هل اجدادنا كانوا يحتفلون بيناير او انها حفلة خرافية تم اختراعها من اجل زرع الفتنة كما يدعي أشباه الباحثين ؟؟؟
هل اجدادنا كانوا يحتفلون بيناير او انها حفلة خرافية تم اختراعها من اجل زرع الفتنة كما يدعي أشباه الباحثين ؟؟؟ 1----856
ليس هناك احياء ليناير لانه أصلا لم ينقطع الاحتفال به   الذي هو عبارة عن طقس متوارث و عيد معروف في شمال أفريقيا من اليوم اللي عرفت فيه الزراعة تم الاحتفال بيه في كامل شمال أفريقيا و الأندلس حتى فالفترة الإسلامية رغم تحريم الاحتفال به انذاك و نعرف ذلك بادلة قطعية عن طريق العشرات من النصوص و القصائد اللي تحكي على يناير وطريقة الاحتفال به دون ان نتكلم ترسيخ هذا الاحتفال الذي ارتبط بالتاريخ و التراث في ذاكرة الامازيغ رغم تحريمه ومحاولة منعه في القرون الوسطى والقرن الماضي من طرف دعاة القومية العربية ومعتنقي المذهب الوهابي الذين حاربا حتى احتفال المولد النبوي الذي كان يحتفل به هو ايضاً، وكل هذا بسبب متسولي الهويات الذين عقلهم في القارات الأخرى وجسدهم فوق هذه الارض الطيبة و المتشبعين بالايديولوجية الدخيلة باسم الدين التي تحارب كل الهويات والتقاليد على اساس انها عادات تعود إلى الجاهلية
ان استرجاع الاحتفال بيناير هو هدف آخر في المرمى لصالح هوية شمال أفريقيا فالإحتفالات اخذت بعد كبير في باقي الولايات والمؤسسات التربوية جاءت معبرة عن استرجاع ماضي كان مهجورا مطموسا بقرارات سياسية ودينية ظالمة ، جردت شعوباً من هويتهم وخلقت منهم مواطنين دون انتماء لهذه الارض
سوف نقدم ادلة على أن الاحتفال بيناير الذي كان معروفا ايضا عند الأمازيغ في الأندلس خصوصا في عهد المرابطين والموحدين في القرون الوسطى وفي شمال أفريقيا  منذ العهد الاموي هناك و كانوا يوزعون الطعام و الحلوى و يتبادلون الهدايا و كان أيضا يناير يوم عطلة بالنسبة للعمل وساعطيكم نصوص لبعض الكتب تصف أسواق قرطبة وغرناطة وهي تعرض حلويات وفواكه الاحتفال بعيد "ينّايرْ".
—————————————————————-
اول دليل :
في أواخر الحكم الإسلامي في الأندلس انتشر الزجل الذي تاسس في شمال إفريقيا والأندلس  قبل ان ينقل إلى العراق وباقي الدول العربية حسب صفي الدين الحلي ، فارتكز  الزجل على المدائح الدينية والتغنّي بالمناسبات كالمولد النبوي وعيد يناير أو الينّير. أما الأزجال التي انتشرت في مناسبة الينّير فقد ظهرت في بلاد الأندلس منذ عصر الإمام الشاعر أبي بكر بن قزمان الأندلسي المتوفي في 1169  ميلادي محتفلا بيناير ومن ذلك قوله في هذه المناسبة في القصيدة الاتية (ابن قزمان: الديوان، زجل (72)، ص 464):
الحلــونْ يُعجــنْ  والغــزلانْ تبــاعْ
يفـــرحْ للينّيَـــرْ.  مــن مــاع قطــاعْ
لقــد ذا النصــباتْ  اشـــكالا مِـــلاحْ
وفيــــه بــــاالله.   للعـــين انشـــراحْ
