الماس والزبرجد.. حجران كريمان يتشكلان في صهارة الأرض وهذه علاقتهما بالنيازك!
خاتم زبرجد وألماس من مجوهرات willwork
تتشكل الأحجار الكريمة بثلاث طرق، فإما أن تتبلور داخل طبقة وشاح الأرض بفعل درجات الحرارة العالية جداً، أي أنها تتشكل من الصهارة النارية، الطريقة الثانية أثناء مرور الماء عبر الأرض وهذا ما يسمى بالمحاليل الحرارية المائية، والثالثة عن طريق إعادة بلورة المعادن الموجودة مسبقًا أثناء التحول. في مقالٍ سابق تحدثنا عن الأحجار الكريمة التي تتشكل بفعل ترسب الماء إلى طبقات الأرض السفلية كالفيروز والملاكيت والأوبال واللازورد، والآن سنقدم لك معلومات شيقة حول كيفية تشكل حجرين كريمين بفعل الصهارة النارية، وهما الماس والزبرجد.
أولاً.. أين تقع طبقة الوشاح من الأرض؟
صورة توضح طبقات الأرض وفي طبقة الوشاح Mantle تتشكل أحجار كريمة - الصورة من freepik
لنبسط الموضوع دعينا نسترجع معاً طبقات الأرض الرئيسية: القشرة Crust، الوشاح Mantle والنواة Core، الوشاح هي الطبقة الوسطى من الكرة الأرضية وتتألف من الصخور والجليد، يصل سمكها إلى حوالي 2900 كيلو متر تقريبًا.
بما أن الأحجار الكريمة تتكون في صلب الأرض بفعل عمليات جيولوجية، فإن فهم طبيعة الصخور يساعدنا في فهم طريقة تكون الأحجار الكريمة; فهنالك ثلاثة أنواع من عمليات تكوين الصخور، الصخور النارية تتكون بالحرارة في أعماق الأرض، الصخور المتحولة تتكون عندما تغير ظروف الحرارة والضغط المعادن الموجودة إلى شيء جديد، فيما تتشكل الصخور الرسوبية من رواسب الرواسب.
سنتحدث اليوم عن الصخور النارية التي تتكون في أعماق الأرض، وفيها توجد الصهراة "الماغما" وهي عبارة عن صخور منصهرة بشكل كلي أم جزئي، عندما تبرد الصهارة تتحد عناصر لتشكل المعادن، تختلف طبيعتها باختلاف المكونات المتاحة، درجة الحرارة والضغط، في بعض الحالات، سوف يتبلور معدن واحد بشكل جيد ويندفع نحو سطح الأرض، أو أنه يظهر مع مرور الوقت بفعل تحرك الصفائح القارية التي تشكل سطح الأرض.
ومن أبرز الأمثلة على الأحجار الكريمة التي تشكلت في وشاح الأرض هي الماس والزبرجد، ومن الغريب أن كلا هذين الحجرين يمكن أن يتواجدا أيضاً خارج كوكب الأرض وقد تم العثور عليهما في النيازك!
تشكيل جوهرة الزبرجد
خاتم بحجر زبرجد من مجوهرات Danique
من خلال دراسة رواسب الزبرجد في ولاية أريزونا، يعتقد الجيولوجيون الآن أن بعض أحجار الزبرجد قد تشكلت على صخور تطفو في طبقة الوشاح، على بعد 32 إلى 89 كم تحت سطح الأرض، وقد أدى انفجار بركاني إلى اقترابها من سطح الأرض. وفي وقت لاحق، أدت العوامل الجوية والتآكل إلى جعلها قريبة بدرجة كافية من السطح وهكذا تمكنا من العثور عليها.
تشكيل جوهرة الماس
حجر ألماس - الصورة من موقع Freepik
يتكوّن الألماس من الكربون الحر على شكل بلورات تكعيبية أو مضاعفاتها، أي بلورات بثمانية أوجه أو اثني عشر وجهاً، ذرات الكربون تتركب على شكل مكعبات متراصة ومنتظمة بجانب بعضها البعض وتتحول إلى ماس.
معظم أحجار الماس تتبلور فعلياً في الصهارة، ونعني بتبلور الماس بأن تتمكن 4 إلكترونات من ذرة الكربون بتكوين روابط أحادية قوية جدا ًمع ذرات أخرى لتكوين مجموعات ذات روابط أقوى وهذا ما يُعرف بعملية تبلور الماس.
إذاً يتم تبلور الماس في الصهارة الموجودة أسفل قشرة الأرض على بعد 177 إلى 241 كم تحت السطح، في هذا العمق، تكون درجات الحرارة أعلى، وتكون الصهارة سائلة جدًا إذ يتحول الكربون النقي إلى ماس، يمكن لهذه الصهارة الساخنة والسائلة أن تشق طريقها عبر القشرة بشكل أسرع وأكثر عنفًا من الانفجارات البركانية الأخرى. خلال هذه العملية، سوف تتكسر وتُذاب صخور الوشاح السفلي ومن ثم تُحمل إلى السطح.
عملية تبريد الصهارة يجب أن تتمّ بمدّة زمنية محددة، فإذا ارتفعت الصهارة ببطأ فمن المحتمل ألا ينجو الماس إذ قد يؤدي تغير درجات الحرارة والضغط إلى تبخره أو إعادة بلورته على شكل جرافيت وهو أحد أشكال الفحم، أما لو اندفعت الصهارة بسرعة كبيرة جدًا فلن يُتاح للماس الوقت الكافي للتحول من كربون إلى ماس.
إذا عمليات جيولوجية هائلة وملايين السنين، هذا ما يتطلبه تشكيل أحجار كريمة مذهلة في أعماق الأرض، وهذا ما يفسر كون هذين الحجرين والمجوهرات المرصعة بهما قطعاً نفيسة!
المصدر: مواقع ألكترونية