بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية 18 ديسمبر
يدعي اصحاب اديلوجية القومية العربية الوهمية في شمال افريقيا و بلاد الامازيغ ان اللغة العربية مقدسة وفرض على جميع الناس التكلم بها ولهذا اردنا الرد على مثل هذه النفايات الفكرية كما يقول المثل
أقْــلَامٌ تَـكْتُـبْ وَ أخْـــرى تَشْــطُبْ ، وَ يَبْــقَــى الْأثَـــر لِلـَّـذِي هُــوَ إلَـى الْحَقِيـقَـــةِ أقْـــــرَبْ
لهؤلاء العروبيست نقول البربريست يتكلم فانصتوا لتعلموا ان اللغة العربية ليست مقدسة واكتشفوا لماذا انزل الله القران الكريم بالعربية؟
عزيزي القارئ و عزة ربك العظيم ان الإنسان القومجي العروبي يعيش في ضلال و جهل عظيم بالدين و الدنيا جعل من اللغة العربية شيء مقدس بل وقد وصل الأمر لاعتبارها لغة الربّ، ولغة الجنة و ركن سادس في الاسلام و اذا نقدتها تسمع منهم كس حس هس اسكت يا منافق يا زنديق يا ....أما الكلام بأن العربية لغة القرءان فهو كلام لدغدغة المشاعر واستدعاء الدينى فى مجال نقاش بشرى وإرهاب المعترض و الناقد وإفزاعه بالسماء، حتى يخرس عن الجدل لكن هيهات
لعلمكم النفايات الفكرية (مثل قدسية اللغة العربية ونحن العرب افضل الاجناس) أشد خطراً على المجتمع الاسلامي و على الاسلام من النفايات التي في الشوارع هذه النظرة تجاه اللغة التي جعلتها في خانة المُقدس؛ لها ما يُفسّرها من خلال علم الاجتماع، فالمقدس هو ما يقع بعيدا عن عوامل التدنيس، لأن جوهره المتعالي يقضي بأن يظل متسامياً.
قول القومجي العروبي ( لغتنا هي الأفضل) فمسألة فيها نظر ؟ لأن أفضليتها تنبع من زاوية النظر إليها داخلا وخارجا ، فبالمنظور الداخلي لمعشر القومجيين العروبيين هم يحيطونها بهالة من التقديس لأنها في اعتقادهم وعاء لديننا الاسلامي، ويعتقد اخرون انها اكتسبت قدسيتها ومكانتها الرفيعة من القرآن ، الذي نزل بها او يعتقد البعض انها ( العربية ) مقدسة لأنها لسان رب العالمين في مخاطبة المؤمنين به عربا وعجما ، لهؤلاء جميع نقول
اللغة العربية .... مقدسة بمنظوركم (العروبي) لا بمنظور غيركم و ليست مقدسة بمنظور اسلامي صحيح.
او لا لا يجب أن ننسى بأن لغات أخرى غير عربية نالت نفس الحظوة عند الله سبحانه وتعالى قبل الإسلام ، فلما لا نقول عنها انها ايضا مقدسة فاليهودية والمسيحية كتابان سماويان سبقا الإسلام ، لغتهما غير عربية( عبرية ، سريانية ) ، فاليهود كانوا و ما يزالوا ينظرون إلى لغتهم وجنسهم بنفس المنظور الإستعلائي العروبي، بل يمكن القول أن العرب استفادوا كثيرا من خيلاء اليهود و تكبرهم على الاجناس في رسم معالم أفضليتهم .
