قصة ابادة وتهجير العائلة الادريسية ومن المغرب الكبير الى المشرق
دولة الادارسة وقصة ابادة وتهجير العائلة الادريسية الى المشرق
اليوم سنكلمكم على مرحلة انتقالية تفصل بين الجيل الاول و الجيل الثاني من العرب الذين وصلوا لشمال افريقية , انها مرحلة ظهور ادريس بن عبد الله الكامل حفيد سيدنا علي رضي الله عنه و الذي فر من بطش العباسيين الى شمال افريقية في القرن 08م اين استقر في نهاية رحلته وسط قبيلة اوربة التي استغلت مجيئ ادريس لتاسيس دولة باسمه و بسم آل بيت رسول الله من اجل العودة للسلطة التي سلبت منها من طرف الامويين ايام اميرها اكسل قاتل عقبة ابن نافع الاموي في القرن 07م .
ادريس هذا لم يأتي غازيا بجيش عرمرم بل جاء بمفرده فارا من بطش العباسيين الذين افنوا من تبقى من آل علي رضي الله عنه تماما مثلما فعلت بنو امية , و وصل الى المغرب الأقصى اين حط الرحال عند قبيلة اوربة الامازيغية سنة 172 هجري أي 788م و قبيلة اوربة هي قبيلة البطل اكسل الذي تسميه العرب كسيلة تحقيرا له لأنه تمكن من القضاء على عقبة ابن نافع الاموي , و هنا استغلت قبيلة اوربة هذه الفرصة الذهبية للعودة الى السلطة التي سلبة منها من طرف بنو امية فهي المؤسس الفعلي لدولة الادارسة بعدما اقاموا الدعوة لإدريس على أساس انه حفيد سيدنا علي المباشر و حفيد الرسول صلى الله عليه و سلم من طرف جدته فاطمة الزهراء عليها السلام , فالدولة رجال و ليست رجل واحد منهم قادة الجيوش و المستشارين و الولاة و الوزراء و الرعية فلا تنخدعوا ( وثيقة 01)
لكن هذه الدولة اندثرت بعد اقل من قرنين من الزمن بسبب حروبها مع دولة صنهاجة في الشرق و دولة مكناسة في الجنوب و دولة بنو امية الثانية من الشمال زد على ذلك تشرذم العائلة الادريسية و اقتتال أبنائها في ما بينهم .
اليوم ادريس هذا يعد الجد الخرافي و المزعوم لملايين البشر في الجزائر و المغرب و تونس و ليبيا و حتى موريطانيا و ظاهرة الانتساب لادريس هي الظاهرة الاكثر انتشار في شمال افريقية بسبب كون الرجل من آل بيت رسول الله و الكل يهرول لغاية ايامنا هذه من اجل " سرقة" هذا النسب لما فيه من مزية و مجد و شرف (حسبهم) و هم من يطلق على انفسهم اسم الاشراف و في بعض الاحيان المرابطين او مباشرة دون استيحاء آل البيت, لكن ؟؟؟؟
ماذا قال التاريخ و علم الجينات في ما يخص احفاد ادريس الحقيقيين ؟ هل هم موجودين فعلا في شمال افريقية ؟
اليوم سنقدم لكم الوثيقة و الشهادة التاريخية المخفية و المسكوت عنها عمدا من طرف " سارقي" النسب الادريسي و مدعي الشرف في هذه البلاد و الذين ظهروا في حقيقة الامر زمن الدولة العثمانية بسبب جهل الاتراك لاصولنا و انسابنا الحقيقة بحيث جلب هؤلاء " الادارسة المزعومين" بعض تجار الانساب العرب المجهولين على راسهم احمد العشماوي المكي في القرن 17م ( كلمة العشماوي تعني الجلاد الذي ينفذ حكم الاعدام) الذي جعل من ثلث قبائل الامازيغ عبارة على احفاد ادريس بن عبد الله و ذلك لمن يدفع المال بطبيعة الحال و كانت نتيجة ذلك اعفاء ضريبي لكل تلك القبائل التي انتحلت النسب الشريف من قبل الدولة العثمانية ( آل البيت لا يدفعون الضرائب في نظام الدولة الاسلامية) و بداية انتشار قوي في مجتمعنا لظاهرة " التصوف " و التعبد في الاضرحة ( شرك بالله عز و جل) و القبب و تفشي ظاهرة العنصرية ضد الامازيغ المحافضين و اصحاب البشرة السمراء في الجنوب و انقسام المجتمع الجزائري لطبقات مما ادى الى ضعفه و تشتته و الاستعراب القصري للسان هؤلاء الذين انتسبوا لادريس و تشبههم بالعرب في كل المجالات لاخفاء هويتهم الامازيغية الحقيقية لانه من غير المعقول ان ينسب الانسان نفسه لادريس بن عبد الله اي لعرب قريش ثم يكلم الناس بالامازيغية او يحافض على امازيغيته بل في كل رحلة حج يجلب معه كل معالم العروبة للتقرب شيء فشيء لشخصية الرجل العربي الحقيقي لاخفاء كل ما هو امازيغي بداخله....
