التمثال الذي أخاف العمال.. قصة رع حتب ونفرت في ميدوم
أحد أروع التماثيل المصرية القديمة كان مخبأ في مقبرة سرية لأكثر من أربعة آلاف عام وعندما تم اكتشافه عمال الحفريات شعروا بالرعب عندما رأوه لأول مرة، هذا ما حدث مع تمثال الأمير رع حتب وزوجته نفرت، اللذين عاشا في عهد الأسرة الرابعة، والذي يزين الآن المتحف المصري بالتحرير.
رع حتب هو ابن الملك سنفرو، مؤسس الأسرة الرابعة، وأخو الملك خوفو، باني الهرم الأكبر. كان رع حتب كاهنا أعلى لرع في هليوبوليس، وقائدا للجيش، ومشرفا على الأعمال المعمارية. تزوج من الأميرة نفرت، التي تعني الجميلة، وأنجب منها ستة أبناء وبنات.
بنى رع حتب لنفسه مقبرة جميلة بجانب هرم والده سنفرو في ميدوم، ووضع فيها تمثالا رائعا له ولزوجته، مصنوعا من الحجر الجيري، ومرصعا بالأحجار شبه الكريمة، ومطعما بالألوان الحية. كان التمثال يظهر الزوجين وهما يجلسان على كرسيين متصلين، ويحملان ألقابهما المهمة.
لكن رع حتب خاف من أن يتعرض تمثاله للهدم، بعد أن أمر الملك خوفو بإزالة كل التماثيل غير الملكية من مقابر ميدوم. فقرر نقل تمثاله إلى الجانب الشمالي من المقبرة، وإخفائه خلف الجدار. ولأن التمثال كان كبيرا جدا، فقد اضطر إلى فصله إلى نصفين، وجعل كل منهما يجلس على كرسي منفصل.
ظل التمثال مختفيا حتى عام 1871، عندما اكتشفه العالم الفرنسي أوجست مارييت، وهو يقوم بحفريات في مقبرة رع حتب. وعندما أضاء مارييت المشاعل، فوجئ بعيون الزوجين تلمع في الظلام، وتنظر إليه بتعبير حي. وشعر العمال الذين كانوا معه بالفزع والخوف، وظنوا أنهم أمام أشخاص حقيقيين.
المصدر : مواقع ألكترونية