أما إذا نظرنا إلي اللغة العربية من زاوية خارجية وبعيدا عن العقل العروبي و الاسلاموي فهي لغة من اللغات ، ولسان من الألسن ، لم يرد الصريح في الحديث النبوي و لا في القرءان الكريم في أفضليتها ، فقوتها وأفضليتها منطقيا تقاس بحجم المبدعين بها و كمية العلوم المادية و الاختراعات التي تنتجها في شتى مناحي الحياة و للاسف في هذا المجال العربية لغة فاشلة ميتة
من جهة اخرى يذهب العروبيون ومن تبعهم الى ان اللغة العربية لغة مقدسة والحال ان المقدس هو كلام الله الموجود بين دفتي المصحف اما غيره فليس مقدس وان سحب قدسية القران الى خارجه سيؤدي الى اعتبار كل كلام الناس مقدس من شعر فاحش وروايات اباحية وكلام ساقط وعموم كلام الناس ...والحقيقة التي لا يماري فيها اثنان هو ان اللغة العربية لغة بشرية مثلها مثل باقي اللغات حتى وان اختصت بخصائص تميزها عن غيرها فلكل لغة خصائصها فالى جانب كون اللغة العربية سابقة على نزول القران كلغة بشرية فقد كانت ايضا لهجات متفرقة قبل توحيدها مع تغليب لهجة قريش قوم النبي محمد عليه الصلاة و السلام وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه في عملية جمع القران ينصح الصحابة ان يردوا ما استشكل عليهم من كلمة الى "لسان قريش" لانه بلسانهم انزل .. وهنا نذكر القومجي العروبي الذي يزعم ان العربية مقدسة لا تنسى انه قبل ينزل القران الكريم بهذه اللغة فقد كانت لغة العرب عبيد الأوثان ولغة الشعر الفاحش و الغزل و التحرش ولغة الجاهلية فهي مجرد لغة
اللغة العربية ليست إسلامية ... والقدسية للنص المُقدس وفقط كالآية من القرآن أو الإنجيل، لكن لا قدسية للغة التي كُتب بها النص.
اما اللسانيون فلا يفرقون بين اللغة واللهجة لان اللهجة هي ام اللغة واذا اهملت لغة معينة تحولت الى لهجات مناطقية مع بقاء روح الام فيها . وهذه هي حال اللغة العربية الفصحى فهي منقرضة فعليا في الواقع المعاش بين الناس في البلاد العربية و المستعربة فلا احد يتكلمها ..
و العربية ليست مقدسة كما يدعي العروبيون ...لكن سوف يقولون ان الله فضل اللغة العربية لذلك انزل بها القران ...وسنرد عليهم ...
لماذا انزل الله القران الكريم بالعربية
لا تذهبوا بعيدا الجواب موجود في القران نفسه ...قال تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" سورة ابراهيم الاية 4
اي ان الله ارسل الرسول /المصطفى/ بلسان قومه /العربية/ ليبين لهم ...اي لكي يفهموا معنى الوحي لانه ملزم لهم في اتباع اوامره واجتناب نواهيه وليس تفضيلا للعربية ...وهكذا فقد انزل الله تعالى التوراة بالعبرية والانجيل بالارامية والزبور بالعبرية والقران بالعربية يعني حسب لغة القوم من اجل البيان والفهم لا اقل ولا اكثر ...وانتم تعرفون ان الكتب الاربعة كلها من عند الله بلغات القوم المختلفة ولعل اسوا نتيجة سيؤدي اليها منطق العروبيين هي ان الله فضل العبرية والارامية قبل العربية ..والحقيقة ان اللغة مجرد وسيلة لتوصيل الرسالة لان الهدف في الاخير هو بيان الرسالة لتقوم الحجة عليهم لان هناك حساب وعقاب ولا توجد وسيلة احسن من لغتهم ...
ويوافق ابن حزم الأندلسي على أن اللغة العربية ليست مقدسةً فيقول قد يتوهم قوم في لغتهم أنها أفضل اللغات، وهذا لا معنى له، لأن وجوه الفضل معروفة وإنما هي بعمل أو اختصاص، ولا عمل للغة ولا جاء نص في تفضيل لغة على لغة، وقد قال تعالى «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»، وقال تعالى «فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ»، فأخبر تعالى أنه لم ينزل القرآن بلغة العرب إلا ليفهم ذلك قومه عليه السلام لا لغير ذلك.
