تعرف على بعض الحضارات التي اختفت من الوجود بشكلٍ غامض
منذ قديم الزمان، ومع تطور الفكر الإنساني، ازدهرت الحضارات ونمت، وسيطر بعضها على العالم عسكرياً أو تجارياً أو بطرق أخرى، ولكن وبالرغم من هذا التطور فقد خسرت البشرية الكثير من رصيدها الحضاري عبر السنين، حيث اندثرت بعض الحضارات وسيطر بعضها على الآخر مما أدى إلى مسح الكثير من التراث.
من المعروف أن لكل انهزام للحضارات البشرية القديمة سبب معين أدى إلى نهايتها واختفائها، فالأزتيك مثلاً هزموا على يد الغزاة الإسبان الذين كانوا سببا في إنهاء حضارتهم، وكان سقوط روما بسبب غزوات القبائل الجرمانية عليها، ولكن تبقى لدينا بعض الحضارات التي لم نجد سبباً واضحاً لاختفائها، ربما لفقدان سجلاتها أو لعدم وجود توثيق واضح لما حصل لها.
بالرغم من جهود العلماء في دراسة تلك الحضارات إلا أن أسباب انهيارها واختفائها لا تزال مليئة بالأسرار، وفي هذا المقال سنعرفكم عن بعضها.
1. حضارة كاتالهويوك Catalhöyük
تواجدت حضارة (كاتالهويوك) في ما يعرف الآن بتركيا بين 9000 و7000 سنة، وتعتبر من أقدم المدن في العالم عاش فيها ما يقارب الـ10000 شخص. الأمر المثير للاهتمام حول (كاتالهويوك) هو طريقة تصميم هيكلها المعماري، والذي يختلف كثيرا عن معظم المدن الأخرى في ذلك الوقت، حيث أنها لم تحو على طرقات وممرات مألوفة بل كان هيكلها مبنيا بطريقة تشبه الخلية إلى حد كبير حيث أن المنازل كانت ملتصقة بعضها البعض ومداخلها عبارة عن فتحات في الأسقف.
يُعتقد أن سكان المدينة قاموا بزراعة العديد من المحاصيل الزراعية كالقمح واللوز خارج أسوار المدينة، وانتقلوا إلى منازلهم عن طريق الأرصفة التي تمر من الأسطح، وفي كثير من الأحيان كانوا يزينون منازلهم بجماجم الثيران.
اختلفت (كاتالهويوك) أيضا عن غيرها من الحضارات بأماكن الدفن الغريبة التي استعملها سكانها، فقد كانوا يدفنون أمواتهم تحت تراب منازلهم ويعيشون فيها بطريقة عادية. كما ميز (كاتالهويوك) التساوي بين الجنسين، والذي استدلّ عليه العلماء بدراسة الهياكل العظمية للذكور والإناث التي جمعت من المدينة، والذي وضح لنا أن الجنسين قد تناولا نفس الوجبات الغذائية، وأمضيا نفس الوقت في العمل ونفس الوقت خارج المنزل.
يعود زمن تواجد هذه الحضارة إلى ما قبل العصر الحديدي وما قبل استعمال الكتابة والقراءة ومع ذلك فإنها تركت وراءها أدلة وافرة على مجتمع متطور مليء بالفن المعماري والطقوس العامة ولكن سبب اختفائها وترك سكانها لموطنهم لا يزال غامضاً.
2. حضارة الإندوس (السند)
تمثال يعود لحضارة وادي السند تم العثور عليه في الموقع الاثري: موهينجو دارو – صورة: Corbis/VCG من Getty Images
بدأ الإندوس ببناء مستوطناتهم في منطقة شملت أجزاءً من ما يعرف اليوم بالهند وباكستان وإيران وأفغانستان قبل 8000 عام مما يجعلهم أحد أقدم الحضارات في تلك المنطقة، وبحلول الألفية الثالثة قبل الميلاد كانوا قد احتلوا مساحات واسعة من الأراضي (حوالي مليون كيلومتر مربع) أكبر بكثير من الحضارات التي عاصرتهم في مصر وبلاد الرافدين، ومثلوا حينها 10٪ من سكان العالم.
