الذكرى التاسعة لإعلان استقلال دولة أزواد
بقلم الدكتور محفوظ اغ عدنان
الذكرى التاسعة لإعلان استقلال دولة أزواد
يحتفل الأزواديون اليوم في كل محافظات بالذكرى التاسعة للسادس من أبريل المجيد، تاريخ إعلان استقلال دولة أزواد عن مالي، من طرف الحركة الوطنية لتحرير أزواد. علما بأن المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي ودول المنظمة الإقتصادية لغرب أفريقيا (الإيكواس) وغيرها لم تعترف باستقلال أزواد.
خرج الأزواديون في جميع مدن وقرى وبوادي أزواد لإحياء الذكرى التاسعة للسادس من أبريل. ومما لفت انتباه المتابعين للملف الأزوادي أن الشعب احتفل بشكل واسع النطاق، كأنه يعيش لحظات الأولى لإعلان الاستقلال 2012م. وهذا بطبيعة الحال يحمل في طياته رسالة للعالم الذي رفض المطلب الشرعي لهذا الشعب، وهو الاعتراف بحقه بتقرير مصيره وحكم نفسه بنفسه. وهو حق تكفلت به كل القوانين والمواثيق الدولية، وخاصة بعد فشل الدولة المركزية في بماكو بضمان أمنه وتركته للقوات التشادية والفرنسية تقتله وتشرده بشكل يومي.
ظهرت الأعلام الأزوادية ترفرف في فضاء أزواد، مصاحبة بحفلات موسيقية وخطابات القادة في شتى مدن أزواد، أذكر على سبيل المثال مدينة بير، حيث خرج الأهالي بأعداد غفيرة إلى الميدان العام هاتفة بأن الثورة مستمرة وأن لاعوة للوارء وأن الشيء الوحيد الذي يربط الأزواديين بدولة مالي هو اتفاقية الجزائر. إذن يجب تطبيقها بالحرف، وإلا فلا يمكن للأمور أن ترجع إلى ما كانت عليه قبل انطلاق ثورة الشعب في 17 من يناير 2012م. وعلى العالم أن يعرف أن الأزواديين أُجبرو بالتوقيع على الاتفاقية التي لا تستجيب لطموحاته المتطلعة إلى الاستقلال الكامل عن دولة مالي التي ارتكبت في حقهم جرائم بشعة منذ عام 1963م وما زالت ترتكبها إلى اليوم. تعتبر بير من أكبر معاقل الحركة الوطنية لتحرير أزواد في ولاية تين بكتو، حتى أصبح البعض يطلق عليها كيدال الثانية.
وفي عاصمة الصمود، مدينة كيدال، أرض الثورة والثوار، ملئت ميادينها وشوارعها منذ الساعات الأولى من يوم الأحد، وازينت منازلها بالأعلام الأزوادية، وقامت الحركات الأزوادية وعلى رأسها الحركة الوطنية لتحرير باستعراض عسكري شمل الميادين الرئيسة والفرعية والشوارع الهامة في كيدال. وقامت الحركات الأزوادية المشكلة في تنسيقية الحركات الأزوادية باستعراض مماثل في عدة مدن وقرى وبوادي مثل بير وديري ومينكا وفويتا وغوسي وزرهو وتغروست وهداري وتينوكر وجبق وتيساليت وتيسيت وتين أسكو وغيرها.
ومن الجدير بالذكر أن الأزواديين احتفلوا في مدن أزواد حتى التي يوجد فيها الجيش المالي كما حدث في أنسونغو (الواقعة 90 كيلو جنوب شرق غاو على طريق نيامي) قامت مجموعة من حرائر أزواد ومعهن بعض الشباب الأزوادي بتنظيم حفلة لإحياء السادس من أبريل 2021م، وعلمت الحامية المالية في المدينة بالاحتفال وقام أفراد الجيش بمنع الحفلة، إلا أن الأزواديات وعلى رأسهن السيدة الفاضلة هندَ بنت أستاذنا الراحل موسى شداد قاومن بثبات وأكدن للحامية أنهن سيحيَوْن هذه المناسبة وإما أن يستشهدن من دونها، وأدى هذا إلى اعتقال رئيسة المجموعة السيدة هند ولكن بإصرار زميلاتها ومقاومتهن تم اطلاقها بعد ذلك في فترة وجيزة. غير أن اطلاق النار سبب عدم الارتياح لإحدى الفتيات وتم نقلها إلى مستشفى المدينة.
جانب من الاحتفال المصغر الذي نظمته الأخت المناضلة هندا موسى شداد في أنسونغو
وفي الخارج احتفلت الجاليات الأزوادية بالذكرى التاسعة لإعلان استقلال أزواد، في كل من موريتانيا والجزائر وليبيا والمملكة العربية السعودية والكويت والكامرون والنيجر ونيجريا وتونس وقطر وساحل العاج وبوركينا فاسو والسينغال والمملكة المغربية. كما احتفل الكثير من الشعب الطارقي غير الأزوادي في دول الجوار بهذه المناسبة تضامنا منهم مع الشعب الأزوادي. كما احتفل الأمازيغ في كل دول شمال أفريقيا وبعثوا التهاني إلى أشقائهم في أزواد وكان على رأس المنظمات الأمازيغية التي دائما تتابع الحدث الأزوادي المجلس العالمي الأمازيغي.
وفي الأخير أهنئ الشعب الأزوادي بهذه المناسبة السعيدة وعلى رأسه حرائر أزواد وشبابه، وجيشه الوطني المتمثل في قوات تنسيقية الحركات الأزوادية، وأهنئ كذلك القادة السياسيين والعسكريين والنشطاء في الداخل والخارج. الثورة مستمرة حتى يتم تحرير آخر بقعة من ترابنا الوطني الذي اشتهد من أجله آلاف من خيرة شبابه ورجاله ونسائه وأطفاله. وكل عام وأنتم بألف خير. أزواد هركوك!
بقلم الدكتور محفوظ أغ عدنان.
https://imangahdien.com/2021/04/07/mahfoz-ag-adnan/?fbclid=IwAR3Eay2bb97QTiVnC6F_KISmW6Jt267iCn3Ccd6rbzoeKy_zWIWuxCMQ57o