والان لنذهب بكم بعيدا ....هل بامكان الله ان ينزل القران بغير العربية
....الجواب ..نعم ..لكن سيكون هناك مشكل لدى العرب ..كيف ذلك يا شيخ زمانه ....الجواب ..في القران الكريم نفسه ....قال تعالى "وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ " سورة فصلت الاية 44
اي ان الله لو انزل القران الكريم بلسان اعجمي سيقول العرب لولا فصلت اياته اي لولا ترجمت و بينت لاننا لا نفهم غير العربية .."ااعجمي وعربي" كيف تنزل قرانا اعجميا على قوم عرب لا يفهمون الا العربية ...هنا يتبين من جديد ان العربية مجرد وسيلة وليست غاية ..كما يدعي العروبيون ....
اسمحوا لي ...لا بد ان نذهب بعيدا مرة اخرى ....لو جاء الرسول صلى الله عليه وسلم وقرا نفس القران المنزل بلسان عربي على العجم خارج جزيرة العرب ...هل سيؤمنون به وهم لا يفهمونه ...طبعا لا ...لقوله تعالى " ولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين . "الاية 16 سورة الشعراء ..
المقصود بالايات التي ورد فيها "قرانا عربيا" ..لعلكم تعقلون ...لعلكم تتقون......
ان هذه اللفظة تؤكد المعنى الذي قلناه من قبل ان العربية وسيلة للبيان وينتج عنها ان يعقل العرب كلام الله ويفهموه لانه انزل بلسانهم ليعقلوه ويكون حجة عليهم اذا كفروا به او حجة لهم اذا اتقوا ...
ولو كانت العربية لُغةً مُقدَّسة لكان الدين الإسلامي للعرَب وحدَهم وللذين يُجيدون لُغة الضاد دون غيرهم من البشر. وهذا يُناقِض صُلب الدين الإسلامي الحنيف الذي بعث للناس كافة عربهم و عجمهم . ولو كانت العربية مُقدَّسة فإنَّ من لا يفهمها لا يكون مُسلِمًا كامل الإسلام والإيمان.
وهذه الفرضيَّة تُخرِج من زُمرة المسلمين الغالبية العُظمى من الشعوب الإسلامية، كما أنها إجحاف لمئات الملايين من المسلمين الذين لا يُجيدون العربية.
فقد دخل الإسلام، في حياة الرسول ﷺ، أناسٌ لا يعرفون العربية فتقبَّلَهم النبي دون أن يُثير مُشكلة اللغة وعجزِهم عن فهمها، بل إن الرسول ﷺ كان يَعتبِر هؤلاء مُسلمين على درجةٍ مُتساوية مع العرب الناطقين بالضاد. ويقول الحديث: «لا فضل لعربيٍّ على أعجمي إلَّا بالتقوى.» ولم يَقُل بالنَّسب أو العِرق أو بمعرفة اللغة. ولو كان الرسول ﷺ يرى في العربية لُغة مُقدَّسة مُنزَّلة من السماء لكان من المَنطقي أن يَعتبِر من يتحدَّث لُغةً أخرى كافِرًا وعاصِيًا لأوامر الله، ولكان العربي في هذه الحالة فوق كلِّ البَشَر لأنه يتحدَّث اللغة المُقدَّسة.
ولو كان صحيحًا ما يَقذِف به البعض في وجوهنا من قُدسيَّة اللُّغة العربية لرفَض رسول الله ﷺ، وهو أدرى بمشيئة الخالق، أن تُترجَم معاني القرآن إلى أيِّ لُغةٍ أخرى. وهناك رواية معروفة تُناقِض ذلك حول سؤال سلمان الفارسي عن أبناء جِنسه الذين لا يَفهمون العربية: هل يُترجِم لهم القرآن أم لا. وكان سلمان مُتحرِّجًا من ذلك فاستفتى الرسول ﷺ، وأجابه محمد ﷺ بأن عليه أن يُترجِم لهم معاني القرآن بلُغتهم حتى يفهموه.