طور الإندوس نصاً للكتابة الذي لم تفك رموزه حتى الآن، كما احتوت مدنهم على أنظمة صرف صحي لا مثيل لها حتى في المدن الرومانية. وفي عام 1900 قبل الميلاد، انهارت حضارة الإندوس التي عرفت أيضا باسم حضارة (الهارابا)، حيث غادر السكان مدنهم وهاجروا نحو الجنوب الشرقي.
في البداية اعتقد العلماء أن الغزو الآري هو سبب انهيار حضارة الإندوس لكن تلك النظرية لم تعد رائجة ودقيقة الآن، لأن الدراسات الحديثة أشارت إلى أن الرياح الموسمية توقفت لمدة قرنين في تلك المنطقة مما جعل الزراعة مستحيلة، بالإضافة لبعض العوامل الأخرى كالزلازل وتفشي الأمراض كالكوليرا والملاريا التي اجتمعت سوية وأدت لانهيار تلك الحضارة. السبب نفسه الذي يعتقد العلماء أنه كان وراء ترك شعوب حضارة (المايا) لموطنهم لعدم قدرة توفير الغذاء لعدد سكانها الهائل.
2. حضارة المايا
صورة: JoseIgnacioSoto/iStockphoto
لا شك أن حضارة المايا هي أحد أكثر الحضارات تطوراً في أمريكا القديمة وتعتبر مثالاً كلاسيكياً للحضارات التي اختفت بشكل كامل حيث التهمت الغابات الإستوائية في أمريكا الوسطى معالمها الحضارية، على الرغم من أن تقاليد المايا ولغتهم لا تزال قائمة عند بعض السكان الأصليين في أمريكا إلا أن ذروة مجد هذه الحضارة كانت في الألفية الأولى للميلاد، حيث صنع شعبها أعظم أعمالها المعمارية ومشاريعها الزراعية الضخمة التي غطت مساحة شاسعة من منطقة يوكاتان (اليوم) تمتد من المكسيك إلى غواتيمالا وبليز.
تم نحت مدن حجرية كاملة في الأدغال، وبنيت ساحات ضخمة وقصور جميلة وأهرام ومعابد وملاعب، كما عرفت المايا الكتابة الهيروغليفية، فضلاً عن تقويمها المتطور وتقدمهم في علم الرياضيات والفلك والهندسة المعمارية، وصلت تلك الحضارة لذروة نفوذها خلال ما يسمى بالفترة الكلاسيكية بين 250 و900 ميلادي.
لكن في نهاية العصر الكلاسيكي وفي واحدة من أعظم الألغاز في التاريخ، خلع شعب المايا ملوكه عن عرش الحكم وأهملت المدن وهجرت وتوقفت ابتكاراتهم، وقد تم طرح عشرات الفرضيات لتفسير ما حصل، فيشير بعض المؤرخين أن هذا الانهيار الاجتماعي كان بسبب الجفاف الكبير الذي تفاقم بسبب إزالة الغابات وتصحر التربة، فيما يلقي البعض الآخر اللوم على الأوبئة والحروب التي قطعت طرق التجارة وسببت انهيار تلك الحضارة.
لم يختف شعب المايا تماماً، ولا يزال الملايين من أحفادهم يسكنون تلك المنطقة حتى يومنا هذا.
3. حضارة ماتشو بيتشو
ماتشو بيتشو
يبقى الغموض محيطاً بإمبراطورية (الإنكا) التي سيطرت على المناطق المعروفة الآن بالبيرو والتشيلي وإكوادور وبوليفيا والأرجنتين لمئات السنين قبل قدوم الغزو الإسباني وتدميره للمدن والمعالم الأثرية.
ومع أننا نعرف الكثير عن حضارة (الإنكا) وتقنياتهم وفن عمارتهم والزراعة لديهم وهذه الأمور واضحة جداً في مدينة (ماتشو بيتشو)، فنحن لا نستطيع قراءة ما بقي من كتابة هذه الحضارة. والغامض بهذه الحضارة هو أنها وعلى عكس باقي المدن لم يكن فيها أسواق، ويبقى عمود اقتصادها مجهولا إلى يومنا هذا.
4. حضارة جزيرة الفصح (إيستر)
تماثيل حجرية عملاقة مذهلة والتي سميت ”مواي“
يمثل سكان الجزيرة البركانية حضارة ”ضائعة“ كلاسيكية أخرى، والتي تقع في المحيط الهادي الجنوبي وهي واحدة من أكثر المناطق النائية في العالم التي تقع على بعد 3700 كم غرب ساحل الشيلي، تشتهر جزيرة (إيستر) بتماثيلها البشرية الحجرية الضخمة والمصطفة على طول ساحلها، والتي تسمى (مواي).
