سفينة فضاء تابعة لناسا تعثر على الماء بحثًا عن وجود حياة على الكويكب بينو
صورة تظهر كويكب بينو، في 16 تشرين الثاني 2018، التقطت من قبل ناسا. بعد سنتين من المطاردة، وصلت مركبة فضاء تابعة لناسا إلى كويكب بينو، وهي الزائر الأول له منذ مليارات السنوات (ناسا/أ.ب)
أزاحت مركبة فضاء تابعة لناسا الستار عن أول وأكبر اكتشاف لها بالعثور على مكونات للمياه على أحد الكويكبات.
ويأمل العلماء أن تسلط مركبة الفضاء أوزيريس ريكس الضوء على الغموض الذي يحيط بالكويكب بينو، وهو كويكب في حجم ناطحة سحاب، ما قد يساهم في اكتشاف أدلة على أصول نشأة الحياة على كوكب الأرض.
لم تصل المركبة إلى الكويكب إلا في الأيام الماضية، لكن اكتشاف المياه يعد إنجازاً كبيراً يأمل العلماء أن تقابله المزيد من الاكتشافات في المستقبل.
عثرت المركبة أوزيريس ريكس، التي حلقت بالقرب من الكويكب، على آثار لجزيئات الهيدروجين والأوكسجين على سطحه الصخري. وهما جزء من تركيبة المياه، مما يدل على إمكانية وجود حياة هناك.
أطلق المسبار في مهمة جلب عينات من الكويكب إلى الأرض لدراستها، في العام 2016. ويدور الكويكب بينو، الذي يبلغ عرضه 500 متر تقريباً، حول الشمس، على مسافة مماثلة تقريباً للمسافة بين الأرض والشمس. وهناك مخاوف لدى العلماء بشأن احتمال اصطدام الكويكب بينو بالأرض في أواخر القرن 22.
وقال دانتي لوريتا، العالم المتخصص في الكواكب من جامعة أريزونا، والباحث الرئيسي في مهمة المركبة أوزيريس ريكس، في مقابلة عبر الهاتف، "لقد وجدنا المعادن الغنية بالمياه منذ نشأة المجموعة الشمسية، وهي تماثل بالضبط العينة التي ذهبنا إلى هناك للعثور عليها، وجلبها إلى الأرض".
تعد الكويكبات من ضمن بقايا مخلفات تكوّن المجموعة الشمسية، قبل نحو 4.5 مليار عام. ويعتقد العلماء أن تصادم الكويكبات والمذنبات بالأرض، في بداياتها الأولى، ربما أدى إلى مركبات عضوية ومياه وهبت كوكب الأرض بذرة الحياة، وقد يوفر التحليل الذري لعينات الكويكب بينو أدلة رئيسية تدعم هذا الافتراض.
وأكدت إيمي سايمون، وهي عالمة في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في ولاية مريلاند، في بيان أنه "عندما تجلب المركبة عينات هذه المواد إلى الأرض في العام 2023، سيحصل العلماء على كنز من المعلومات الجديدة، بشأن تاريخ مجموعتنا الشمسية وتطورها".
أضاف لوريتا: "يسعي العلماء حقاً إلى فهم الدور الذي لعبته هذه الكويكبات الغنية بالكربون في نقل المياه إلى الأرض في بداية نشأتها، مما جعلها صالحة للسكن".
وستقترب المركبة أوزيريس ريكس من الكويكب بينو على بعد 1.2 ميلاً (1.9 كيلومترات) في وقت لاحق من هذا الشهر، لتدخل إلى منطقة الجاذبية الخاصة بالكويكب، وتحلل تضاريسه. ومن هناك، ستبدأ المركبة تدريجياً بتقليص مدارها حول الكويكب لتصبح على بعد 6 أقدام (متران) من سطحه فقط، ومن ثم يمكن لذراعها الآلي انتزاع عينة من الكويكب بحلول تموز/ يوليو 2020.
بعد ذلك، ستعود مركبة الفضاء إلى الأرض، وستطلق كبسولة تحمل عينة من الكويكب، لتهبط بمظلة في صحراء ولاية يوتا في أيلول/ سبتمبر 2023.
المصدر: مواقع ألكترونية