القوانين العرفية الامازيغية مرجع فعال لانتاح مدونة قادرة على التجاوب مع الخصوصية المغربية لامورنا الاسرية “نظام تمازالت نموذجا”
القوانين العرفية الامازيغية مرجع فعال لانتاح مدونة قادرة على التجاوب مع الخصوصية المغربية لامورنا الاسرية “نظام تمازالت نموذجا” 12488
مقتضيات المادة 49من المدونة التي أثارت النقاش باعتبارها العنوان البارز لأهم التعديلات التي جاءت بها مدونة الاسرة انذاك .
حاليا التوجه العام للنقاش الرائج على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي يتمحور حول موضوع حقوق الزوجين في الاموال المنشأة أثناء الحياة الزوجية وهو المقتضى الذي انقسم حوله المغاربة بين مؤيد ومعارض .
في خضم هذا النقاش الساخن لا أحد تسائل عن التاصيل المرجعي لهذا النظام القانوني ؟
هذا الفصل هو الوحيد الذي لم يخرج من رحم الفقه الديني الذي شكل الوعاء المرجعي لنصوص مدونة الاسرة .لانه لم يسبق ان اقر الفقه الديني الكلاسيكي بمختلف مدارسه وائمته حق المرأة في الاموال الاسرية .بل ان التيار الديني خاصة حزب العدالة والتنمية وجناحه الدعوي حركة التوحيد والاصلاح ابان معارضته للخطة الوطنية لادماج المرأة في التنمية في اواسط التسعينات اعتبر هذا النظام خروجا عن الشريعة و شرعنة غير مبررة لاكل أموال الناس بالباطل .
القوانين العرفية الامازيغية مرجع فعال لانتاح مدونة قادرة على التجاوب مع الخصوصية المغربية لامورنا الاسرية “نظام تمازالت نموذجا” 1-2457
ان الاهتمام الذي يوليه المغاربة لهذا النظام القانوني يعكس اهميته في تدبير النزاعات الاسرية لإنه ببساطة مقتضى قانوني زمني يعبر عن انشغالاتهم وحاجياتهم من التشريع الاسري المرتقب لأنه يعالج صلب المشكل .
إذن نحن امام نظام قانوني مغربي صرف احتضنته القوانين العرفية الامازيغية لقرون وساهم الفقه المغربي المتنور في تاصيله وتحصينه من كل المحاولات التي تروم خلق تعارض بينه وبين الدين .
نظام تمازالت يقوم على افتراض ان المرأة شريكة فعالة ومنتجة في مؤسسة الاسرة وكل الاموال التي تنشأ أثناء الحياة الزوجية هي نتاج كدها وسعايتها ومجهودها فليس من العدل ان يستفرد الزوج بها لوحده لتخرج بعد حياة زوجية عمرت لسنين خاوية الوفاض .
القوانين العرفية الامازيغية مرجع فعال لانتاح مدونة قادرة على التجاوب مع الخصوصية المغربية لامورنا الاسرية “نظام تمازالت نموذجا” 1-2458
وهكذا فالمرأة لا تحصل على نصيبها عند انهاء العلاقة الزوجية فحسب بل ان هذا الحق يسري حتى في حالة وفاة الزوج حيث لا ينظر لما يخلفه من أموال وممتلكات على أساس انها تركة تنتقل لذمة خلفه من الورثة الشرعيين وتخضع من حيث تقسيمها للانصبة الشرعية بل انها تشكل أموال اسرية لا تخص الزوج وحده بل هناك جزء منها ملكا خاصا للزوجة ومدخلها في ذلك ما قدمته من كد وجراية وسعاية في انشائها وتنميتها .فمن العدل فرز نصيبها وبعدها يقسم نصيب الزوج على باقي الورثة بما فيهم زوجته وفقا لقواعد الارث
هذا النظام لا يشكل خروجا عن احكام الارث لإنه لا يورث شخص في امواله وهو على قيد الحياة .فالزوحة وريثة في مال زوجها وشريكة له في نفس الوقت وبالتالي يتعين فرز نصيبها عن التركة قبل قسمتها .
القوانين العرفية الامازيغية مرجع فعال لانتاح مدونة قادرة على التجاوب مع الخصوصية المغربية لامورنا الاسرية “نظام تمازالت نموذجا” 1--1178
واقعنا الحالي يحكي قصص مؤلمة لارامل افنين حياتهن في مساعدة ازواجهن بالعمل والكد والتدبير والبخل المفرط لحد حرمان انفسهن من ابسط الحاجيات لتوفير المال الكافي لبناء منزل او قبر الحياة وعند وفاة الزوج ياتي الأبناء (مجرد مستهلكين فقط )ويستفردون بحصة الأسد من الارث ليقدموا على بيع المنزل الذي شيدته بعريق جبينها وجوعها وصبرها ..لتتحول في أخر ايام حياتها إلى متشردة بدون مأوى ……
اين العدل ؟اين الدين ؟اين الحق ؟…..اين نصيب هذه الزوجة ؟اين جزاء عملها وكدها وسعايتها و حرصها على تدبير أموال الاسرة ?

ان الضجة التي أثارها نظام تمازالت يؤكد حاجتنا الى قوانين تتماهى مع واقعنا المغربي قوانين قادرة على تدبير مشاكلنا الحقيقية قوانين زمنية انتجها الانسان من اجل الإنسان غايتها تحقيق العدل والانصاف .الأمر الذي يستوجب الانفتاح على القوانين العرفية الامازيغية واعتمادها الى جانب باقي المصادر الاخرى في وضع التشريع الاسري .

محمد ألمو محام بهيئة الرباط

المصدر:مواقع ألكترونية