لم يتم العثور على أي أدلة تبين وجود عجلات أو عربات تجرها حيوانات في تلك الجزيرة. مع ذلك؛ تمكن شعبها من بناء هذه التماثيل الحجرية العملاقة والمذهلة، أكبر تمثال استخرج منها بلغ طوله أكثر من 9 أمتار ويزن 83 طناً، وهناك أيضاً تمثال يبلغ طوله أكثر من 21 متراً ويزن 145 طنا لكن لم يتم استخراجه بعد.
بحلول فترة 1800 ميلادي؛ تم إسقاط التماثيل وإسقاط كهنة وأمراء الجزيرة وسقطت حضارتهم وانهارت، وتبين بالدراسات أن سكان الجزيرة كانوا قد استنزفوا جميع موارد الجزيرة الطبيعية خلال فترة استيطانهم لها، فقطعوا جميع أشجار الجزيرة واستهلكوا كل محاصيلها الزراعية مما أثار كارثة بيئية فضلاً عن حدوث المجاعات، وساهم الوصول الأوروبي أيضاً في إبادة تلك الحضارة وقتل العديد من شعبها، ثم أتت موجة من وباء الجدري خفضت عدد السكان الأصليين من تلك الجزيرة إلى نحو 100 شخص حالياً.
5. صرح (كوبكلي تبه) Göbekli Tepe الغامض
صرح (كوبكلي تبه) Göbekli Tepe الغامض
واحد من أكثر الأبنية التي شيدها الإنسان غموضاً على الإطلاق. يقع بناء (كوبكلي تبه) في جنوب تركيا ويعود تاريخ بنائه إلى حوالي 10000 سنة قبل الميلاد، وهو عبارة عن سلسلة من الأسوار الدائرية المتداخلة والنصب الحجرية المنحوتة بأشكال الحيوانات المختلفة كالثعلب والخنزير الغزال الأفعى الطيور الثور الأسد والزواحف.
صرح (كوبكلي تبه) Göbekli Tepe الغامض
يقف هذا البناء كواحد من أقدم الآثار التي خلفها الإنسان في المنطقة، ويُعتقد أنه كان بمثابة معبدٍ للقبائل البدوية الرحّالة، ومع أن ساكنيه الحقيقيين لا يزالون مجهولين، إلا أن العديد من الفرضيات تقترح بأنه كان مأهولا من طرف بعض الكهنة.
ولكن ماذا كانوا يعبدون هناك؟ هل كان هذا المكان يخدم هدفاً آخر؟ ربما لن نعرف جواب هذا السؤال مطلقاً.
6. حضارة كاهوكيا Cahokia
كاهوكيا Cahokia
بفضل انتشار زراعة الذرة في المكسيك؛ بدأت تنشأ قرى من السكان الأصليين في جنوب شرق أمريكا، وكانت أكبر تلك القرى والحضارات هي (كاهوكيا) حيث بلغ عدد شعبها بين 20٫000 و40٫000 نسمة، والتي لا يزال بالإمكان رؤية بعض معالمها في ولاية (إيلينوي) الأمريكية،
أحيطت تلك المدينة بأسوار خشبية وتلال ترابية كان أكبرها يعرف باسم تلة الرهبان الذي بلغ ارتفاعها أكثر من 30 متراً وبنيت بأكثر من 14 مليون سلة رمل، وكان هناك خارج السور حلقة من أعمدة خشب الأرز الأحمر شبيهة بالمكان الصخري الأثري في بريطانيا الذي يدعى بـ(ستونهنج)، وكان الغرض من بنائها هو تتبع حركات النجوم والإستدلال عليها والتي مثلت تقويماً شمسياً عرف باسم ”وودهنج“.
كاهوكيا Cahokia
وصلت تلك المدينة لقمة ذروتها في الفترة بين عامي 1000 و1100 ميلادي، وامتدت عبر مساحة 1554 هكتار حيث كانت تحوي العشرات من التلال الترابية وساحة كبيرة جدا في وسطها. كان سكانها في معظمهم من المزارعين البارعين والمهندسين المعماريين والفنانين الممتازين، حيث خلقوا فناً مذهلاً فصنعوا منحوتات من الصدف والمحار والأحجار، حتى أنهم حولوا مسار نهري الميسيسيسبي وإيلينوي ليتماشيا مع حاجاتهم خاصة الزراعية.
