غزوة بني هلال لمدينة القيروان نهاية القرن الحادي عشر الميلادي حرب بني هلال وأمير أفريقيا الصنهاجي
كانت هزيمة بني هلال للسلطان الصنهاجي المعز ابن باديس كانت نتيجة لسياسة الطغيان ضد قبائل بني زناتة وهوارة ولواته التي اوصي الفاطميين خلفائهم الصنهاجيين بعدم رفع السيف عنهم
فقد جاءت هذه القبائل التي استوطنت برقة في بادي الأمر بناء علي طلب الأمير الصنهاجي الذي طلب من أمير بني هلال مؤنس الرياحي جلب قومة لتجنيدهم كمرتزقة في الجيش الصنهاجي وقد نصح مؤنس المعز بن باديس بقوله الا يفعل ذلك لان هذه القبائل تعرف عنها الفوضى والخراب وقلةاجتماعهم علي الكلمة وعدم انقيادهم للطاعة
فاعتقل الأمير الصنهاجي اسرة مؤنس الرياحي لاجباره علي القدوم له
فاعلنت قبائل بني هلال الحرب وزحفت عبر الطرق الصحراوية الي القيروان واصطدمت بالجيش الصنهاجي الذي رفضت مجمل القبائل من لواته وزناته وهوارة الحرب فيه لعداوتهم الشديدة للأسرة الصنهاجية فهزم بني هلال أمير صنهاجة
وحاصرو القيروان وانسابو في ضواحيها وجعل كل من سبق الي قرية يسمي نفسه اميرا عليها ويعطيهم قلنسوته او رقعة يهونها
كليل علي ملكيته لتلك لقرية
وقد أورد المؤرخ ابن عداري المراكشي عن ابن شرف وهوا يروي شهادة عيان عن قساوة وشدة تلك الغزواني يورد(خرجت من القيروان وسرت ليلا وكنت اختبئ في النهار فلم امر بقرية الا وقد سحقت ومحقت وأكلت وأهلها عراة حفاة أمام حيطانها
من رجل وامرأة وطفل كلهم يبكي من شدة الجوع والبرد والقهر)
وانقطعت المؤنه عن القيروان وامسك بني هلال جميع من اسروهم ولم يطلقو احد الا بالفداء ودفع مبالغ طائلة مثل اسري الروم
وأما الضعفاء والمساكين فجري استعبادهم لخدمتكم
وقد قاوم اهالي القيروان غزوة بني هلال فقامت مواجهات عنيفة بباب تونس احد أبواب القيروان فخرجت الاهالي لصد الغزو بجميع انواع الأسلحة والعصي فقتل بني هلال من اهالي القيروان عددا كبيرا ولم يتركو علي حي او ميت اي ملابس يرتديها
وخرج اهل القتلي عند انصراف بني هلال فرفعوا قتلتهم فقامت النوائح والنوادب في جميع انحاء وأحياء وازقة القيروان
تتصدع لمنضرها وسماعها الجبال وبقيت جثث الغرباء مرمية في الأحياء وجرح وأصيب الالاف من الناس في هذه المواجهات
ورأي الناس ما اذهلهم من قبيح تلك الجراحات فتفتت الاكباد وذابت القلوب والاجساد لبنات قد سودن وجوههن وحلقن رؤسهن حزنا علي اباءهن واخوانهن فكان هذا يوم مصائب وأنكاد ونوائب لم يرا الناس مثله في سائر الأمصار فيما مضي من الاعصار وبات الناس في هم وغم)تم كلام ابن شرف مختصرا
وفي سنة 449 هجري في شهر رمضان انتهبت وخربت القيروان علي يد بني هلال وكانت من اعضم حواضر شمال أفريقيا في عصر ازدهار الإمارة الصنهاجية في شمال افريقيا
المصدر:مواقع ألكترونية