صعوبة قراءة مكتوبات تيفيناغ
صعوبة قراءة مكتوبات تيفيناغ 1----231
بالنسبة للساني الأمازيغي الكبير شاكر سالم (2008)، ترجع صعوبة قراءة مكتوبات تيفيناغ لخمسة أسباب جمعتها كما يلي:
(1) سبب_كمي : المكتوبات الأمازيغية القديمة قصيرة، وبعضها غير مكتمل.
(2) سبب_كيفي : المواد التي نقشت عليها هذه المكتوبات (الصخور) تعرضت لعوامل التعرية والڤانداليزم مما يصعب القراءة.
(3) سبب_نسقي : الحروف المستعملة قد تختلف من مكان إلى مكان (خصوصا حروف الأصوات الأسنانية)
(4) سبب_تاريخي_لساني : اللغة الأمازيغية المستعملة قديمة ولا نعرف عنها الكثير.
(5) سبب_ڭرافي النظام الكتابي الأمازيغي القديم لا يستعمل حروف العلة وحروف العلة مهمة في الأمازيغية.
المشكلة في الإعتراض (1)، هو أن هناك بالفعل نصوصا قصيرة جدا مثل نقيشة في تاڭاست فيها حرفان فقط، ولكن هناك نصوصا طويلة جدا كتلك التي في نقيشة الكهف القبايلية الطويلة .. فلم يساهم طول بعض النقائش في تحقيق شيء.
مشكلة الإعتراض (2) هو أن هناك نقائش تخللتها الشقوقات وأثرت عليها عوامل التعرية، كنقيشة وارمداز، وأخرى واضحة جدا كنقيشة "الجبن" ... فلم يساهم وضوح بعض النقائش في تحقيق شيء.
مشكلة الإعتراض (3) أن هناك مناطق اكتشفت فيها نقائش متعددة تستعمل نفس النمط والأسلوب في الكتاب (تاڭاست مثلا) ... فلم يساهم انسجام الكتابة في هذه المناطق في تحقيق شيء.
مشكلة الإعتراض (4) أنه قد يكون وجيها قبل أن ينشر حدادو معجمه الجامع للجذور الأمازيغية، فمعرفتنا بالجذور العابرة للهجات هو الذي يمكننا من إعادة بناء الكلمات فينير فهمنا للقديم منالنقائش ... لكن لم يساهم نشر هذا المعجم المهم في تحقيق شيء.
مشكلة الإعتراض (5) أن الأمازيغ استعملوا في العديد من النقائش أحرف العلة لتصويت الكلمات، ولكن هذا التصويت لم يساهم في تحقيق شيء.
إذن، فلنواجه الحقيقة بشجاعة ... الأسباب الخمسة التي ذكرها السيد شاكر سالم قد تفسر جزءا من التعثر خصوصا في مرحلة البدايات ... ولكنها لا تفسر لماذا استمر هذا التعثر لحد الآن ...
صعوبة قراءة مكتوبات تيفيناغ 101512
فما هي الأسباب الحقيقية التي عاقت تشفير مكتوبات تيفيناغ ...
نڭولهوم ليكوم:
(1) الإعتقاد الخاطئ أن النصوص الأمازيغية ترجمة للنصوص اللاتينية المرافقة ...
(2) الإفتراض الخاطئ بأن كل أو معظم المكتوبات الأمازيغية هي نصوص للوحات جنائزية.
(3) قراءة نصوص تيفيناغ ليست مثيرة سياحيا وليس مدرة للربح السريع.
(4) عدم انتشار البحث الفيلولوجي في شمال إفريقيا (بسبب الأيديولوجية الأكاديمية الفرنسية التي أوهمتنا أن اللسانيات التاريخية غير ممكنة) وعدم ممارستها بشكل عملي.
إذن فالأسباب الحقيقية تعود ل "المسلمات الخاطئة" التي حملها الباحثون ... ليس هناك ما هو أكثر إضلالا وإغراقا في الإضلال من الأوهام التي نحملها في رؤوسنا.
#الصورة : نقيشة نظام Linear B الذي اكتشف في بداية القرن العشرين واستطاع العلماء أن يفككوا شفرته في غضون عقود قليلة (بعد خمسين سنة من اكتشافه) رغم أنه نظام مقطعي في منتهى التعقيد، ورغم أن النقائش قليلة ومقتضبة، ورغم أن اللغة اليونانية المستعملة أقدم حتى مما يعرف ب اللاتينية الكلاسيكية ... لقد كانت حالة هذا النظام أسوء من حالة تيفيناغ، ولكنهم استطاعوا تشفير معانيه ... في غضون 50 سنة فقط!!


المصدر:مواقع ألكترونية