الشعانبة ...les chaanba....the chaanba s people origins
الدليل التاريخي الذي يؤكد على ان العرب اقلية مجهرية في الجزائر و شمال افريقية كما اثبته علم الجينات الجزء الخامس و الاربعون : اما الشعانبة , فأنسابهم متعددة لان اسم " الشعانبة " حسب بعض الباحثين  ليس نسب بل يقصد به سكان الشعاب كما اكد ذلك أبو القاسم سعد الله  , و لقد اثبت لنا الميدان ان قبائل الجزائر البدوية المستعربة خاصة هي فعلا احلاف متعددة الانساب و اصبح من العار ان يتكلم عليهم أي باحث او مؤرخ و يزعم انهم ينحدرون من صلب رجلا واحد , و هؤلاء أي الشعانبة  موجودين في واد سوف جاؤوا من ورقلة و موجودين في متليلي و المنيعة  ينقسمون الى ثلاثة مجموعات رئيسية هي شعانبة البرازقة في متليلي و شعانبة المواضي بالمنيعة و شعانبة بوروبة ضواحي ورقلة ( وثيقة 01 )


الشعانبة ...les chaanba....the chaanba s people origins 297


 و بوروبة هو اسم زعيمهم القديم هم بدورهم جاؤوا من متليلي مع فرقة أخرى من الشعانبة اسمهم بو سعيد  ( وثيقة 02 ) 


الشعانبة ...les chaanba....the chaanba s people origins 370


و اكبر فرقة فيهم هي  شعانبة البرازقة الموجودين بمتليلي و الذين يمثلون اكثر من نصف الشعانبة مجتمعين, و الشعانبة ابعد من كونهم اكبر قبائل الصحراء كما يزعم اكذب خلق الله ففي القرن 19م كان عددهم لا يتجاوز 7.800 فرد نساء و رجال و شيوخ و أطفال و هذا حين كان عدد أولاد نايل مثلا 36.000 خارج من تحالف معهم فلا يكذبن عليكم احد ( وثيقة 03 ) , قال ارباب الكذب في بلادنا ان الشعانبة من بنو سليم و مرة يقولون من بنو هلال  بل و يزعمون ان فيهم من آل البيت من الادارسة و كل هذه الأكاذيب بدون ادنى مصدر كعادتهم ؟ و خرافة انتساب الشعانبة لبنو سليم هي الأكثر رواجا كما يعرف الجميع, أي في الحقيقة ولا احد يعرف اصولهم الحقيقية فلو كانوا عرب اقحاح انسابهم معروفة لاتفق الجميع على اصولهم .
اعلم عزيزي القارء ان من بين اكبر المروجين لكذبة انتساب الشعانبة لبنو سليم في عصرنا هذا هو الكذاب محمد سليمان الطيب صاحب كتاب موسوعة القبائل العربية الذي طبعه في مصر ,هذ الكذاب  منحدر من الشعانبة  اشتغل كمحامي بمصر مسقط راسه أي هو حقوقي التكوين و ليس مؤرخ ( وثيقة 04) 


الشعانبة ...les chaanba....the chaanba s people origins 455


,و ما يلاحظ عليه انه  انسان حاقد على  الامازيغ المحافظين  خاصة الاباضية و التوارك  بل كل الامازيغ رغم كونه مصري النشأة ؟  و هذا ما يتجلى في كتاباته مثله مثل أي صعلوك عروبي  , هذا الصعلوك يزعم ان الشعانبة هم احفاد يعقوب بن عبد الله بن كثير بن حرقوص زعيم قبيلة حكيم من بطن حصن بن علاق هاجروا من تونس في القرن 08 هجري بعدما طردهم امازيغ بنو حفص منها و هو اول من ابتدع هذا النسب للشعانبة ليس لبنو سليم بل ليعقوب بن عبد الله زعيم قبيلة حكيم من بنو سليم أي خلق لهم سلسلة نسب موجودة في كتاب ابن خلدون ( وثيقة 05 ) ؟ 


الشعانبة ...les chaanba....the chaanba s people origins 554


