الأفوكادو... فوائد عجيبة للصحة والجمال
فاكهة الأفوكادو شائعة في العالم (إدواردو سوتيراس/فرانس برس)
تعرف فاكهة الأفوكادو بأنها مصدر أساسي لتوفير عناصر غذائية رئيسية عدة للجسم، بينها الدهون الصحية والألياف، وتحتوي على مركبات مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة، وتساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
وتشير دراسات إلى أن المكسيك وأميركا الوسطى عموماً هي موطن هذه الفاكهة، وقد نشأت في منطقة بويبلا جنوب وسط المكسيك، وعُرفت بأسماء مختلفة خلال تاريخها، منها "ثمرة الخصوبة"، و"ثمرة التمساح"، علماً أن الاتجار بالأفوكادو كان يشمل 25 نوعاً حتى خمسينيات القرن العشرين. ووفق بيانات أصدرتها منظمة الأغذية والزراعة، تحتل المكسيك المرتبة الأولى في الإنتاج بأكثر من 2.4 مليون طن سنوياً، وتليها دول أخرى في أميركا اللاتينية وإندونيسيا وكينيا.
ومنذ عام 1980، أصبحت الأفوكادو شائعة على نطاق واسع في بلدان وقارات لا تضمها مزروعاتها، ولم تستهلك فيها سابقاً، لكن مشكلاتها الزراعية تتمثل في حاجتها إلى كميات كبيرة من المياه، إذ تكلّف زراعة كيلوغرام واحد منها ألف ليتر من الماء تقريباً، ما يجعلها غير مناسبة للدول التي تعاني من إجهاد مائي.
وفي السنوات الأخيرة، بات المغرب يحتل مركزاً متقدماً بين الدول التي تنتج الأفوكادو، قبل أن تعلن السلطات عام 2022 حال الطوارئ المائية بعدما ارتفعت الصادرات إلى 45 ألف طن خلال أشهر قليلة.
وقال الخبير البيئي ورئيس "جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ" مصطفى بنرامل، لـ"العربي الجديد": "تشكل زراعة الأفوكادو تهديداً حقيقياً للوضع المائي في المستقبل، لأنها لا تراعي حجم الإجهاد المائي الذي وصلنا إليه، وتتواصل بقوة، خاصة في منطقة الغرب". وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "التوسع الكبير للمساحات المزروعة بالأفوكادو في غرب المغرب له انعكاسات سلبية على حجم الفرشة المائية وجودتها في الأمد القريب، ما يجعل البلاد مهددة بأن تعرف الوضع نفسه الذي عاشه جنوب إسبانيا والبرتغال جراء استنزاف ثرواتهما المائية قبل قرار السلطات وقف زراعة فاكهة الأفوكادو".
وتعد الأفوكادو من الثمار الرائجة في عالم التغذية والصحة، ويستخدمها رياضيون بشكل كثيف ولافت. وتظهر دراسات أجرتها جامعة هارفرد أن الأفوكادو تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية التي تدعم الصحة الجسدية، وأنها مهمة لتقوية عضلة القلب.
ويقول أخصائي الصحة العامة محمد ترمس لـ"العربي الجديد": "العناصر الغذائية التي تحتويها ثمرة الأفوكادو هي معادن المغنيسيوم والبوتاسيوم وفيتامينات أبرزها بي 6، وإي التي تدعم صحة القلب. كما تحتوي الأفوكادو على بيتا سيتوستيرول الذي يساعد في الحفاظ على مستويات الكوليسترول الصحية عبر تقليل امتصاص الكوليسترول الضارّ، فالدهون الأحادية غير المشبّعة ترفع مستوى الكوليسترول الجيد. أيضاً نسبة البوتاسيوم والمغنيسيوم داخل الأفوكادو تساعد في تنقية الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم، وهذه عناصر أساسية ومفيدة لصحة القلب".
من جهة أخرى، تعد الأفوكادو" ثمرة أساسية لدعم صحة النساء، خاصة الحوامل، باعتبار أن كل واحدة منها تحتوي على نسبة كبيرة من حمض الفوليك، المسؤول عن دعم صحة المرأة الحامل والجنين. ويمكن أن يوفر الأفوكادو نسبة 25 في المائة من كمية حمض الفوليك اليومية التي يوصى بها خلال الحمل. وتفيد دراسة نشرتها مجلة "ويب ميد" الطبية الأميركية بأن "الأفوكادو تلعب دوراً في تخفيف أعراض الاكتئاب من خلال رفع نسبة حمض الفوليك، الذي يمنع تراكم مادة "الهوموسيستين في الدم التي تبطئ تدفق العناصر الغذائية إلى الدماغ وتسّرع الاكتئاب.
إلى ذلك، يلعب حمض الفوليك في الأفوكادو دوراً في تخفيف خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل البروستاتا والقولون، كما تخفف معادن تحتويها الأفوكادو من إصابات السرطان.