ومــن لــسْ مــاع.   أولاد اســـــتراحْ
إلا مـــن يـــدري.   فالحـــالْ اتســـاعْ
ترتيــبْ الأثمــارْ.   هــوْ شــيّا غريــبْ
اللـوزْ والقسـطالْ.   والتمــرْ العجيــبْ
والجَوزْ والبلـوط   والتــينْ والزبيــبْ
تشــتيتا منظــومْ.   تفريــقْ اجتمــاعْ
جلوْزْ عين الثـورْ    شـــيئا ملهـــوي
ينقرْ لك فالبـابْ.   نقـــراً مســـتوي
يصــدّعْ راســكْ.  فـــذاكَ الـــدّوي
ورزقْ الجلــــوزْ.   فــي ذاك الصــداعْ
كـــأنّ المَيْـــدا    دارْ فيهــــا زواجْ
والحلــونْ فيهــا   عـــروسْ بتـــاجْ
والتـينْ والبلـوط.   الصــوفْ والــدّباجْ
نقـــيم الألـــوانْ.    مقـــام الصـــناعْ
والنــرنجْ احبــابْ.  إذا اتعــــــــدلوا
واللــيمْ دفافــاتْ.    إذا ولولــــــــوا
وإن كان ثم دَوْم.    أو قصـــبًا حلـــو
فلـسْ لـو تشـبيهْ.   إلا بالشـــــــماعْ
اتحكّــــم بــــاالله.  ذهنـــي وانطبـــعْ
وسُــقت الأســحارْ    وسُـــقت البـــدعْ
ولا شــــــكّ انُّ   شـــيئا مختـــرعْ
فـانظرْ مــا أحــلا    هـــذا الاختـــراعْ
تــرى مــا ســمّيتْ.  ومــا قلــتُ فيــهْ
إنْ كـــانْ لـــسْ.    بمــــا نشــــتريهْ
فـــابنْ حمـــدينْ    يجمعنـــي بيـــهْ
على أفضـلْ حـالْ.    وخيـــر انطبـــاعْ
أبـــو عبـــد االله       مــا أشــهرْ عُــلاكْ
وأنقــى عرضــكْ      واطيـــبْ ثنـــاكْ
عِوضْ من ولـدكْ.   نريــدْ ان نــراكْ
تــــردْ الحــــ َّل       لصَــحْب المتــاعْ
واصدر قصيدة اخرى بمناسبة يناير
(ابن قزمان: الديوان، زجل (40)، ص 284):
إنْ جاني يَنيْر وجاني الاختيارْ *** لَسْ بُدّ انْ نلبسْ ثيابي الكبارْ
ونعمل دعوَى ونَنذرْ كُلّ جارْ *** وحسبكْ ينّيْر ونعمل منُّ عيدْ
وتجدون هذا في كتاب الجذور الحقيقية لحفل اليناير "الينير"، الموشحات والأزجال الأندلسية وأثرھا في شعر التروبادور‬ للدكتور محمد عباسة ص: 153-154.
——————————————————————
هل اجدادنا كانوا يحتفلون بيناير او انها حفلة خرافية تم اختراعها من اجل زرع الفتنة كما يدعي أشباه الباحثين ؟؟؟ 1----857
الدليل الثاني :
ابو عباس العزفي الذين كان احد فقهاء سبتة الذي توفي 633 هجري في كتابه ( الدر المنظم في مولد النبي المعظم) يوصف أن الأندلسين يحتفولون ب(يناير) ويقول:
وأضافوا للتخفىّ عنها بالسؤال، والمحافظة عليها والإقبال، من بدع وشنع ابتدعوها، وسنن واضحة أضاعوها، بموائد نصبوها لأبنائهم ونسائهم وصنعوها، وتخيّروا فيها أصناف الفواكه وأنواع الطرف وجمعوها، وتهادوا فيها بالتحف التى انتخبوها، والمدائن التى صوّروا فيها الصور واخترعوها، ونصب ذوو اليسار نصبات فى الديار، كما نصب أهل الحوانيت، فنضّدوها، فقوم أباحوا أكلها لعيالهم وقوم منعوها، وجلوها كالعروس لا تغلق دونها الأبواب، وفى منصّتها رفعوها، وبعضهم أكل من أطرافها، ثمّ باعوها.