, يا سادة يا محترمين هذا الغبي أي محمد سليمان الطيب الشعانبي  " المصري " يجهل تماما ان احفاد يعقوب بن عبد الله بن كثير بن حرقوص و اسمهم أولاد يعقوب موجودين ليومنا هذا في ولاية قابس جنوب تونس و هي قبيلة صغيرة  غير ذي شئن (وثيقة 06 )   ثم اول مصدر لهذا الجاهل هو الكذاب التوفيق المدني احد اهم صناع خرافة بنو هلال في بلادنا ( وثيقة 07) و هو أي المدني  الذي نسب الشعانبة الى فرقة حكيم من بطن حصن من قبيلة علاق من بنو سليم دون ربطهم بيعقوب بن عبد الله زعيم قبيلة حكيم ( وثيقة 08)  لان حكيم هؤلاء لديهم اكثر من 24 فرقة تقريبا مذكورين بدقة عند ابن خلدون و للأمانة العلمية هناك من سبق التوفيق المدني في ذكر انتساب الشعانبة لبنو سليم دون تحديد من أي بطن و اي فخذ و أي عشيرة  كنظرية و مزاعم و ليس كحقيقة مسلم بها و اقصد بذلك ابراهيم لعوامر صاحب كتاب الصروف في تاريخ الصحراء و سوف لكن الرجل كان اكثر صدق لأنه اعطى لنا نظريات أخرى لا علاقة لها ببنو سليم في ما يخص أصول الشعانبة و سنتكلم عليه لاحقا و اظن انه اول من ذكر نظرية انتساب الشعانبة لبنو سليم ,  اما المصدر الوحيد للكذاب التوفيق المدني بل و لجميع صناع خرافة و كذبة بنوهلال و من جاء معهم هو كتاب العبر لابن خلدون نفسه و ليس غيره فلا تتخيلوا انه هناك مشاجر نسب موثقة  للهلاليين او لبنو سليم تتناقلها العائلات أبا عن جد, أي لفهم كيف اختلقت هذه الكذبة ما علينا الا بالرجوع لكتاب العبر الجزء 06 و صدقوني ستنفجرون ضحكا من بلادة هؤلاء الاغبياء .
قال ابن خلدون ان لعلاق بطنان هما بنو يحيى و حصن و من حصن بطنان هما بنو علي و حكيم ثم قال ابن خلدون ما لم يقله احد من العروبيين لأنها فضيحة بحيث قال ان حكيم عبارة عن طفل لقيط مجهول الاب و النسب  تبناه حصن و رباه في حجره و نسبه لنفسه ( وثيقة 09 ), ثم قال ابن خلدون ان حكيم المجهول النسب و التابع لبنو سليم بالتبني انحدر من نسله عدة بطون هم أولاد جابر و " الشراعبة " و نعير و جوين و منهم بنو وائل و من بطون حكيم أيضا ال حسين و نوال و مقعد و الجميعات  و بنو نمير و منهم ملاعب و احمد الذين منهم بنو محمد و البطين  و من ملاعب بنو هيكل الذين منهم أولاد زمام و الفريات و أولاد مياس  و أولاد فائد الذين منهم الصرح و المدافعة و أولاد يعقوب بن عبد الله بن كثير بن حرقوص أصحاب الرياسة على سائر بطون حكيم المجهولي النسب في حقيقة الامر ( وثيقة 09 و 10 )  و هؤلاء هم من اختارهم الكذابين لجعل الشعانبة منهم  أي جعلوا من الشعانبة مجهولي الأصل في حقيقة الامر يعني بالعامية " جاو يكحلوها عموها " , طيب لاحظتم انه هناك فرقة من حكيم اسمها " الشراعبة" اليس كذلك  ( وثيقة  10)  ؟ و لان اسمهم يقترب من " الشعانبة" اظن ولله اعلم انهم سبب بداية هذه الكذبة  ربما التوفيق المدني و غيره قرأوا نسخة من كتاب ابن خلدون مكتوبة باليد في عهدهم و عوض قرائة " الشراعبة" قرأوا " الشعانبة " ولله اعلم في ذلك لأنني لا اجد للتوفيق المدني  تبرير آخر لكذبته هذه, ثم هناك شيء مهم جدا لا يركز عليه اغلب الباحثين للأسف فبطون و فرق الشعانبة لا نجدها قط في فرق قبيلة حكيم , ففرق شعانبة البرازقة