مع أن سبب إختفاء هذه الحضارة في بداية القرن الثاني عشر لا يزال غير واضح، إلا أن علماء الإحاثة يظنون أن المنطقة كانت تعاني دائما من الأمراض والمجاعات، وأن سكانها غادروا إلى مكان آخر أكثر خضرة (وأكثر أمانا صحيا) على ضفاف نهر المسيسبي.
7. صرح (آنغكور وات) Angkor Wat
صرح (آنغكور وات) Angkor Wat
يقع معبد (آنغور وات) الرائع في كمبوديا وهو جزء صغير فقط من حضارة كبيرة عاشت في زمن إمبراطورية الخمير (ازدهرت امبراطورية الخمير من القرن التاسع حتى الخامس عشر في غابات جنوب شرق آسيا) في مدينة تدعى بـ(آنغكور)،
شيد معبد (انغكور وات) من طرف الملك (سيرفان الثاني) على شكل مستطيل طوله 850 متر وعرضه 100 متر، يحتوي على فناء كبير تتوسطه خمسة أبراج مشكّلة على نحو زهرة اللوتس، وفي أروقته وساحاته توجد العديد من التماثيل المنحوتة التي تمجد أساطير وحكايات حضارة الخمير.
ازدهرت حضارة (انغكور) بين أعوام 1000 و1200 للميلاد، ويُعتقد أن عدد سكانها وصل إلى مليون نسمة. هناك العديد من الأسباب الوجيهة التي يمكن أن تكون قد أثرت على هذه الحضارة وساعدت على اختفائها كالحروب والكوارث الطبيعية.
تغطي اليوم الغابات والأشجار معظم المدينة التي تعتبر معجزة في العمارة وإبداع الثقافة الهندوسية، وحسب ما يظن بعض علماء الإحاثة فإن (أنغور) كانت حضارة في ذروة مجدها عندما اختفت.
8. حضارة الأناسازي
صورة: Universal Images Group من Getty Images
بنى شعب الأناسازي مساكن حجرية مذهلة على المنحدرات في إقليم الزوايا الأربعة (الواقع حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية) خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر، واحتوت بعض تلك المساكن على مئات الغرف والحجرات حيث لم يكن هناك بناء أطول من مساكنهم في الولايات المتحدة الأمريكية حتى تم بناء ناطحات السحاب عام 1880.
لكن مساكن الجرف تلك لم تبق مسكونة لفترات طويلة؛ وتم اكتشاف مذابح فيها وأماكن أكل لحوم البشر، فضلاً عن أدلة على إزالة الغابات والجفاف والمجاعات التي من المتوقع أنها كانت السبب في الاتجاه نحو العنف الشديد من قبل هذا الشعب، أو قد تكون الاضطرابات السياسية والدينية هي السبب في ذلك مما أجبر تلك الشعوب على الهجرة من الجنوب وترك أوطانهم بحلول عام 1300، ولا يزال أحفاد تلك الشعوب موجودين في العصر الحالي متمثلين بشعوب الـ”هوبي“ و”زوني“.
9. حضارة جبل الفيروز
حضارة جبل الفيروز – صورة: Getty Image
لا يُعتبر كل معلم حضاري مدمر حضارة مفقودة إلا أن البعض منها هو فعلاً كذلك، كتلك التي تسمى بمِئذنة (جام) وهو انجاز معماري رائع بني في القرن الثامن عشر كجزء من مدينة كبيرة في أفغانستان، حيث تشير البقايا الأثرية إلى أنها كانت منطقة عالمية إذ تعايشت فيها العديد من الأديان معًا بانسجام لمئات السنين بما في ذلك اليهود والمسيحيين والمسلمين.
من الممكن أن تكون المِئذنة المذهلة جزءًا من عاصمة أفغانستان المفقودة في العصور الوسطى، والتي تسمى بجبل الفيروز، وهي حضارة مفقودة كما يظن علماء الآثار بالطبع.