ولقد ذكر لنا غير واحد من المسافرين أنّ النصبة ببعض بلاد الأندلس (جبرها الله وأمنها) يبلغ ثمنها سبعين ديناراً، أو يزيد على السبعين، لما فيها من قناطير السكّر وأرباع الفانيذ وأنواع الفواكه، ومن غرائر التمر وأعدال الزبيب والتين على اختلاف أنواعها وأصنافها وألوانها، وضروب ذوات القشور من الجوز واللوز والجلّوز والقسطل والبلوط والصنوبر إلى قصب السكّر ورائع الأترجّ والنارنج والليم. وفى بعض البلاد طاجن من مالح الحيتان ينفقون فيه ثلاثين درهماً، إلى نحوها. ولقد شاهدت فى بعض الأعوام سدّ الحوانيت ممّن لا يبيع ما يحتاجون إليه، كسوق القيسريّة والعطّارين وغيرها من الأسواق، وفى ذلك لضعفائهم من الدلاّلين وغيرهم قطع المعايش وتعذّر الأرزاق. ويطلقون الصبيان من المكاتب ويشربون بذلك قلوبهم حبّ البدع الرواتب. فهذه أفعالنا، فهل منّا من تائب لائم لنفسه معاتب؟.
وكان هذا فى ينّير، ثّم صنعوا نحواً منه فى العنصرة وفى الميلاد، فكيف ينشأ على هذه الفتنة إلا مصرّ عليها مائل إليها من الأولاد، إذ يلقون إليهم أنه من عمل مثل هذا العمل، لم يخل عامه ذلك من رغد العيش وسعة الرزق وبلوغ الأمل
وفي نص اخير يقول :
وإن تعجب أيها الناصح لنفسه فعجب من إحصائهم لتواريخهم والاعتناء بمواقيتها، فكثيراً ما يتساءلون عن ميلاد عيسى (على نبيِّنا وعليه السلام) وعن ينّير، سابع ولادته، وعن العنصرة، ميلاد يحيى (على نبيِّنا وعليه السلام) فما أعانهم التوفيق، ولا القرين المرشد، ولا الرفيق، أن يكون سؤالهم عن ميلاد نبيّهم محمّد (صلى الله عليه وسلم)، خيرة الله من خلقه، وذلك من شكر نعم الله علينا بعض واجبه وحقّه، هاديهم من ضلالتهم ومرشدهم من غيّهم، العزيز عليه عنتهم، الحريص على هديهم، الشديد عليه ضلالتهم وفتنتهم، الرءوف الرحيم، شفيعهم الذى ضوعف لهم به ثواب محسنهم وتجووز عن مسيئهم، بل جماهير عامّتهم ودهمائهم، بل الذين يدعونهم بطلبتهم وعلمائهم لا يعرفونه ولا يتعرّفون، بل يقتنعون بأنّه عندهم فى كتبهم ويكتفون، والحمد لله
—————————————————————
الدليل الثالث :
ذكر أبو القاسم خلف بن عبدالملك بن بشكوال الأنصاري القرطبي من جزء ألفه في هذه الظاهرة قائلا: "فإني رأيت الجمهور اللفيف، والعالم الكثيف من أهل عصرنا قد تواطؤا على إعظام شأن هذه البدع الثلاث: الميلاد، وينير، والمهرجان وهو العنصرة، تواطؤا فاحشا، والتزموا الاحتفال لها، والاستعداد لدخولها التزاما قبيحا، فهم يرتقبون مواقيتها ويفرحون بمجيئها.. واستسهلوا هذه البدع حين ألفوها وعظموها، وصارت عندهم كالسنة المتبعة، وسكت العلماء عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيها، وتأنى السلطان في تغييرها..."، وكان الناس في هذه الأعياد يتبادلون الهدايا، حتى إن الطلبة كانوا يهدون شيوخهم ,كما كانوا يذبحون الذبائح ، وكان الناس يجتمعون ليلة قبل ينير، أو ليلة بعده مع أقاربهم وأصهارهم فيأكلون الإدام والفاكهة ، وكانوا كذلك يصنعون الصور في هذه الأعياد ، وكانت النساء في عيد العنصرة يرششن بيوتهن بالماء، ويلقين في ثيابهن ورق الأكرنب ويغتسلن".