فيهم العوامر و أولاد إبراهيم و أولاد إسماعيل  و الثوامر  و عميرات و أولاد عيسى و المرابطين  و السوايح و أولاد حنيش و أولاد عمر و بني مرزوق و قمارة و الشرفة  و الشلق و جرودة و البهاهزة  , اما فرق شعانبة لمواضي فيهم أولاد زيد و منهم أولاد لشهب و من فرقهم أيضا الخنابليش و القرينات و أولاد معمر و أولاد الحاج منصور و أولاد قدور و العوادين و الدحامنة و أولاد بلقاسم و أولاد محمد و المهادي و أولاد الحاج دحمان , اما شعانبة البوروبة فمن فرقهم أولاد فرج و أولاد قاسم و اضيف لهم  فرقة دبوب دناقير و فرقة الدوي و نسير و أولاد عمر و الشقوق و أولاد بوبكر و أولاد بلقاسم و دبوب أولاد إبراهيم و أولاد علي ( وثيقة 11 و 12 مع إضافات من عندي خارج  النص ) , اما الشعانبة الموجودين بواد سوف هم العمارنية او أولاد عمران و الغداير  او أولاد غدير( وثيقة  11 ) قارنوهم بربكم مع 24 فرقة المنحدرة من حكيم المنسوب في حصن بن علاق من بنو سليم ( وثيقة 09 و  10 ) ستجدون الانعدام التام حتى لتشابه اسامي الفرق بل لا وجود لفرقة واحدة فقط من قبيلة حكيم  المنسوبة لبنو سليم موجودة في فرق الشعانبة و السبب في ذلك بسيط جدا يتمثل في كون الشعانبة ليسوا من قبيلة حكيم المنسوبة في بنو سليم كما زعم الكذاب محمد سليمان الطيب و من قبله التوفيق المدني ,و نذكركم ان أولاد  يعقوب بن عبد الله بن كثير بن حرقوص زعماء قبيلة حكيم الذين قيل انهم نفسهم الشعانبة على لسان محمد سليمان الطيب موجودين ليومنا هذا في قابس جنوب تونس ( وثيقة 06 ) فلا يخدعنكم احد .
طيب ما هي أصول حلف الشعانبة الحقيقية  اذا ؟
   اهم شيء يوضح لنا أصول شعانبة متليلي مثلا ليس تخاريف القس لوي دافيد الذي يعتبرهم جاؤوا من الصومال و لا أكاذيب العروبيين الذين قالوا انهم من بنو سليم او بنو هلال بل هي وثيقة الصلح التي ابرمة بين شعانبة متليلي و آل مليكة الاباضية  سنة 1317م أي 712 هجري وقعها با سعيد بن بوبكر من جانب الاباضية و حفيز ثامر بن طولال من جانب الشعانبة و كان هكذا اسمهم ذلك العهد أي الشعانبة , و هذه الوثيقة موجودة في أرشيف آيت مليكة  و مفتاح هذا اللغز أي أصول شعانبة متليلي او على الأقل نواتهم الأولى  يكمن في تاريخ ابرام هذه المعاهدة بداية القرن الثامن هجري وثقها المرحوم المجاهد و المصلح  حمو بن محمد عيسى النوري من ايت بونور (وثيقة  13) و هذا ليس بكلام غريب فقصر متليلي هو من تأسيس الشعانبة كما يقوله الشعانبة انفسهم و هذا القصر تأسس سنة 1056م أي سنة 448 هجري تماما في نفس الفترة التي تأسس فيها قصر المنيعة او القليعة موطن شعانبة لمواضي و في هذه السنة لم تصل بنوهلال الى تراب الجزائر بعد بل بنو سليم لم تصل بعد الى تونس و على الاقل فاليسال هؤلاء انفسهم من اين جاءت التسمية الامازيغية اي متليلي لقصرهم علما ان نفس التسمية موجودة فب غرب جبل الاوراس ( جبل متليلي) ,  اما قصر ايت مليكة الأول أي "أغرم آنواداي" تأسس سنة 395 هجري أي سنة 1004م  اما القصر الثاني أي مليكة العليا تأسس سنة 1355م أي سنة 756 هجري , يا سادة يا محترمين الشاهد الوحيد الذي