التجمع العالمي الأمازيغي يراسل “قناة الحرة” بسبب “التعريب القسري” للمغرب والمغاربة
وجه رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، رشيد الراخا رسالة إلى المدير العام لقناة الحرة الأمريكية، بسبب “الخط التحريري للقتاة وموقعها الإلكتروني الذي يمارس التمييز العنصري ويتناقض مع الواقع التاريخي والهوياتي والثقافي للمغرب”.
هذا نص الرسالة كاملا:
إلى السيد المحترم المدير العام لقناة الحرة
الموضوع: الخط التحريري لقناة الحرة وموقعها الإلكتروني يمارس التمييز العنصري ويتناقض مع الواقع التاريخي والهوياتي والثقافي للمغرب
أزول، تحية طيبة وبعد،
السيد المدير العام
لقد سبق لنا في التجمع العالمي الأمازيغي، وأن راسلنا القنوات المحلية والدولية بشأن استعمالها لمصطلحات عرقية وتمييزية وعنصرية في تناولها للشأن المغاربي، أو عندما يحقق منتخبنا الوطني لكرة القدم انتصاراً على غرار ما حدث في “مونديال قطر” الأخير، وهي المصطلحات التي نتابعها مجددا في كأس إفريقيا الجارية بالكوت ديفوار، في تجاهل تام للواقع التاريخي والجغرافي وحتى الدستوري والقانوني للبلد.
غير أن الذي فاجأنا هو تبني قناتكم “الحرة وموقعها الإلكتروني” وتماديها في استعمال هذه المصطلحات العرقية، التمييزية والاختزالية للواقع التاريخي والجغرافي وللتركيبة البشرية للمغرب وعامة بلدان شمال أفريقيا، من قبيل “المغرب العربي”، “المنتخب العربي”(*)، “الشعب العربي”… إلخ، بالتالي يساهم خطكم التحرير في تكريس التعريب الأيديولوجي القسري للمغرب والمغاربة، من خلال استعمال هذه المصطلحات العرقية، وحصر المغرب المعروف بتعدده الثقافي واللغوي وبفسيفسائه في “بوتقة العروبة”.
السيد المدير العام
اسمحوا لنا أن نشاطركم هذا المبدأ القائل إن من بين الصفات التي يجب أن يتحلى بها الصحافي، هي قول “الحقيقة” ولا شيء غير الحقيقة. وللأسف الشديد، فإن خطكم التحرير قد أخفق في هذا الأمر. أخفق عندما جانب الصواب في قول الحقيقة التاريخية التي أظهرتها نتائج وخلاصات سنين من البحث الذي قام به الفريق العلمي الذي أشرف عليه عالما الآثار المشهورين، الفرنسي جان جاك هوبلان، والمغربي عبد الواحد بناصر، والذي أثبت أن الموطن الأصلي للهومو سابيانس(الانسان العاقل) يوجد ب”أدرار ن إيغود”، على بعد 70 كلم من مراكش.
وأخفق كذلك عندما تمادى في تجاهل الدستور المغربي الذي اعترف بالتعدد الثقافي واللغوي للمغاربة، والذي أكد صراحة في ديباجته بأن المغرب ينتمي للمغرب الكبير وليس “العربي” كما ترددون في كل نشراتكم وأخباركم ومواضيعكم التي تتناول الشأن المغربي والمغاربي.
لذلك نطالبكم السيد المدير العام ببذل قصارى جهدكم لثنْي المسؤولين والصحفيين في شبكتكم على تصحيح تلك العبارات، واستخدام مصطلحات واقعية بعيدة كل البعد عن التوجهات الإيديولوجية وتشجيع “القومية العربية” المنهارة، على حساب الموضوعية العلمية والحقيقة التاريخية، وحثهم على تجنب عبارات “المغرب العربي” أو “الربيع العربي” أو “المنتخب العربي” لإنها مصطلحات إقصائية وتمييزية ضد ملايين المواطنين الأصليين لشمال إفريقيا.
ونرى أنه من الجيد والعدل واحترام الحقوق الثقافية واللغوية الذي تدافع عنها الإدارة الأمريكية، استبدال هذه العبارات إما “بالمغرب الكبير”، أو بكل بساطة بالاسم الجغرافي “شمال أفريقيا”، و المنتخب المغربي باعتباره منتخبا مغربيا إفريقيا يشارك في كأس إفريقيا التي تجري أطوارها داخل القارة الإفريقية وليس في شبه الجزيرة العربية أو أسيا حيث تشارك البلدان العربية.
فتعريب المنتخب الوطني المغربي الذي يضم في صفوفه أغلب اللاعبين الأمازيغيين، يعتبر إقصاء وتمييز وتزوير للحقائق وتشويهها، لذلك نعتقد بأنكم تستطيعون التخلي عن هذه الأسماء العرقية والتمييزية مثل ما تفعل مثلا منصتكم “أصوات مغاربية” التي نراها أكثر واقعية ودقة في احترام الخصوصية الثقافية واللغوية لبلدان شمال إفريقيا.
في انتظار تفاعلكم؛ تقبلوا منّا فائق التقدير والاحترام
رشيد الراخا
رئيس التجمع العالمي الأمازيغي