ازدهرت بعد الاستقلال.. إفران "سويسرا المغرب".. الوجهة السياحية الأولى خلال فصل الشتاء
مدينة مغربية ملقبة بجوهرة الأطلس المتوسط/ Shutterstock
إفران، تلك المدينة التي لا تشبه أي مدينة أخرى في المغرب، تقع مدينة إفران على ارتفاع 6 آلاف قدم فوق سطح البحر، تشعرك هذه المدينة المشيدة فوق تلة صغيرة كأنك في جبال الألب السويسرية، نظراً لمنازلها ذات الأسقف الحمراء الأنيقة، وبساتين الزهور الملونة، والبحيرات، بالإضافة إلى الثلوج خلال فصل الشتاء.
هذا المزيج منح المدينة المصممة على الطراز الأوروبي لقب سويسرا المغرب، إذ تتزين في موسم الربيع بالخضرة وجمالية أشجار الأرز المنتشرة في جل مساحاتها، كما تعتبر من بين أكثر المدن المغربية سياحة خلال فصل الشتاء.
سويسرا المغرب.. صممها الاحتلال الفرنسي للاستجمام
إفران، تلك المدينة المغربية الواقعة داخل قمم جبال الأطلس المتوسط وسط المغرب، حسب موقع "amusingplanet"، بُنيت المدينة في ثلاثينيات القرن الماضي خلال سنوات الاحتلال الفرنسي للمغرب. ما جذب الاحتلال إلى هذه المنطقة هو المناخ البارد خلال فصل الصيف، عكس باقي المدن المغربية الحارة والجافة.
تقع إفران على مقربة من مدينتي فاس ومكناس اللتين تشتهران بمناخهما الحار خلال فصل الصيف والبارد خلال الشتاء.
تنخفض درجات الحرارة في إفران خلال فصل الشتاء إلى ما دون الصفر؛ إذ تغطي الثلوج سفح الجبال المحيطة بها، كما تعتبر مدينة افران صاحبة أدنى معدل درجة حرارة في قارة إفريقيا؛ إذ وصلت إلى 24 درجة تحت الصفر.
نظراً لوقوعها أعلى الجبل، كان الاحتلال الفرنسي يستخدم مدينة إفران كـ"محطة التل"، حيث تقضي العائلات الاستعمارية أشهر الصيف، وتم تطوير مفهوم "محطات التل" لأول مرة من قبل البريطانيين في الهند، وأفضل مثال معروف منها هو شيملا في جبال الهيمالايا، والتي كانت بمثابة العاصمة الصيفية.
كانت إفران مخصصة للعائلات الأوروبية الوافدة، وكانت غالباً ما تكون مصممة على الطراز الأوروبي لتذكير السكان الأجانب بأوطانهم البعيدة، لا سيما أن الأشجار والنباتات المزهرة مستوردة من بلدهم الأم.
سنة 1932 تم تحديد الدائرة الحضرية لمدينة إفران، وانكبت على تحديد المبادئ التعميرية الأساسية والتوجيهات المجالية والعمرانية الكبرى، وفي سنة 1933 شهدت المدينة وضع أول تصميم تهيئة، وتبعه ثانٍ سنة 1947 لتغطية الحاجيات في التنظيم المجالي الحضري الذي بات يتسع سنة بعد أخرى مع تزايد عدد المقيمين فيها.
مدينة إفران بين الاحتلال والاستقلال
بعد استقلال المغرب بدأ عهد جديد للمدينة؛ إذ تم بناء مساجد، كما حظيت المدينة برعاية خاصة من الملك المغربي الحسن الثاني، الذي حرص على تتبع شؤونها بشكل شخصي ومباشر؛ فكان يقيم بها كثيراً، ويقيم فيها اللقاءات الوطنية والدولية.
أصبحت المدينة عاصمة لإقليم مدينة مكناس سنة 1979، وقد نتج عن هذا الاهتمام توسع المدينة من الناحية السكانية، حيث تزايد سكانها بشكل لافت، من قرابة 3 آلاف نسمة سنة 1960 إلى أكثر من 13 ألف نسمة سنة 2014.