ذكر لنا سكان المنطقة في القرن الثامن هجري أي ثلاثة قرون بعد تأسيس قصر متليلي هو العلامة عبد الرحمن بن خلدون الذي بدء في تأليف كتابه العبر سنة 776 هجري أي نصف قرن بعد ابرام تلك المعاهدة بين شعانبة  متليلي او على الأقل نواتهم و ايت مليكة , و في هذا التاريخ كان ابن خلدون بمنطقة فرندة جنوب تيارت , و بلاد الشبكة لم تكن بعيدة عنه بالقدر الذي يجعله يجهل تماما ما هو موجود بها او يتجاهل ذكرها فالرجل ذكر لنا حتى ما هو موجود ببلاد توات جنوب غرب بلاد الشبكة, فابن خلدون ذكر لنا بدقة حدود بلاد الشبكة و انساب الشعوب التي تعمرها لكنه لم يذكر أسماء الفرق و البطون فقط , بحيث قال عن قصور مصاب او مزاب انها تقع خمسة مراحل جنوب التيطري  ما دون الرمال أي تلي صحراء أولاد نايل و بلاد الضايات الى الجنوب و يحدها من الشرق قصور بني ريغة أي واد ريغ الذي تبعد عنها بثلاثة مراحل و في الحقيقة المسافة هي  200كلم أي هنا المرحلة في الصحراء عند ابن خلدون هي 60 كلم ( المرحلة عند الادريسي هي 40 كلم  )  , و من الغرب ارض تسمى بالحمادة  ( ارض مبسوطة و صخرية خالية تسميها العرب بالصعيد ) و مصطلح الحمادة خاص بامازيغ شمال افريقية فقط, و قال كل هذه المنطقة أي بلاد الشبكة تعمرها لعهده اي منتصف القرن 08 هجري عدة شعوب من  بنو عبد الواد و بنو توجين و بنو زردال و بنو مصاب و غيرهم من زناتة أي اكثر من خمسة شعوب زناتية   و ليس شعب آخر و لا غيرهم و اكد على كون بنو مصاب هم الأغلبية و هم  مع من معهم من اسسوا تلك القصور المنسوبة لبنو مصاب لكثرتهم  أي العطف و غرداية  و مليكة و متليلي  غيرها من القصور ( وثيقة 14 و هي مهمة جدا ) و هنا نطرح السؤال اين هم بنو سليم او زغبة  او آل البيت او غيرهم من العرب في بلاد الشبكة زمن ابن خلدون اي كامل القرن 08 هجري بربكم ؟ ثم بنو عبد الواد و بنو زردال و بنو توجين معروف انهم بدو و من أوائل المستعربين في شمال افريقية و كانوا سنة مالكية اما بنو مصاب كانوا معتزلة كما يقال عنهم و الله اعلم في ذلك ( من أين لهم بهذا المذهب؟)  ثم اصبحوا اباضية بسبب وفود قدماء الاباضية عليهم من مدينة سدراتة المندثرة التي كانت موجودة غرب مدينة ورقلة , فالكثير من الشعانبة بمتليلي  في حقيقة الامر ما هم الا من هؤلاء البدو الزناتيين الذين سكنوا مع بنو مصاب أي بني مزاب و الفرق بينهم و بين بني مزاب يكمن في اختلاف طائفي زائد طريقة العيش فالقوم حافظوا على بداوتهم يخالطون الناس كثيرا  اما بني مزاب تحضروا و انعزلوا  و تخلوا عن بداوتهم بسبب وفود قدماء الحضر الاباضية من سدراتة المنحدرين من تيارت و غيرهم من الاباضية الحضر القدامى الذين اسسوا مدن و عواصم تاريخية في شمال افريقية فيهم من اهل طرابلس و القيروان و نفوسة و هوارة و لماية و دمر و غيرهم أي انسابهم متعددة شكلوا مجتمع امازيغي متحضر لكنهم مالوا للانعزال و انما يسافرون من اجل التجارة ثم يعودون لبلدهم و لا يتزاوجون من غيرهم , اما سبب استعراب لسان  الطرف الاخر يكمن في احتكاكهم لبداوتهم  بإخوانهم الزناتيين السنة المالكية الذين اسسوا دول إسلامية لغتها