التجمع العالمي الأمازيغي يحتج لدى لقجع على إقصاء والتمييز ضد الأمازيغية في شعار “مونديال 2030”
وجه رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، رشيد الراخا رسالة إلى رئيس اللجنة المكلفة بترشيح المغرب لتنظيم مونديال 2030 ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، يحتج فيها على استمرار التمييز ضد اللغة والهوية الأمازيغيتين في شعار كأس العالم 2030.
وعبر التجمع عن “حزنه وخيبة أملنهالعميقة إزاء الإقصاء التام للغة الأمازيغية وحروفها تيفيناغ من شعار العرض الثلاثي رفقة إسبانيا والبرتغال، والمقترح لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030”
فيما يلي نص الرسالو كاملا:
إلى معالي السيد فوزي لقجع
رئيس اللجنة المكلفة بترشيح المغرب لتنظيم مونديال 2030
الوزير المنتدب المكلف بالميزانية
رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم
الموضوع: احتجاج على استمرار التمييز ضد اللغة والهوية الأمازيغيتين في شعار كأس العالم 2030
السيد الوزير / الرئيس
يؤسفنا أن نعبر لكم عن حزننا وخيبة أملنا العميقة إزاء الإقصاء التام للغة الأمازيغية وحروفها تيفيناغ من شعار العرض الثلاثي رفقة إسبانيا والبرتغال، والمقترح لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم السبت الماضي 28 أكتوبر بالرباط، رفقة بيدرو روشاس، رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم وفرناندو غوميز، رئيس الاتحاد البرتغالي لكرة القدم، والذي كشفت عنه بعض وسائل الإعلام خلال الأيام الأخيرة.
أذكركم أنه كان هناك حوالي خمسين منظمة وجمعيات أمازيغية وطنية ومن أوروبا وأمريكا التي رسلتكم بخصوص هذا الإهمال غير المقبول للغة الرسمية الثانية للبلاد-والتي هي لغتكم الأم-من خلال مراسلاتنا العام الماضي، وأكدنا لكم أنه: “تقع على عاتقكم مسؤولية تنفيذ الطابع الرسمي للأمازيغية داخل مؤسستكم، نظرا لما هو معروف عليكم من الصرامة واحترام القانون، بالإضافة إلى الدور الطلائعي الذي تلعبه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تحت رئاستكم للتعريف ببلادنا في مختلف الأوساط الرياضية الدولية” (1).
وللتذكير بأن الأمم المتحدة، من خلال لجنة القضاء على التمييز العنصري التابعة لها، قد أوصت في الأيام القليلة الماضية، الحكومة المغربية، التي أنت تنتمون إليها، باتخاذ التدابير اللازمة لضمان تمتع الأمازيغ بحقوقهم تمتعا كاملا في ظل ظروف متساوية ودون تمييز، وتوصي على وجه الخصوص بتكثيف جهودها لتنفيذ الأحكام الدستورية والقانون التنظيمي رقم 26-16 المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية (2).
السيد الوزير/ الوزير
نود لفت انتباهكم، للمرة الثانية، على أن الهوية الأمازيغية تعتبر رصيدا مشتركا بين دول غرب البحر الأبيض المتوسط بين الدول الثلاث، والتي نجحت في هذا الترشيح الثلاثي للمغرب مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030/2980 وأذكركم بمحتوى مراسلاتي السابقة في 13 يوليوز 2023/2973: » اسمحوا لي معالي الوزير / الرئيس، أن ألفت انتباهكم حتى لا تتكرر الأخطاء التي ارتكبها من تحملوا هذه المسؤولية قبلكم، ونخص بالذكر الجنرال حسني بنسليمان وإدريس بنهيمة وسعد الكتاني بالنسبة لمونديال 2010، والذين اختصروا تاريخ المغرب في اثني عشر قرنًا، من خلال إقصاء وتهميش آلاف السنين من تاريخ ما قبل الإسلام ومئات آلاف السنين من عصور ما قبل التاريخ.
لقد سبق لنا أن نددنا بهذا التزييف والبتر الصارخين لذاكرتنا المشتركة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج [3] ، في فاتح فبراير المنصرم، وذلك مباشرة بعد أن جعل السفير المغربي في مدريد تاريخ المغرب العريق، على الصفحة الرسمية للسفارة، يبدأ مع وصول الفاتحين “العرب” إلى شمال إفريقيا كما دأب على فعل ذلك السفير يوسف العمراني [4].
أود أن أذكركم بأن جلالة الملك أكد على أن: “المغرب مستهدف لأنه دولة عريقة تمتد لأكثر من اثني عشر قرنا، فضلا عن تاريخه الأمازيغي الطويل…”، وذلك في خطاب جلالته بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب في 20 غشت 2021/2971، كما قرر في 3 مايو 2023 اعتبار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية مدفوعة الأجر، مع إعطاء توجيهاته السامية إلى رئيس الحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل تنفيذ هذا القرار الجدير بالثناء، وأكد جلالته على “الأمازيغية باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء”.
