تماثيل ملكية مصرية قديمة تعود إلى الحياة بعد غرقها في البحر
في المتحف المصر الكبير، يشهد البهو العظيم على عودة مجيدة لتماثيل ملكية مصرية قديمة، كانت في أعماق البحر لآلاف السنين. هذه التماثيل الرائعة تمثل الملك بطليموس الثاني فيلادلفوس وزوجته الملكة أرسينوي الثانية، اللذين حكما مصر في القرن الثالث قبل الميلاد. تم نحت التماثيل من الجرانيت، وتصل إلى ارتفاعات تفوق الأربعة أمتار، وتظهر الزوجين بملابس وتيجان تعكس هيبتهما وقوتهما. كما تعبر التماثيل عن الانسجام بين الثقافة المصرية واليونانية، حيث ترتدي الملكة زي الإلهة إيزيس، وهي معبوده مصرية شهيرة.
حكم البلاد مت بين عامى 285 إلى 246 ق.م ، وقد ولد على جزيرة " قوس " عام 309 ق.م عندما كات بطليموس الأول بصحبة زوجته فى رحلته البحرية هناك . وقد نعم هذا الملك عندما كان طفلاً بحياة رغدة ، وقد قام والديه بتدليله ، وعندما بلغ سن الشباب قام والده بإحضار أفضل العلماء لتعليمه أبنه ، ولهذا فإن هذا الملك كان مهتماً جداً بالفلسفة وعلم الحيوان أكثر من إهتمامه بشئون الدولة، وبالرغم من إنه كان يشبه أبيه ولكن كان لديه ميل شديد للسمنة، وكانت صحته على غير ما يرام ، وعندما بلغ بطليموس الثانى سن الرابعة والعشرين قام بمشاركة والده من الحكم لمدة عامين ثم أصبح ملكاً منفرداً منذ عام 283 ق.م ، وكان محور إهتمامه هو زيادة قوة الإسكندرية، وزيادة الرخاء فى مصر والإستمتاع بالحياة . كذلك فقد كان يستمتع بالإحتفالات العامة وكأن القصر الملكى يمتاز بتواجد رجال الفكر من العلماء والشعراء . وقد أستمر هذا الملك على نفس نهج أبيه ، فلم يستخدم المصريين فى الجيش بل إعتمد على المرتزقه من المقدونيين اليونانيين.
" كارانوس " هو أخ غير شقيق لارسينوى قد أحس بقوة " أرسينوى " فحاول التخلص منها ، ولكنها تمكنت من الهرب بعد أن فقدت إثنين من أولادها قتلهما كارانوس.
وأخيراً وصلت " أرسينوى " إلى مصر ، وكانت تبلغ من العمر 40 عاماً وبمجرد إستقرارها فى الإسكندرية قررت التخلص من زوجة أخيها " بطليموس الثانى " ولهذا فقد دبرت مكيدة لزوجته " أرسينوى " الأولى وإتهمتها بالتآمر ضد زوجها مما أدى إلى نفى أرسينوى الأولى. وعندئذ وقع بطليموس الثانى فى حب أخته وتزوجها ، ولقبت ب " أرسينوى الثانية " وكانت أرسينوى الثانية أكبر من أخيها بعدة سنوات ، ومع هذا فقد ولع بها بطليموس الثانى وكرس حياته لخدمتها، وعندما فشلت فى أن تنجب من أخيها الشقيق أخذت أطفال " أرسينوى الأولى " كأطفال لها وقامت بتربيتهم ورعايتهم، وقد ظلت ملكة على البلاد لمدة سبع سنوات تمكنت فيها من السيطرة على مقاليد الأمور والحكم فى البلاد ، وقد أزدهرت البلاد فى عهدها أزدهاراً كبيراً .
تم اكتشاف هذه التماثيل النادرة في عام 2000، عندما كشفت بعثة أثرية أوروبية مصرية عن أسرار خليج أبو قير، الذي يضم أطلال مدن غارقة مثل هرقليون وكانوب. هذه المدن كانت مراكز تجارية وثقافية هامة في العصور القديمة، قبل أن تغمرها المياه بسبب الزلازل والتسونامي. بعد أن زارت التماثيل عدة متاحف في أوروبا وأمريكا، عادت إلى مصر لتزين المتحف المصري الكبير، وتروي قصصها العجيبة للزوار.
المصدر:مواقع ألكترونية