الرسمية هي العربية  مثل دولة بنو عبد الواد و مملكة بنو توجين و كلاهما أي بنو عبد الواد و توجين كانوا موجودين في بلاد الشبكة  اما بنو زردال هم مع بنو راشد يمثلون راس حربة القوة العسكرية لدولة بنو عبد الواد , زائد ظاهرة الانتساب الى العرب القيسية ( خرافة بر ابن قيس) منذ غابر الازمان بالنسبة لسائر قبائل زناتة الذين اتبعوا المذهب السني المالكي ثم ظاهرة الانتساب الى آل البيت في العهد العثماني  لا اكثر و لا اقل , ثم هناك شيء مهم جدا بالنسبة لشعانبة متليلي ففي رحلة ابن الدين الاغواطي نجد ذكر مدينة متليلي بحيث يقول الرحالة ان لغة سكانها هي الامازيغية و العربية ( وثيقة 15) و هذا ما أكدته احصائيات منتصف القرن 19م بحيث اكثر من نصف سكان مدينة متليلي يتكلمون الامازيغية ( وثيقة 16) و هذه من الحقائق المخفية تماما على سكان متليلي لتزوير انساب أهلها  .
طيب هل هذا يكفي للقول ان الشعانبة كلهم من زناتة ممن ذكرهم ابن خلدون في بلاد الشبكة أي بنو زردال و بنو توجين و بنو عبد الواد و ربما فيهم من بنو مصاب ؟ لا اظن ذلك , تابعوا معي  و ستفهمون .
بالنسبة الى شعانبة المنيعة , فاعلم عزيزي القارء ان اسم المنيعة الحقيقي هو " القليعة"  كما يعرف الجميع ( وثيقة 17 ) ذكرها ابن خلدون بشيء تنقصه الدقة لتوغلها في القفر حيث قال في وصفه لما هو موجود قبلة او جنوب شرق تلمسان على ستة مراحل أي اكثر من 250 كلم ( هنا اخذت المرحلة عند الادريسي اي اكثر من 40 كلم)  للجنوب الشرقي انه هناك قصور كثيرة متقاربة تتوسطها مدينة كبيرة في القفر يتزعمهم قوم اسمهم بنو سيد ينحدرون من مضغرة او مطغرة  ( نواة أولاد سيدي الشيخ حاليا في حقيقة الامر ) لا يتملكهم احد و مستقلين من جميع الدول لبعدهم في القفر و هؤلاء هم من سيصبحون اسيادا في الصحراء مستقبلا تخضع لهم عدة قبائل بما فيهم الشعانبة  , و الى الشرق من قصور هؤلاء  على مراحل أي اكثر من 80 كلم فما فوق قرى أخرى لهؤلاء من امازيغ مطغرة  تنتهي الى قصر يبعد بمرحلة أي 40 كلم عن غرب جبل راشد أي جبل عمور و يقصد به قصر بريزينة الذي يبعد فعلا بأربعين كلم عن جبل عمور و كان مع هؤلاء بنو عامر الهلاليين الذين انتقلوا الى الشمال في ما بعد و تركوا ورائهم عرش أولاد يعقوب زرارة, ثم يقول ابن خلدون ان هذه القصور التي لمطغرة ( اغلب أولاد سيدي الشيخ اليوم ) يوجد قصر آخر الى الشرق منهم لكن باتجاه القفر على بعد خمسة مراحل أي اكثر من 200 كلم ( و 300 كلم اذا كانت المرحلة عند ابن خلدون في الصحراء هي فعلا 60 كلم ) و هذا القصر اسمه " القليعة" تسكنه قبيلة مطغرة و بجانب هذا القصر تلال يأتي لها الملثمون و يقصد بهم هنا  اما الطوارق اللمتونيين او غيرهم من صنهاجة اللثام  للاستبراد فيها هروبا من حرارة اقصى الجنوب , و المقصود بهذه التلول  تلك التضاريس الواقعة جنوب المنيعة و شمال عين صالح ( وثيقة 18 و البالغة في الأهمية )  فلو اتجهنا من بريزينة الى الشرق على خط عرض افقي و بمسافة اكثر من 200 كلم  أي خمسة مراحل سنجد انفسنا في حاسي الرمل أي في منطقة الضايات  و حتى ولو كانت المسافة هي 