الأفوكادو إحدى ركائز الغذاء الصحي (مايكل متى/ Getty)
وتصف أخصائية التغذية سالي السيد الأفوكادو بأنها أحد أهم العناصر الأساسية التي تزوّد الجسم بالدهون الصحية المفيدة، وتقول لـ"العربي الجديد": "تحتوي ثمرة الأفوكادو على نحو 350 سعرة حرارية، وتتضمن أكثر من 70 في المائة من وزنها دهوناً صحية غير مشبّعة، وأيضاً أليافاً ومعادن وعناصر غذائية أساسية، وبالتالي، تعتبر مهمة للأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً صحياً متوازناً، فتناول نصف ثمرة أفوكادو يكفي لمدّ الجسم بالطاقة اللازمة، وجلب الشعور بالشبع لفترات طويلة، علماً أنها تحتوي أيضاً على 9 غرامات من الكربوهيدرات التي تعتبر مصدراً كبيراً للألياف".
وتشير سارة إلى أن دراسات أجريت أخيراً كشفت أن تناول الأفوكادو يجلب فوائد صحية كبيرة على صعيد إدارة كمية السكر في الدم، ومعالجة حساسية الإنسولين، لذا تعد وجبة مهمّة وغير ضارّة لمرضى السكري. كما تظهر هذه الدراسات أن الدهون الأحادية غير المشبّعة التي تحتويها ثمرة الأفوكادو تستطيع إحداث نوع من التوازن في نسب الإنسولين في الدم.
وكانت دراسة نشرتها مجلة "ساينس دايلي" الأميركية وجدت أن تناول حبة من الأفوكادو يومياً يخفف الدهون الحشوية الداخلية في البطن التي يصعب استهدافها.
ووفق دراسة أجريت على نحو 100 شخص لمدة 12 أسبوعاً، انخفضت الدهون الحشوية في البطن والدهون عموماً لدى النساء اللواتي تناولن الأفوكادو كجزء من وجبتهن اليومية.
ووفق الدراسة، فإن انخفاض الدهون الحشوية يعد أمراً مهماً للوقاية من الأمراض، وتحديداً السكري، إذ تضم منطقة البطن نوعين من الدهون، الأولى التي تتراكم مباشرة تحت الجلد ويمكن التخلص منها بممارسة الرياضة ولا تسبب أمراضاً خطرة، والثانية هي الدهون الحشوية التي تتراكم بشكل أعمق في البطن، وتحيط بالأعضاء الداخلية والتي تتسبب عادة في الإصابة بمرض السكري. وخلصت الدراسة إلى أن تناول الأفوكادو يفيد مباشرة في الوقاية من مرض السكري.
وكانت دراسة أميركية سابقة كشفت أن اعتماد نظام غذائي بنسبة دهون معتدلة مع تناول ثمرة أفوكادو يومياً هو الخيار الأكثر مثالية بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة، إذ سجلت مجموعة تناولت لمدة 5 أسابيع وجبات غذائية متوسطة الدهون، واحتوت على الأفوكادو، نسبة التغيّر الأكبر في ما يتعلق بالكوليستيرول الضارّ الذي انخفض بنسبة 13.5 ملليغراماً لكل ديسيليتر.
واعتبر باحثون أن الانخفاض بنسبة 13.5 ملليغراماً لكل ديسيليتر في الكوليسترول الضارّ يكفي لتجنيب الناس تناول أدوية مخفضة للكوليسترول.
ولقرون عدة، كان يُشار إلى الأفوكادو باسم الفاكهة المعجزة نظراً إلى فوائدها الصحية الكبيرة. وكانت النساء تستخدمها ليس فقط في إعداد الطعام، بل لأغراض تجميلية من خلال صناعة الأقنعة لحماية البشرة وتغذيتها. وأظهرت دراسة أجراها مركز جامعة كاليفورنيا للتغذية البشرية، بالتعاون مع كلية "ديفيد جيفن" للطب في جامعة كاليفورنيا، أن استهلاك الأفوكادو يزيد مرونة الجلد وثباته.
وشملت الدراسة 39 امرأة تراوحت أعمارهن بين 27 و73 عاماً، طُلب منهن تناول حبة أفوكادو يومياً. وبعد 8 أسابيع، تبينت زيادة كبيرة في مرونة وصلابة الجلد، خاصة في منطقة العينين والجبين، ما يشير إلى أن الفاكهة تتمتع بفوائد عجيبة ومهمة في دعم الصحة الجمالية.
ويقول الدكتور تشاوبينغ لي، رئيس قسم التغذية السريرية في جامعة كاليفورنيا، إن "استخدام الأفوكادو أقنعةً للوجه قد يكون مفيداً، لكن تناوله أكثر فائدة للبشرة".
المصدر : مواقع ألكترونية