———————————————————————
هل اجدادنا كانوا يحتفلون بيناير او انها حفلة خرافية تم اختراعها من اجل زرع الفتنة كما يدعي أشباه الباحثين ؟؟؟ 1----858
الدليل الرابع :
‎“مجلة جمعية الأفارقة” في سنة 1951 يصف مثلا شعبيا كان الناس يتداولونه، يقول: “إلأَ هرها يناير، قيسهم مطاير. وإلاَ ما هرهم كولهم فطاير
———————————————————————
الدليل الخامس :
مخطوط “الرحلة القمرية في السيرة المحمدية” للعلاّمة “مصطفى بن زرفة الدحاوي”، نهاية القرن الثامن عشر، حيث يقول: “وفي ثامنه، وهو اليوم الأول من السنة العجمية، قدم الطلبةُ على مُقيّد هذه الرحلة.. بثلاثة وعشرين حملا، و.. من القصب الفارسي أصلا، والباقي من الأحمال، مُشتمل على ملة وافرة من التين.. وعشرة غراير جوزا وزبيبا والبعض تَمرٌ. إذ العادة بالمغرب الأوسط، توسعة الناس على عيالهم يوم النّاير، باللحم والتين والجوز ويسمون هذه الأشياء بالنّاير، لكونها تُحفظُ إليه، وتُساق لديه، هذا لأهل الحضر. وأما أهل المدن، فيستعدّون ليومه باللحم السمين، والفول المسلوق بالماء والملح والتين، وأصول شجر المقل -الدّوم- وبهذه الأشياء تحصل التوسعة على الأهل، وترى البوادي يهدون الدوم للقرى والأمصار، فيكافئونهم بما هو مُعدّ لذلك اليوم عندهم من يابس الثمار.. وترى الناس يصلون فيه أرحامهم ويستوجبون مودتهم”.
———————————————————————
هل اجدادنا كانوا يحتفلون بيناير او انها حفلة خرافية تم اختراعها من اجل زرع الفتنة كما يدعي أشباه الباحثين ؟؟؟ 1----859
الدليل السادس :
كان الأندلسيون يطبخون ليلة ينير ويوقدون النيران، و كانت ظاهرة منتشرة في عامة الأندلس، ولذلك أورد صاحب الصلة عن شيوخ بني قاسم بن هلال: "أنهم كانوا لا توقد نار في بيوتهم ليلة ينير ولا يطبخ عندهم شيء" الصلة، 1/10 – 11.
———————————————————————
  الدليل السابع :
"أبو بكر الطرطوشي المالكي" الذي ولد في مدينة طرطوشة بالأندلس وعاش في  الدولة المرابطية  (توفي سنة 1126م)، الكتاب عنوانه "الحوادث والبدع" في صفحة 150 و 151
ذكر  يناير في هذا الكتاب على أنه بدعة في ذلك الوقت كما يصفه الكثير من رجال الدين حاليا، وهذه الفتوى من احد الأسباب التي جعلت العديد من المناطق في شمال إفريقيا تتوقف عن الاحتفال به ...
" ... وكذلك على إقامة (ينير) بابتياع الفواكه، كالعجم، وإقامة العنصرة، وخميس إبريل، بشراء المجبنات والإسفنج، وهي من الأطعمة المبتدعة، وخروج الرجال جميعا أو أشتاتا مع النساء مختلطين للتفرج ..."
رابط الكتاب :
https://arabicpdfs.com/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9.../...

المصدر : مواقع ألكترونية