300 كلم سنجد انفسنا شمال لقرارة في منطقة الضايات أيضا اي بين صحراء أولاد نايل و بلاد الشبكة و هنا لا وجود لتلول يقصدها الناس للاستبراد و لا لقصر اسمه " القليعة" و اهل المنطقة يعرفون ذلك جيدا, لكن اذا توجهنا من بريزينة الى الجنوب الشرقي بأكثر من 290 كلم أي سبعة مراحل عند الادريسي و خمسة عند ابن خلدون ان كان يعتبر المرحلة في الصحراء تساوي 60 كلم كما راينا سابقا, هنا فقط سنجد قصر القليعة و هو الاسم القديم للمنيعة و من ورائه تلول و مجالات يقصدها الطوارق الذين ارضهم تقع جنوب تلك التلول فعلا , و هنا نتأكد ان القليعة التي ذكرها ابن خلدون هي نفسها مدينة المنيعة التي اسمها الحقيقي فعلا هو  " القليعة"  موطن شعانبة المواضي و هؤلاء تنحدر نواتهم من امازيغ مطغرة مثل الكثير من أولاد سيدي الشيخ و سكان توات و من هنا نفهم سر العلاقة الوطيدة بين الشعانبة و أولاد سيدي الشيخ اللذين كانوا يرسلون اليهم من يتزعمهم ( مثل قائد قياد الشعانبة محمد بن لالة البوشيخي البوبكري ) و ليس تبعية روحية أي للزاوية البوبكرية و فقط لان الشعانبة يتبعون الزاوية البوبكرية البوشيخية ( زاوية اولاد سيدي الشيخ) , فالزاوية التيجانية مثلا هي اكبر زاوية في شمال افريقية من حيث الاتباع و لم نسمع قط انهم ارسلوا رجال من عندهم لكي يصبحوا زعماء و أصحاب رياسة على القبائل التي تنتمي لهم روحيا أي تتبع زاويتهم فلا تنخدعوا لان الرياسة عند اغلب القبائل يجب ان يتوفر فيها تقارب النسب و هذا ما يسميه ابن خلدون بالعصبية القبلية , أي لقد اثبت لكم هنا ان الشعانبة و خاصة لمواضي فيهم الكثير ممن ينحدرون من شعب مطغرة  و يا ليتهم يعرفون من هم مطغرة الذين مرغوا انف دولة بنو امية في الوحل بزعامة البطل ميسرة المطغري ,و لتسالوا أنفسكم اين هم شعب مطغرة العظيم في الجزائر ؟ النصوص التاريخية لابن خلدون واضحة جدا , فقط مسكوت عنها عمدا  .
هل نكتفي ؟ أي هل الشعانبة هم خليط من زناتة و مطغرة ؟ لي راي اخر و الله اعلم في صحته لكنه وارد و يستحيل ان نتجاهله بل ربما هو الحقيقة بذاتها .
كما قلت لكم سابقا ان براهيم لعوامر صاحب كتاب الصروف في تاريخ الصحراء و سوف ذكر لنا عدة نظريات عن أصول الشعانبة الموجودين في واد سوف و هم ينحدرون كما قلنا سابقا من شعانبة ورقلة أي البوروبة , بحيث قال ان جد الشعانبة بربري أي امازيغي من قبيلة مسوفة الملثمين اسمه شعبانا و منه جاءت تسمية الشعابنة ثم انقلبت الى الشعانبة حسب براهيم لعوامر , و هذه المعلومة مسكوت عنها عمدا من طرف كل أصحاب الأقلام المأجورة من أصحاب كذبة بنو هلال و غيرهم من العروبيين فضلات الاستعمار الفرنسي بل و حثالة البشرية ( وثيقة 19)  , طيب هل الشعانبة ملثمين ؟ نعم و الف نعم هناك الكثير من الشعانبة من لديهم لثام خاص بهم لا نجده عند أولاد نايل مثلا و لا قبائل منطقة الزيبان و هو لا يشبه لثام الطوارق او التوارك لكنه لثام مهما قلنا فيه و حين يركبون جمالهم سيتصورهم البعض انهم من توارك و الشعانبة يعرفون هذا جيدا فلا مجال لخداع الناس  ( وثيقة 20 ) لكن هذا لا يكفي , لنرى ماذا قال التاريخ.
