تحت ضغط نشطاء: بلديّة بغاي تقوم بعملية ترميم “ترقيعية” لتمثال جلالة الملكة ذايا
علم موقع إنوميدن.كوم من مصدر مطلّع أن بلديّة بغاي قد قامت مساء أمس بإعادة دهن تمثال جلالة الملكة “ذايا” على عجالة، وبطريقة ترقيعية لا تنم عن أدنى اهتمام، تحت ضغط “حراك نشطاء إيشاويّن”. الذي عمل أفراده خلال الأسبوع الأخير على ربط اتصالات بالمسؤولين المحليين والولائيين، لكن دون جدوى، مما اضطرّهم حسب تصريح نفس المصدر، إلى ممارسة ضغوطات كبيرة، وتصعيد لهجة التعامل مع الإدارة، والتلويح بنقل القضيّة إلى “مستويات أخرى”. تمثال الملكة ذايا بعد عملية الترميم الترقيعية، وأثار الحروق واضحة عليه حتى بعد الدّهن - صورة إينوميدن.كوم تمثال الملكة ذايا بعد عملية الترميم الترقيعية، وأثار الحروق واضحة عليه حتى بعد الدّهن – صورة إينوميدن.كوم وكان تمثال الملكة “ذايا” قد تعرض قبل حوالي عشرة أيام إلى محاولة تخريب من قبل مجهولين، قاموا بإضرام النار في قاعدته، مما أثار امتعاض سكان ونشطاء، ومثقّفي منطقة بلاد إيشاويّن ولاقى استهجانا من قبل أطراف كثيرة في دزاير بأكملها. وفي بيان تلقّى الموقع نسخة منه، حمّل “حراك نشطاء إيشاويّن” الإدارة المحليّة، في “بلديّة بغاي” كامل المسؤوليّة عن عمليّة تخريب تمثال جلالة الملكة، ويضيف نفس البيان “نلزم الإدارة بممارسة واجباتها المقررة قانونا في صيانة النصب التذكاري والحرص على سلامته من التخريب، باعتباره نصبا تاريخيا وجماليّا يقع في تراب البلدية”. كما أثار البيان، شكوكا حول عمليّة حرق التمثال الذي يقع على بعد عشرة أمتار فقط من مقر للدرك الوطني، وسط المدينة، وحذّر “الأجهزة الأمنيّة المسؤولة، على المستويات: المحليّة والولائية والجهويّة والوطنيّة، من تفشّي خلايا نائمة ميدانيّا، تنشط على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، وعبر مواقع على الشبكة العنكبوتيّة، تحت مسميّات متعددة، تروج لخطاب كراهية ضدّ كلّ ما له علاقة بالهوية الأمازيغية، ونلفت انتباهها إلى أنّ هذه المحاولة التخريبية قد لا تكون مجرّد ممارسة طائشة لشباب متهور” منبّها إلى احتمال وجود صلات بين نشاط هذه الشبكات المتزايد مؤخرا وعمليّة التخريب. هذا ويسعى نشطاء جمعويّون من ولاية خنشلة إلى إعادة تهيئة تمثال جلالة الملكة على حساب جمعياتهم، رغم رفض رئيس بلدية بغاي، لكنّهم كما أشار مصدرنا مصرّون على إعادة تهيئة التمثال ووضع بطاقة تعريفية باللغة الأمازيغية إلى جانب البطاقة الأصلية باللغة العربية، وإجبار البلدية على ممارسة واجباتها في منع تحويل النصب التذكاري إلى لوحة إعلانات للحملات الانتخابية. وفي تصريح لموقع إينوميدن، أكّد الكاتب والباحث المهتم بالثقافة الشاوية والأمازيغية الأستاذ : محمد الصالح أونيسي، أنّ عمليّة التخريب هي “مسألة دولة” و”يجب على السلطات المعنيّة التحرّك عاجلا وبحزم، للتعامل مع مثل هذه المحاولات المسمومة التي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة” مؤكّدا بأنّ قرار ترسيم اللغة الأمازيغية، وتوجّه الدولة الواضح، نحو الرضوخ لمطالب الحراك الأمازيغي المستمر منذ أكثر من أربع عقود، جعلت الخلايا النّائمة للتيارات الرجعية والمعادية للهوية الوطنيّة تصاب بحالة هيجان”. ولم يستبعد محدّثنا أن تقوم هذه الأخيرة بأيّ مناورات متهوّرة، وأكّد على وجوب التزام الحيطة والحذر، والتزام النشاط السلمي المدنيّ من أجل قطع الطريق على “مخرّبي الأمس، الّذين يدّعون المعارضة السلميّة اليوم