تشهد أجزاء من شرق إفريقيا (كينيا وأوغندا) هطول أمطار أعلى من المعتاد.
وترتبط ظاهرة النينيو بفصول شتاء أكثر اعتدالًا في شمال غرب كندا وألاسكا بسبب قلة اندفاعات الهواء البارد من القطب الشمالي- نتيجة لمنطقة واسعة النطاق من الضغط المنخفض تتركز في خليج ألاسكا / شمال المحيط الهادئ، وفقا لمنظمة الأرصاد الجوية العالمية.
المناطق المتأثرة بظاهرة "إل نينو" وفقا لما أعلنته "فاو"
ظاهرة إل نينو 2023
واليوم حذرت الأمم المتحدة من أن هناك احتمالا قويا بأن تتشكل ظاهرة «إل نينيو» المناخية هذا العام، مما قد يدفع درجات الحرارة إلى معدلات قياسية جديدة، وقال رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس، إن «تشكل إل نينيو سيؤدي على الأرجح إلى ذروة جديدة في الاحترار المناخي ويزيد من احتمال تسجيل درجات حرارة قياسية».
ولفت إلى إلى وجود احتمال لتشكل هذه الظاهرة المناخية بحلول نهاية سبتمبر المقبل بنسبة تصل إلى 80%.
ومن المتوقع أن تؤدي ظاهرة إل نينو والتي ستؤثر على الكرة الأرضية خلال النصف الثاني من 2023، إلى ظروف أكثر رطوبة وأمطرب في مناطق شرق أفريقيا ودول الشرق الأدنى من آسيا، وعلى العكس ستكون الظروف الأكثر جفافًا بشكل عام مؤثرة في غرب إفريقيا وجنوب إفريقيا والهند وجنوب شرق آسيا وأستراليا والمناطق الشمالية من أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى.
وتعتبر مناطق أستراليا والبرازيل وجنوب إفريقيا وجميع منتجي ومصدري الحبوب الرئيسيين من بين البلدان المعرضة لخطر الظروف الجافة في 2023، وكذلك مجموعة من البلدان الأخرى في وسط وغرب إفريقيا وجنوب شرق آسيا ومنطقة البحر الكاريبي، وفقا لتقديرات منظمة «فاو»، وعلى العكس سيؤثر سقوط الأمطار الغزيرة على الأرجنتين وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك بالنسبة لدول في آسيا الوسطى.
المصدر:مواقع ألكترونية