لقد ذكر لنا ابن خلدون طبقة عظيمة جدا من صنهاجة و هي الطبقة الثانية من صنهاجة الملثمين راكبي الجمال و التي أسست دولة المرابطين و دولة بنو غانية و تلك الشعوب تتمثل في الملثمين من قبائل كدالة و لمتونة و مسوفة و ورتيكا و وتزيلة و تاركا و زغاوة و لمطة و يعود لهم الفضل في نشر الإسلام السني المالكي ( لمتونة خاصة)  في الساحل الافريقي ( بلاد الزنوج في مالي و النيجر و التشاد ) و الرياسة في كل هؤلاء لشعب لمتونة الضخم , اما مواطنهم أي هؤلاء الصنهاجيين البدو فتمتد من قبلة برقة شرق ليبيا و قبلة طرابلس بغدامس و جنوبها بليبيا  شرق واد سوف الى غاية البحر المحيط بالمغرب الأقصى أي الصحراء الغربية و موريطانيا حاليا  ( وثيقة 21 ) بل اكثر من هذا لقد قال ابن خلدون ان مواطن هؤلاء البدو الصنهاجيين لعهده  تصل لغاية ساحل النيل في قلب مصر ( وثيقة 21 مكرر ) و الغريب ان الكثير من الناس يعتبرون ان كل هؤلاء هم نفسهم الطوارق او التوارك و فقط حاليا ؟ منذ متى التوارك حاليا يستوطنون جنوب المغرب الأقصى كموطن اصلي لهم منذ القدم ؟ او جنوب برقة شرق ليبيا ؟ منذ متى التوارك موجودين بساحل النيل بمصر بربكم ؟؟؟ و لعلمكم الطوارق او التوارك كما تنطق بالكاف المعجمة و تكتب بذلك الشكل , هي تسمية جديدة في الأصل , هم من لمتونة خاصة بإجماع كل المؤرخين فلا تجهدوا أنفسكم ( وثيقة 22 ) أي بقية إخوانهم ليسوا معنيين بما يسمى اليوم بالتوارك و لا ينتمون لهم بل لا يعلمون انهم اخوتهم أصلا و الدليل انه لا وجود للتوارك في جنوب برقة و لا جنوب المغرب الأقصى كعنصر قديم و ليس نازح  و لا بمصر.
ثم يقول ابن خلدون شيء بالغ في الأهمية و لا احد تكلم عليه سابقا و هو مواطن شعوب الطبقة الثانية من صنهاجة ( في الوثيقة 23 المهمة جدا ) بحيث يقول ان كدالة يقابلون ( من القبلة أي الى الجنوب)  ذوي حسان من المعقل بالسوس الأقصى أي الصحراء الغربية و موريطانيا  و لقد كشف لنا علم الجينات ان قبيلة الرقيبات الضخمة مثلا الموجودة بالصحراء الغربية و شمال موريتانيا و اقصى الجنوب الغربي الجزائري انهم امازيغ بعدما انتحلوا النسب الشريف و تغيرت طباعهم و لسانهم الى اللسان الدارج المستعرب  ( وثيقة 24)  , اما لمتونة و وتريكة يقابلون ذوي منصور و عبيد الله من المعقل أي  جزء من جنوب شرق دولة المغرب  و جنوب غرب دولة الجزائر ( ولاية ادرار و بشار و تندوف) لان عبيد الله استوطنوا بلاد توات  و قبائل التوارك موجودين بجنوب ولاية ادرار اما من هم  بتمنراست و ايليزي فيهم قبيلة هكارة الهوارية ( جبل الهكار يحمل اسمها)  التي أصبحت من التوارك و لا استبعد وجود فيهم من لمطة و تاركا لكن خاصة اللمتونيين  لان من لمتونة هؤلاء  ينحدر اغلب التوارك , اما مسوفة يقابلون قبائل زغبة في المغرب الأوسط أي مسوفة كانوا موجودين شمال الصحراء الجزائرية بين الوسط و الغرب ( ولاية غرداية و شمال ادرار و جنوب البيض و شرق بشار )  