مملكة آيت عباس
تشكلت مملكة آيت عباس بعد استيلاء الإسبان على بجاية عام 1510. عند سقوط المملكة الحفصية الأمازيغية، استولى القبائل على عاصمة جديدة داخل البلاد، قلعة آيت عباس. وهذه المدينة مكان محصن قديم من العصر الحمادي. وكان الحمادي السلطان عبد الرحمن هو الذي اختار هذا الموقع لمرافقه الأمنية. وفي عهد حفيده عبد العزيز كان عدد سكان القلعة لا يقل عن 70 ألف نسمة. ثم وأخذ عبد العزيز لقب "أمقران".
وأنشأت القلعة تحت قيادته وشيد من خلال ذلك مصانع أسلحة بمساعدة المرتدين المسيحيين والأندلسيين المطرودين من إسبانيا. وتسيطر مملكة آيت عباس على الممر الاستراتيجي للبوابات الحديدية، وهي نقطة عبور إلزامية على الطريق الذي يربط الجزائر بقسنطينة. "هذه القوات (الميليشيا التركية) الهائلة في جميع أنحاء المملكة، مضطرة إلى خفض معاييرها وأسلحتها، حيث تمر عبر مضيق مؤسف يسمى البوابة الحديدية، بين الجبال شديدة الانحدار. الأمة المسماة بنيا بيض (بني عباس) التي تسكن هذه الجبال تجبرهم على الاستسلام. [...] وما زالوا يعتبرون أنفسهم سعداء بالسلام معهم، وإلا فسيتعين عليهم المرور عبر الصحراء للانتقال من الجزائر العاصمة إلى قسنطينة. » كتب الرحالة الفرنسي بيسونيل عام 1725. في بعض الأحيان، خلال هذه الفترة، كان لمملكة أت عباس سفير في إسبانيا.
(موجود في تاريخ القبائل ليوسف زرم، طبعات يوران إمبانر، الطبعة الأولى مارس 2013؛ الطبعة الثانية ديسمبر 2014)
المصدر : مواقع ألكترونية