" غدامس " الليبية من اقدم مدن العالم و من صلب حضارة الأمازيغ ...
" غدامس " الليبية من  اقدم مدن العالم و من صلب حضارة الأمازيغ ... 1--78
صنّفت اليونسكو " مدينة غدامس " الاثرية كثالث اقدم مدينة في العالم ونواتها بدأت ما قبل زمن الصحراء ، وهي تقع غرب ليبيا في خط عرض 9.29 شرقاً و 30.07 شمالا إذ يمكن أن نقول تقريبا وسط " تمزغا " .
إسمها أمازيغي الاصل " أغداميس " اي مناخ الإبل كما يسميها الطوارق .
كانت غدامس قديماً واحدة من أشهر المدن الافريقية الشمالية التي لعبت دورا تجارياً مهماً بين شمال وجنوب الصحراء الكبرى بكونها محطة للقوافل . وأعتبرها الباحثون من بين أشهر المدن الامازيغية بافريقيا الشمالية ....
وجدت منحوتات ونقوش حجرية تدل على وجود الحياة في غدامس وحولها منذ 10.000 سنة ... و من أهم الشواهد الأثرية التي لها قيمة من الناحية الاركيولوجية و السياحية "تمسمودين " وهي أثار أمازيغية على هيئة أصنام وشبه أصنام مبنية بأحجار الجبس ويذكر أنها بقايا " معابد قديمة " كما توجد بغدامس بقايا قصور أو شبه قصور أو لعلها حصون مهجورة منها " قصر الغول " شمالي غدامس و "قصر بن عمير " و "قصر مقدول " هذا الاخير كان بناء دائري ذو باب خفي وقد استعمل للمراقبة و الذي دهب الدارسين إلى انه كان يستغله الإمبراطور الليبي و" الروماني من امه " {كركلا} ابن الامبراطور الليبي سبتيموس سيفيروس, وذلك لتأمين هجمات المقاومين الامازيغ " الجرمنتين " الذين يغيرون على مستعمرات الأمبراطورية الرومانية وكان من بينها غدامس التي سقطت سنة 19 ق . م ، وقد خضعت المدينة قديماً كما باقي بعض أجزاء تمزغا الشاسعة إلى اطماع " بربرية توسعية " كثيرة وتعرضت لاحتلال الاغريق ثم الرومان ثم غزاها المسلمين ، وبلغت ذروة مجدها في القرن الثامن عشر عندم اصبحت مركزاً مهماً للقوافل وقاعدة للتجارة بين اجزاء الشمال الافريقي . ثم وصلها الايطاليون عام 1924 م بعد ان احتلوا ليبيا باربع سنوات واخضعوها لسلطتهم حتى اندحارهم منها ودخول القوات الفرنسية اليها سنة 1940م ...
" غدامس " الليبية من  اقدم مدن العالم و من صلب حضارة الأمازيغ ... 1444
بنيت غدامس في واحة وسميت "لؤلؤة الصحراء" بدون منازع ، وهي إحدى أقدم المدن التي قامت في حقبة ما قبل الصحراء وخير مثال على ذلك الموئل التقليدي . وتتميز هندستها المنزلية بتوزيعها الوظائف المختلفة على مختلف الطبقات
الطبقة الأرضية لتخزين المؤونة، *والطبقة العائلية تشرف على ممرات مسقوفة مموهة تسمح بتنقل تحت الأرض تقريبًا في المدينة وشرفات مكشوفة مخصصة للنساء.
غدامس وصفها كثير من الجغرافيين والرحالة ...
فصاحب كتاب " الاستبصار " وصفها في القرن السادس الهجري بقوله " مدينة غدامس" مدينة لطيفة قديمة أزلية، وإليها ينسب الجلد الغدامسي... وبها دوامس وكهوف كانت سجونا للملكة الكاهنة ( ديهيا ) التي كانت بأفريقية، وهذه الكهوف من بناء الأولين ، فيها غرائب من البناء والأزاج المعقودة تحت الأرض ما يحار الناظر إليها إذا تأملها ، تنبئ أنها ملوك سالفة وأمم دراسة ، والكمأة تعظم بتلك البلاد حتى تتخذ فيها اليرابيع والأرانب أجحارا ...
" غدامس " الليبية من  اقدم مدن العالم و من صلب حضارة الأمازيغ ... 1-943
أي ان المدينة على الأرجح كانت تحت سلطة العائلة الملكية التي تنحدر منها الملكة الأمازيغية " ديهيا " وكان فيها سجون لها وبنيان وممرات متاهية تحت ارضية ، وتتميز بيوتها بالإلتصاق كخلايا النحل ،
ولها طراز خاص حيث أن أسطح المنازل مفتوحة للنساء؛ حيث تسمح الممرات التي تربط أسطح البيوت للنساء التنقل بكل حرية وتحجبهم عن أعين الرجال ...
وبها غرائب من البناء والأنفاق المعقودة تحت الأرض ....
كما ذكر كذلك أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي ولد 574 ه وتوفي سنة 626 هـجري ، غدامس في كتابه ( معجم البلدان ) حين قال: " في وسطها عينا أزلية وعليها أثر بنيان عجيب رومي يفيض الماء فيها، ويقسمه أهل البلدة بأقساط معلومة لا يقدر أحد يأخذ أكثر من حقه وعليها يزرعون" ويقصد بذلك عين غسوف مايسمى حاليا بعين الفرس وهو من أهم معالم المدينة على الإطلاق باعتباره " النواة الأولى " لتكون المدينة والينبوع الوحيد الذي جعل المدينة تستمر حتى بعد تصحر المنطقة ، فتستمر في عطائها وتعميرها ، ولكن الأكثر من ذلك أن السكان أضفوا أهمية أخرى على العين وذلك من خلال " النظام المتبع " في توزيع مياهه فقد استطاع الأهالي استغلال كل قطرة ماء تخرج من تلك العين بوضع 5 سواقي للعين تتفاوت حجما وسعة متوالية حسابية عجيبة ...
كما يوجد في المدينة " بحيرة مجزم "
وهي بحيرتان صغيرتين جميلتين وسط الصحراء شديدتا الملوحة احداها عميقة ويقدر عمقها ب 35 م ..
" غدامس " الليبية من  اقدم مدن العالم و من صلب حضارة الأمازيغ ... 1-165
وكطريفة حدتث قبل 3 سنوات على جنبات المدينة وبالضبط في المقبرة القديمة بغدامس .ليبي عثر في مقبرة القديمة على لوحة منقوشة بحروف التيفيناغ "لا يُعرف كم عمرها". فأعتقدوا بجهل ناس اميين او عن سبق الإصرار والترصد ، أنها طلاسم سحرية، ليأتوا بشيخ يقرأ عليها بعض التمائم ويرشها بالماء مرقي وليقوموا بكسرها بعد ذلك لتعطيل السحر.. وهذا كان دائما محنة الاتار الامازيغية الحرق والتدمير من البرابرة الغزاة أو من الإديولوجيات الهدامة محاربة الثماتيل محاربة السحر ويضاف اليها الجهل او التجهيل فيكون لطين بلا ..
وفي متحف المدينة هناك لوحات مماثلة، وهي شواهد لقبور قديمة كانت تكتب بالخط الليبوبربري تيفيناغ !....



المصدر:مواقع ألكترونية