ولو كانت العربية لغةً مقدَّسة لا بُدَّ لكلِّ مسلم من إجادتِها كشرطٍ مُسبَقٍ لدخوله الإسلام ولاكتمال إيمانه، لفرَضَها الرسول ﷺ على غير العرب، وهو ما لم يحدث.
و كل الالسن و اللغات اية من ايات الله تعالى و يمكن ان نقول عنها مقدسة فالفرنسية مقدسة و الانجليزية مقدية و التركية و الكردية مقدسة و العربية و العبرية مقدسة لا فضل للغة على اخرى مصداقا لقوله تعالى "
" وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ " (الروم:22)
وقرن الله اية خلق السموات والارض بايات خلق اختلاف الالسن والالوان ...وجعلها ايات للعالمين ولا شك ان من خصائص ايات الله انها تبقى الى ان يرث الله الارض ومن عليها وكذلك اختلاف الالسن ومن يحارب ثقافات الناس والسنهم من اجل السيطرة فانما يحارب ايات الله
يقول القوميون العروبيون ان من يترك اللغة العربية انما يترك الدين :
في جزائرنا و مغربنا الامازيغي الكبير يقول بعض العروبيين او البعثيين ان الامازيغ بتركهم للعربية انما يتركون الله...لانه وكما يبدو ان الله بالنسبة لهم هو العربية, يعبدون العربية الى حد تحريف الدين الاسلامي من اجلها.
هل الامازيغ تركوا الله فقط لانهم يريدون الحفاظ على لسان خلقه لهم الله: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ﴾
بينما الحقيقة ان العروبيين القوميين يريدون تغيير مشيئة الله و تغيير لسانهم؟
هل الامازيغ تركوا الله عندما بنوا المساجد بامكانياتهم البسيطة في القرى المعزولة و بنوا المدارس القرآنية لحفظ القرآن حتى اصبح المغرب الاسلامي اكبر الدول اسلامية ونسبة المسلمين فيه حوالي 99 بالمئة و تنتشر فيه المدارس القرآنية, في وقت يصرف فيه العرب الاموال الطائلة لبناء اكبر فندق و اعلى برج سياحي و اكبر جزيرة اصطناعية, لم نسمع عن دولة خليجية تبني اكبر مسجد حتى المسجد الحرام بني باموال مسلمي العالم.
لا يختلف اثنان بأن اللغة العربية لها مؤيدوها ومحبوها ، وأنها لغة تهافت عليها المتهافتون ،من العرب ومن المستعربين لارتباطها بالدين الاسلامي غير أن الأقوام الأخرى غير العرب تنظر للغاتها بنفس المنظار الذي يرى به القومجي العروبي لغته ، فالأنجليزية عظيمة في عيون شكسبير ، و الفرنسية في عيون موليير ، والأسبانية أعظم عند (سرفانتس) صاحب دون كيشوت ، وهو ما يعني أن المفاضلة اللغوية نسبية وليست مطلقة بين الأقوام ، فكل يرى بأن قصيدته المدحية أجزل وأفضل وأقدس
لغة اليونانيين أفضل اللغات، لأن سائر اللغات تشبه إما نباح الكلاب أو نقيق الضفادع، هكذا يرى الفيلسوف والطبيب اليوناني جالينوس لغته الأم، وهكذا يرى العربي لغته الأم، ويرى بنفس النظرة الألماني لغته دون سائر اللغات. وأكثر الناس قدرة على الحكم والتمييز بين اللغات هم المتفقهون والمستعملون لها ، فلا يمكن لجاهلها الحكم عنها ،و القول ان العربية افضل من هذه اللغات لأن ما جهل المرء عاداه .
إذن، فمن المنطقي أن نفصل بين اللغة العربية من جهة والإسلام والقرآن الكريم من جهة أخرى