10. حضارة (نابتا پلايا)
حضارة (نابتا پلايا)
نشأت هذه الحضارة فيما يعرف اليوم بصحراء مصر بين 6500 و7000 قبل الميلاد، وكانت هذه الحضارة مذهلة بالفعل حيث دجن سكانها الماشية وبرعوا في مجال الزراعة وصنعوا أوان خزفية شديدة الإتقان، كما أن علماء الآثار قد وجدوا في المنطقة حجارة على دوائراً والتي تعتبر دليلاً على أن الحضارة حوت علماء فلك أيضاً. ويُعتقد أن شعوب حضارة (نابتا پلايا) كانت على الأرجح الحضارة السائدة لمدن النيل الكبرى التي نشأت في مصر منذ آلاف السنين.
على الرغم من أن المنطقة التي تواجدت فيها (نابتا پلايا) تعتبر اليوم مكانا جافا وقاحلا، إلا أن الأدلة تشير إلى حدوث تغير كبير في المناخ حيث أن الأمطار الموسمية الغزيرة كانت من قبل تشكل بحيرات تصب بعضها في بعض هذا ما سمح لحضارة مثل تلك بالإزدهار في ذلك الوقت.
11. حضارة (نيا)
صورة: John H S Falconer من فليكر
أصبح موقع حضارة (نيا) الآن مكانًا مقفرًا في صحراء (تاكلامكان) في مقاطعة (شينجيانج) في الصين. قبل 1600 عام كانت (نيا) مدينة مزدهرة في واحة شاسعة يقطعها طريق الحرير الشهير. على مدى القرنين الماضيين كشف علماء الآثار عن كنوز لا حصر لها في الآثار البالية المغطاة بالتراب لما كان في يوم من الأيام مدينة جميلة مليئة بالمنازل الخشبية والمعابد.
بمعنى آخر، (نيا) هي من بقايا الحضارات المبكرة المفقودة التابعة لطريق الحرير، وهو طريق التجارة الشهير الذي ربط الصين مع آسيا الوسطى وأفريقيا وأوروبا، سافر العديد من الناس عبر طريق الحرير من التجار الأثرياء والحجاج إلى العلماء والباحثين والرحالة حيث سمح ذلك بتبادل الأفكار وخلق ثقافة معقدة ومستنيرة في كل مكان يمر به طريق الحرير الذي يبلغ طوله 6500 كيلومتر.
خضع الطريق لتغييرات كثيرة، لكن أهميته كطريق تجاري تضاءلت مع انهيار الإمبراطورية المغولية في القرن الثالث عشر، بعد ذلك فضل التجار الأجانب الطرق البحرية للتبادلات التجارية والتعاملات المختلفة مع الصين.
12. فايكنغز غرينلاند:
صورة: Bettmann/Getty Images
تشير السجلات التاريخية أن إيريك الأحمر (مكتشف إسكندينافا، من عائلة نرويجية، استعمر غرينلاند، كان اسمه إريك ثروفلادسون، ولكنه سمِّي بإريك الأحمر نسبة إلى شعره الأحمر) قد قاد أسطولاً بحرياً لغزو غرينلاند عام 985 م. أين أنشؤوا مستوطنة هناك وقاموا بالزراعة ورعاية الماشية وبناء الأبنية الحجرية التي بقيت أثاراها حتى يومنا هذا ووصل عدد سكانها إلى 5000 نسمة.
لكن بحلول فترة 1700؛ عندما وصلت البعثات التبشيرية إليها بغية تحويلها إلى البروتستانتية، لم يجدوا في تلك المنطقة سوى الأنقاض، ويشير الباحثون إلى عدة أسباب قد تكون أدت لإنهيار تلك المستوطنة، فبعضهم يرجع الأحوال الجوية السيئة والبعض الآخر يرجح المجاعات والأوبئة.
ملاحظة: إن جميع الأسباب المذكورة التي أدت لانهيار الحضارات التي تحدثنا عنها سابقاً لم يتم تأكيدها 100% بل هي أكثر الدراسات قرباً من الواقع، والتي يتم اعتمادها حالياً من قبل العلماء.
وأنتم، ما رأيكم بهذه الحضارات؟ وما رأيكم بالتكهنات المحيطة بأسباب اختفائها؟ وهل تعرفون حضارات قد لاقت مصيراً مشابهاً؟ وبعد سماعكم لهذه القصص، هل بدأتم بالتفكير بم قد يحصل لنتاجنا الحضاري بعد آلاف السنين؟
ساهمت كل من مرح الحمصي وأسماء بلخضر في إعداد المقال.
المصادر:
موقع History
موقع BBC
موقع gizmodo