اين نجد قبائل زغبة بن هلال شمال هذه الولايات  , اما لمطة يقابلون قبائل رياح الذين استوطنوا منطقة زيبان ( ورقلة و بسكرة لعهد ابن خلدون) و الشرق الجزائري أي لمطة كانوا موجودين شمال صحراء الجزائر من جهة الشرق ( ولاية ورقلة و واد سوف و ايليزي ) و كما قلت لا استبعد وجودهم في تمنراست, اما قبيلة تاركا تقابل بنو سليم الذين استوطنوا ليبيا و تونس أي توارك إقليم فزان و ايليزي ممكن جدا انهم من تاركا هؤلاء , اما زغاوة لم يذكر موطنهم للأسف و ربما هؤلاء كانوا جنوب برقة  الليبية لان هناك قبيلة ضخمة جدا اسمها زغاوة موجودين في التشاد و السودان هم لا يعرفون أصلا انهم امازيغ بعدما خالطوا الزنوج , اما قبيلة وتزيلة لم يحدد لنا ابن خلدون مواطنهم للأسف ولا احد يعرف من هم اليوم و ربما هؤلاء موجودين في مصر .
طيب ها قد عرفتم ان شعب مسوفة الصنهاجي البدوي  سكن جنوب مواطن زغبة بن هلال التي ذكرها ابن خلدون أي شمال صحراء الجزائر من جهة الوسط و الغرب ( ولاية غرداية و ادرار و جنوب البيض و شرق بشار ) و الذين منهم بنو غانية الذين اسسوا دولة عنيفة جدا عاشت مدة نصف قرن كادت ان تعصف بإمبراطورية الموحدين و هؤلاء المسوفيين استطاعوا ان يجعلوا من كافة بنو سليم  و رياح و الاثبج تبعا لهم يحاربون في صفهم ضد الموحدين و هنا تبدء علاقة بنو سليم مع قبيلة مسوفة التي تزعمتها ( وثيقة 25 )  و كل اخبار بنو غانية المسوفيين هؤلاء في شمال الجزائر و تونس و طرابلس و المغرب الأقصى و الاندلس و يمتازون بعنف و قوة لا مثيلة لها لانهم كانوا يطمحون في إعادة مجد دولة المرابطين السنية المالكية و محاربة الموحدين الذين كانوا على المذهب التومرتي القريب من المذهب الشيعي ( راجع الخبر عن دولة ابن غانية في كتاب العبر الجزء 06 لابن خلدون)  , أي المسوفيين هؤلاء استماتوا في الدفاع على المذهب السني المالكي بكل الطرق لغاية العنف و القتال حتى زعزعوا شمال افريقية و الاندلس , و اضيف شيء أخر مهم , منذ القدم هؤلاء المسوفيين كانوا في حرب ضد إخوانهم اللمتونيين من اجل الزعامة على الصحراء الكبرى لكن يوسف ابن تاشفين وحد بينهم .... هل عرفتم من هم المسوفيين الان ؟ هل تعتقدون ان هؤلاء عشيرة صغيرة غير ذي شان طردهم عربان بنو هلال مثلا الى قمم الجبال او الى النيجر او مالي ؟ هل مسوفة مثلا كانت مستقرة في تمنراست او النيجر و ترسل جيوشها لتونس و شمال الجزائر و المغرب و الاندلس قاطعتا آلاف الكيلومترات في الصحراء ؟ اظن ان كلام براهيم لعوامر صاحب كتاب الصروف في تاريخ الصحراء و سوف القائل بان الشعانبة ينحدرون من مسوفة واقعي جدا , فهم ملثمين يكسبون الجمال اكثر من الخيل و مواطنهم هي نفس مواطن شعب مسوفة , سنة مالكيين متعصبين لمذهبهم اكثر من غيرهم تماما مثل مسوفة , بدو مقاتلين يمتازون بالعنف مثل المسوفيين  .

و في ختام الكلام عن الشعانبة , اظن ان الأمور واضحة ,يستحيل ان تكون لهم ادنى علاقة