تم بناء جامعة الأخوين في 4 أغسطس/آب 1997، وهي مؤسسة للتعليم العالي والبحث العلمي، موجودة في مدينة إفران عروس جبال الأطلس المتوسط على بعد 60 كيلومتراً من المدينة التاريخية مكناس، سميت الجامعة بالأخوين نسبة إلى التعاون بين الملك المغربي الحسن الثاني والملك السعودي فهد بن عبد العزيز في تأسيسها.
تعززت البنية التحتية للمدينة وخاصة منها السياحية؛ من فنادق ومطاعم، الأمر الذي زاد من الجاذبية السياحية للمدينة، خاصة في فصل الشتاء الذي يشهد توافد أعداد مهمة من الباحثين عن متعة التزحلق في محطتي ميشليفن وهبري، الواقعتين على بعد 16 كلم في اتجاه الجنوب الشرقي، وكذا للاستمتاع بمناظر الثلوج التي تكسو المدينة.
الوجهة السياحية الأولى في المغرب في فصل الشتاء
ساعدت العوامل الطبيعية مدينة إفران في أن تصبح واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المغرب، كما لقبت بجوهرة الأطلس المتوسط في المجال السياحي، خصوصاً لعشاق الأجواء الهادئة والسياحة الجبلية والسياحة الشتوية، وللباحثين عن الهواء النقي والصحي.
عند زيارة مدينة إفران يمكنك الاستمتاع بمشاهدة أماكن عديدة، إلى جانب الاستمتاع بالطبيعة والأجواء الهادئة الشتوية أو نسيم الهواء البارد خلال فصل الصيف. ومن بين أشهر الأماكن في المدينة:
المنتزه الوطني لإفران:
حسب موقع "feel morocco" يقع المنتزه وسط جبال الأطلس المتوسط، أنشئ سنة 2004 باعتباره محمية وطنية على مساحة تقارب 54 ألف هكتار، ثم مددت سنة 2008 إلى 125 ألف هكتار، تتميز هذه المحمية بغطائها النباتي الذي يضم أشجار الأرز والبلوط والصنوبر البحري وشجر العرعر الجبلي، وغيرها من أنواع الأشجار.
كما يحتضن المتنزه أنواعاً متعددة من الطيور والحيوانات، وخاصة القرد المكاك البربري، إذ يحتوي المتنزه على حوالي نصف الأعداد المتبقية من هذا الحيوان المهدد بالانقراض. كما يعد المتنزه خزاناً مائياً كبيراً في المغرب، يحتضن خزانات مائية مهمة مثل "ضاية عوة" و"بحيرة أكلمام أفنورير"، كما يزود عدداً من الأنهار الكبيرة كأم الربيع وسبو.
أسد مدينة إفران:
يعتبر أسد مدينة إفران أشهر المعالم بالمدينة وأكثرها ازدحاماً بالسياح، سواء من داخل المغرب أم من خارجه، كما أنه من أكثر المعالم السياحية تصويراً في المنطقة بأكملها، نحته الفنان الفرنسي هنري جون مورو على حجر الكرانيت سنة 1930. يبلغ مقاسه أكثر من متر ونصف عرضاً، وسبعة أمتار طولاً.
محطة تزحلق ميشليفن:
على بعد 17 كلم من مدينة إفران المغربية، وعلى ارتفاع ألفي متر عن سطح البحر، توجد إحدى أهم المحطات الاستجمامية في المغرب، يقصدها عشاق رياضة التزحلق على الثلوج ومحبو الرياضات الشتوية من مختلف المدن.
عين فيتال:
تبعد عين فيتال عن مدينة إفران بـ3 كيلومترات فقط، وتعتبر مكاناً مثالياً للنزهات مع العائلة أو الأصدقاء، وخصوصاً في فصل الربيع. تجذب هذه العين آلاف الأشخاص من جميع أنحاء المغرب ومن العالم.
على طول بضع مئات من الأمتار من النهر، تنتشر غابة من القيقب، إذ يمكن القيام برحلات على ظهور الخيل، خصوصاً في فصل الصيف، بالإضافة إلى هذه المواقع السياحية، فإن الزائر يكون أمام فرصة للتعرف على كثير من العادات والتقاليد الأمازيغية التي تزخر بها المنطقة، خصوصاً في مجال الصناعة التقليدية والهدايا التذكارية.
المصدر:مواقع ألكترونية