وهكذا، فإن تاريخ المغرب يتجاوز بكثير الإثنيْ عشر قرنا الأخيرة التي تعاقبت خلالها السلالات الحاكمة ويتجاوزها إلى أبعد من أربعة قرون من الوجود الروماني الفينيقي والممالك الأمازيغية، حتى عصور ما قبل التاريخ، وصولا إلى الإنسان العاقل لـ”جبل إيغود”، الذي يشكل حاليًا سلف البشرية جمعاء، حيث اعتبر الموقع مهدا لأقدم بقايا لفصيلة الإنسان العاقل المكتشفة حتى اليوم، ويقدر تاريخه بحوالي 315.000 سنة [5].
معالي الوزير / الرئيس،
بما أن الترشح لكأس العالم 2030/2980 مشترك مع إسبانيا والبرتغال، فسيكون من المفيد والمهم للغاية أن نتذكّر التاريخ، وعلى وجه الخصوص فكرة أن الأمازيغ القدماء هم أصل إنشاء حضارة البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك حضارة “الأيبيريين” حتى قبل وصول الفينيقيين وظهور الإمبراطورية الرومانية؛ وهذا ما تؤكده دراسات الأنثروبولوجيا الوراثية لعالم المناعة الإسباني المرموق البروفيسور أنطونيو أرنيز فيلينا من جامعة كومبلوتنس بمدريد [6]، الذي يؤكد أن “الأيبيريين” و”الأمازيغ” لديهم نفس الأصول الشمال-أفريقية. وفي نفس السياق، كتب الأكاديمي المشهور محمد شفيق أنه “نتيجة لكل هذه التقلبات التاريخية، تعرضت النخب الأمازيغية لتأثيرات ثقافية متنوعة، وساهمت بشكل كبير في تشكيل الحضارات العظيمة للبحر الأبيض المتوسط”[7]. وعلاوة على ذلك، فإن أمازيغ المغرب، المعروفين باسم “الموروس” بين جيراننا الأيبريين، لهم فضل تاريخي كبير في بناء حضارة مشتركة عظيمة، على مدى ثمانية قرون، وهي الحضارة الإسلامية للأندلس في العصور الوسطى، منذ فتح الأمازيغي طارق بن زياد لجبل طارق عام 711 ، حتى طرد آخر الموريسكيين من جبال “البوخاراس” في مقاطعة غرناطة عام 1609 (انظر محاضرتي بالدارجة [8] أو باللغة الإسبانية [9]). وفي هذا الصدد، سيكون من الحكمة بمكان أن يستأنف المسؤولون عن القطاعات السياحية على شاطئيْ غرب البحر الأبيض المتوسط، ويطوروا المشروع الطموح لمؤسسة “الإرث الأندلسي” المتعلق بالطرق السياحية للتراث الأندلسي الذي دافع عنه المحامي خيرونيمو بائز ابتداءً من عام 1995.
معالي الوزير / الرئيس،
وفقًا للدستور والقوانين المعمول بها، ولا سيما أنكم جزء من حكومة أمغار عزيز أخنوش، الذي لا يتوانى في التذكير باستمرار بضرورة تعزيز استخدام اللغة الأمازيغية في الإدارة العمومية، فإنكم مطالبون بأخذ اللغة الأمازيغية وحروفها تيفيناغ بعين الاعتبار من خلال التأكد من تضمينهما، قدر الإمكان، في جميع الحملات ووسائل الاتصال والتنقل وكذلك في مؤتمراتكم الصحفية أثناء الاجتماعات حول ملف الترشح المذكور أعلاه ‘’ .
وﺗﻔﻀﻠﻮا معالي الوزير/الرئيس، ﺑﻘﺒﻮل ﻓﺎﺋﻖ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ والاحترام.
توقيع: رشيد راخا،
رئيس التجمع العالمي الأمازيغي
Notes :
(1)- https://amadalamazigh.press.ma/fr/50-ong-et-associations-amazighes-renouvellent-a-fouzi-lekjaa-leur-demande-de-la-mise-en-oeuvre-du-caractere-officiel-de-lamazighe-dans-les-activites-de-la-frmf/
(2)- https://tbinternet.ohchr.org/_layouts/15/treatybodyexternal/Download.aspx?symbolno=CERD%2FC%2FMAR%2FCO%2F19-21&Lang=en
(3)- https://amadalamazigh.press.ma/fr/les-amazighs-protestent-contre-la-falsification-des-diplomates-marocains-de-lhistoire-du-royaume-du-maroc/
(4)- https://amadalamazigh.press.ma/fr/raha-repond-a-lambassadeur-amrani-le-maroc-shonore-par-un-passe-depassant-largement-les-12-siecles-et-remontant-jusquau-berceau-de-lhumanite/
(5)- https://amadalamazigh.press.ma/pdf/Origines.pdf
(6)- Dr. Antonio Arnaiz Villena & Jorge Alonso García: Egipcios, Bereberes, Guanches y Vascos”, Editorial Complutense de Madrid, 2000.
(7)- Mohamed Chafik : « Les berbères, leur contribution à l’élaboration des cultures méditerranéennes », Le Monde Amazighe, no 67, décembre 2005 :
https://amadalamazigh.press.ma/fr/les-berberes-et-leur-contribution-a-lelaboration-des-cultures-mediterraneennes/
(8)- https://www.facebook.com/Amadalpresse/videos/625523785907859
(9)- https://www.youtube.com/watch?v=-OqHETkESNc