التمثال الليبي المعروض في متحف اللوفر)
هذه التمثال الليبي المعروض في متحف اللوفر تحت الرقم( 1130) ، يعد هذا التمثال من أقدم التماثيل التي نهبت من بنغازي ونقلت الي فرنسا في أواخر القرن السابع عشر، كما أنه يعد أقدم تمثال تعرفه اوروبا من الآثار الليبية
يمثل التمثال سيدة واقفة مستندة على رجلها اليمنى مع تقدم رجلها اليسرى لألمام لحفظ التوازن ، مع ميل الرأس نحو اليسار قليلاً مع إنحنائه الي الأمام قليلاً ، وتظهر ملامح الوجه مسحةً من الجمال
وقد تركت العينان دون أية إشارة للحدقة أو للبؤبؤة أما الحاجبان فقد نقشت نقشاً خفيفاً ،وأبرز ما يميز هذا التمثال طريقة تصفيف الشعر الذي يظهر مقسوماً من المنتصف ومفروداً على الجانبين وفي شكل تموجات كثيرة ومنتظمة ، وقد ظم بقية الشعر في قمة الرأس على شكل صفين من الظفائر أو الطيات
وتدثر السيدة بالكامل بعباءة تغطي من أعلى الجزء الخلفي من رأسها وتنسدل حتى أسفل الركبتين
وتتجمع طرفي العباءة عند الجانب الأيمن من البدن وتنسدل الي الأسفل ،حيث تمسك بها بيديها اليسرى فلا يظهر منها عاري الا أصابعها ، وتضع اليد اليمنى على الصدر كأنها تمسك بالعباءة عند صدرها خشية أن تسقط ، وترتدي تحت العباءة ثوباً تكثر به الثنايا الرأسية من الأسفل التي تتميز عن ثنايا العباءة الأفقية الخفيفة
سعى الإغريق والرومان في التشابه التام في أعمالهم الفنية مع شخصيات حقيقية
ذكر أبو التاريخ هيرودوت أن ثوب ودرع تماثيل أثينا قد نقلهما الإغريق عن النساء الليبيات، وهذا الثوب الذي نقله اليونانيون عن الليبيات هو عبارة عن ثوب طويل يلف الجسم ويضم الكتفين تتمنطق المرأة ببقيته وتلفه حول وسطها
لازال لباس الليبيات القدماء لباس تقليدي سائد في كل مجتمعات ليبيا القديمة
يسمى في ليبيا الحالية الفراشية أو الجرد او الرداء .
يؤكد العالم Kaj Birket Smith في كتابه (The Paths Of Culture ممرات الحضارة) الذي طبع عام 1965م، بأن اللباس الروماني منقول أي أنه أخذه عن اللباس اليوناني القديم وأن اليونانيين نقلوا العباءة أو الجرد عن الليبيين القدماء.
يعود عمر التمثال بحسب زعم فرنسا الي منتصف القرن الثاني ميلادياً في عهد الإمبراطور الروماني أنطونيوس بيوس 138-161 )
لكن علماء الأثار الليبيون يؤكدون على أنه أقدم من العهد الذي ذكر بكثير حيث ان بنغازي كان إسمها يوسبريدس في عهد الأغريق
وبحسب الأسطورة الإغريقة يوسبريدس هي والدة او ملكة الحوريات وهن بنات الأطلس التي حرسن التفاح الذهبي
سرق هذا التمثال من ليبيا في عام 1692 في عهد العثمانيين عن طريق إتفاقية وصلح بين حاكم طرابلس التركي محمد الإمام داي وفرنسا عن طريق حاكم معقل فرنسا المدعو دينس دوزو
ونصت المادة الخامسة من الاتفاق المبرم على السماح للفرنسيين بنقل أعمدة أثرية من لبدة الي فرنسا من ضمن الأثار التي نقلت نقل معها هذا التمثال التاريخي الفريد..
المصدر : مواقع ألكترونية