استمعوا جيدا و انقلوا هذه الحقيقة للناس :
في سنة 362 هجري اي 973م قام الملك الامازيغي بلكين بن زيري الملقب بابي الفتوح ( بولوغين بن زيري) بغزو المغرب الاقصى ابتداء من المغرب الاوسط ( الجزائر) و لما انصرف بلكين الى دار ملكه , اجاز الحكم المستنصر بالله امير بنو امية بالاندلس عسكره الى المغرب الاقصى بقيادة وزيره محمد بن قاسم بن طملس لمحاربة الادارسة على راسهم آخر ملوك الادارسة الحسن بن كنون الذي تبنى المذهب الشيعي و نقض المروانية ( اي حارب الدولة الاموية الثانية التي تاسست بالاندلس) , لكن الوزير محمد بن قاسم بن طملس انهزم و قتل مما دفع بالحاكم المستنصر لارسال قائده العسكري القوي " غالب " قائلا له جملة تاريخية " سر يا غالب سير من لا اذن له في الرجوع الا حيا منصورا او ميتا معذورا " و بالفعل انتصر غالب على ملك الادارسة الحسن بن كنون سنة 363 هجري و فتح فاس و قام بالقاء القبض على جميع الادارسة من احفاد ادريس بن عبد الله و هم عبارة على عائلة تكونة خلال قرنين فقط اي ليسوا حتى بقبيلة بل افراد معروفين يسهل جمعهم و بالفعل تم جمعهم و ارسالهم الى قرطبة بالاندلس و تم القضاء على الدعوة الشيعية في المغرب الاقصى و كل هذا سنة 364 هجري .
انظر كتاب العبر لابن خلدون الصفحة 451 من الجزء 06 باب دولة الادارسة:
و بعد هذا قرر الحكم المستنصر نفي كل احفاد ادريس بن عبد الله للمشرق فانزلهم بالقاهرة بمصر بجوار الخليفة الفاطمي العزيز بالله نزار بن معد بن إسماعيل آخذا منهم عهد بالا يعودوا لشمال افريقية سنة 365 هجري مما اغاض آخر ملوك الادارسة الحسن بن كنون الذي عزم على العودة بمفرده للمغرب عسى ان يمهد عودة الادارسة بالتنسيق مع الملك بلكين بن زيري لكن الحسن بن كنون تعرض للاغتيال على يد المنصور بن ابي عامر خليفة الامويين بالاندلس .
انظر كتاب ابن خلدون الجزء 06 الصفحة 454
اما من تبقى من الادارسة في المغرب هم رجلان فقط من ابناء حمود بن ميمون حفيد عمر بن ادريس و هما علي و القاسم اللذان جمعا الامازيغ من حولهما للانتقام من الامويين بالاندلس و بالفعل اجازوا للاندلس و قاموا بالقضاء على الامويين و هم من اسس دولة بنوا حمود بالاندلس التي اختفت في ما بعد و لا وجود لاي قبيلة في شمال افريقية او غيرها تنسب نفسها اليوم لحمود بن ميمون حفيد ادريس لانهم انقرضوا تماما ... هكذا كانت نهاية الادارسة عزيزي القارئ.
اقرا كتاب ابن خلدون الجزء 06 باب الخبر عن دولة ابن حمود
انظر كتاب العبر لابن خلدون الصفحة 452
و اهم شيء, في زمن ابن خلدون العارف بانساب العرب و العجم اي القرن 14م اكد هذا العلامة ان الادارسة حين وصلوا الى القاهرة في القرن 10م ساحوا في قبائل العرب بالمشرق بل و انكروا النسب الادريسي عن انفسهم لحماية ابنائهم من التصفية و القتل اي في زمن ابن خلدون بعد مرور 4 قرون تقريبا من هذه الاحداث لم تكن هناك ولو فرقة واحدة على وجه الارض تعرف بهذا النسب الادريسي فكيف لنا ان نجدهم مباشرة بعد وفاة ابن خلدون و بداية العهد العثماني في شمال افريقية ينبتون كالفطر من المغرب الاقصى للمغرب الاوسط ؟ التاريخ واضح وضوح الشمس لا وجود للادارسة في شمال افريقية و انما هناك "امازيغ" انتحلوا هذا النسب زمن العثمانيين من اجل اهداف دنيوية محضة وربما كانوا مضطرين لذلك للهروب من الضرائب والغرامات و
المصادر :
كتاب العبر لابن خلدون باب دولة الادارسة :
هذا ما قاله ابن خلدون و حتى ابن عذاري , طيب هل هناك دليل تاريخي آخر يؤكد الانعدام التام للأدارسة في بلادنا بعد سنة 365 هجري أي 975م سنة نفيهم الى المشرق ؟
للإجابة على هذا السؤال ما علينا الا فتح كتب الرحالة المسلمين الذين عاشوا فترة القرن العاشر و ما بعده و وصفوا لنا شمال افريقية بعد القرن 10م من الشرق للغرب و اعطونا أسماء المدن و القرى و القبائل و الشعوب التي تعمرها , فان كانت هناك قبائل ادريسية " منسية او مختفية او مخفية " منتشرة من ليبيا الى تونس الى الجزائر ثم المغرب الأقصى لتم ذكرها من طرف الجغرافي الشهير أبو عبيد الله البكري الاندلسي ( القرن 11م) صاحب كتاب المسالك و الممالك و الذي منه اشتق كتاب المغرب في ذكر بلاد افريقية و المغرب حيث لا وجود لذكر قبيلة واحدة تنحدر من الادارسة و لا غيرهم من العلويين
( المنحدرين من علي رضي الله عنه) مثل السليمانيين أي احفاد سليمان اخ ادريس الاول علما ان في زمانه اختفى كل أعداء الادارسة فلو بقت منهم بقية لقالوا ها نحن هنا و وجدنا ذكرهم في هذا الكتاب و هاكم طالعوه لتتأكدوا من الانعدام التام لهم في بلادنا
المصدر
https://www.almeshkat.net/books/archive/books/93695.pdf
اكثر من هذا , حظية شمال افريقية بمجهودات جبارة للرحالة الجغرافي الشهير محمد الادريسي ( القرن 12)
الادريسي المنحدر من بقايا بنو حمود الادارسة الذين هاجروا الى الاندلس أي انه اعلم الناس بالأنساب الادريسية و العلوية و أماكن تواجدهم في العالم و هو صاحب كتاب نزهة المشتاق في اختراق الافاق حيث وصف لنا شمال افريقية من شرقها لغربها و اعطانا أسماء المدن و القرى و القبائل و الشعوب التي تعمرها و لم يذكر لنا قط قبيلة واحدة فقط تنحدر من الادارسة و لا السليمانيين و لا غيرهم من العلويين في عهده و هنا أيضا لا مجال للكذب على الناس و القول انهم كانوا موجودين و مخفيين عن اعدائهم لان أعداء الادارسة كانوا مقبورين منذ عهد بعيد و الرجل أي الرحالة الادريسي منهم فان كانوا موجودين بالمسيلة او الزيبان او الغرب الجزائري او بلاد القبائل او الاوراس لابتهج الرجل بذكرهم بدقة لانهم اهله فلا يكذبن عليكم احد و هاكم كتابه اقرئوه لتتأكدوا من الانعدام التام للأدارسة في بلادنا في عهد الرحالة الجغرافي الادريسي أي القرن 12م
https://archive.org/stream/al.maghib.fi.zikr.ifriqya#mode/2up
زيادة على هذا أي بعد الرحالة الادريسي اهم مصدر نبحث فيه عن هؤلاء الادارسة هو كتاب العبر لابن خلدون ( القرن 14م)
الجزء 06 و 07 اين تم ذكر اهم قبائل و شعوب شمال افريقية من شرقها لغربها , ولله لم يذكر لنا ابن خلدون ولو قبيلة واحدة فقط تنحدر من الادارسة علما ان الرجل ذكر لنا كل قبائل العرب من الاعراب الهلاليين و بنو سليم و من جاء معهم بدقة بل ذكر حتى العوائل و الاسر و ذكر لنا اهم القبائل الامازيغية بل حتى من لا وزن لهم من الناحية الديموغرافية و السياسية و التاريخية فكيف له ان يهمل ذكر من ينحدرون من آل البيت في عهده ؟ نعم لم يذكرهم لانهم غير موجودين بل هو من اكد لنا خبر نفيهم الى المشرق و انتشارهم في قبائل العرب في المشرق و ليس في شمال افريقية و انتهاء امرهم بعد سنة 365 هجري علما انه بدء في تأليف كتابه بين سنة 776 و 780 هجري بمنطقة فرندة أي أربعة قرون بعد انتهاء امرهم فلو بقى منهم شخص واحد فقط لكانت ذريته تشكل عشيرة واحدة على الأقل في زمن ابن خلدون بل و تكون مشهورة بسبب نسبها لآل البيت , لكن كل هذا لم يكن موجود لانهم فعلا غير موجودين لغاية زمن ابن خلدون و ها كم كتابه العبر الجزء 06 و 07 اقرؤوه و تأكدوا بأنفسكم من الانعدام التام لأي قبيلة او عشيرة تنحدر من الادارسة او السليمانيين او غيرهم من العلويين كانت موجودة زمن العلامة عبد الرحمن ابن خلدون فلا يكذبن عليكم احد
المصدر ج06 من كتاب العبر
https://docs.google.com/viewer?url=http://sooqukaz.com/index.php/component/edocman/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%AE%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%86-6/download?p=1
و الجزء السابع 07 من نفس الكتاب
https://docs.google.com/viewer?url=http://sooqukaz.com/index.php/component/edocman/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%AE%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%86-7/download?p=1
و لن اتوقف , هاكم رحلة ليون الافريقي او الحسن الوزان ( بداية القرن 16م)
صاحب كتاب وصف افريقية الذي الفه نصف قرن تقريبا بعد تأليف كتاب الروض المعطار للحميري , هنا أيضا الحسن الوزان ذكر لنا أسماء اهم الشعوب و القبائل المشهورة التي تعمر شمال افريقية و اكد على كون العنصر العربي في شمال افريقية يتمثل فقط في عربان بنو هلال و من جاء معهم و لم يذكر لنا قط ولو قبيلة واحدة فقط تنحدر من الادارسة و هاكم كتابه اقرئوه لتتأكدوا يا سادة يا محترمين ان كذبة و خرافة الانتساب الى الادارسة و العلويين ظهرت بعد انتشار الصوفية بمباركة العثمانيين
المصدر
https://ia800302.us.archive.org/20/items/wasf-efrykya/wasf-efrykya.pdf
و اختم برحلة مارمول كاربخال ( أواخر القرن 16م)
صاحب كتاب " افريقيا " في جزئه الثاني , و الذي أعاد ما قاله ليون الافريقي مع بعض الزيادات , هو كذلك لم يذكر لنا قط ولو قبيلة واحدة تنحدر من ادريس بن عبد الله و لا اخوه سليمان فلا يخدعنكم احد من الصوفية و لا القوميين العرب من منتحلي انساب غيرهم عديمي الشرف و العزة
المصدر
https://archive.org/stream/Africa.Part.2#page/n295/mode/2up