كورة ألبيرة
كانت كورة ألبيرة هي هدية الخليفة الأموي المستعين بالله لقبائل بنو زيري الصنهاجية الذين ساعدوه على الوصول إلى العرش في فتنة الخلافة شوال سنة 403 هـ،
وجد بنو زيري أن إلبيرة في الفتنة بين العرب والأمازيغ موقع يصعُب الدفاع عنه، فشرعوا في تحديد و بناء مدينة غرناطة فكان التأسيس الأول لها على يد الزيريين .
كان زاوي بن زيري بن مناد الصنهاجي أول ملوكها في زمن الطوائف واتخدها عاصمة لملكه إلا أن حكمه لها لم يدم طويلا لانه رأى أن الأندلس أرض اقتتال دائم، وأنه إن صمد بجيشه يومًا سيهزم في وقت آخر فعبر البحر متجهاً إلى بلاد قومه في إفريقية سنة 409 ه حيث استقبله بأرضها ابن عمه المعز بن باديس صاحب دولة القيروان. ،وكان زاوي قبل رحيله قد ولى على غرناطة ابن أخيه حبوس بن ماكسن بن زيري الذي أتم بناءها وبناء قصبتها وتحصين أسوارها، ثم خلفه باديس بن حبوس الذي زاد في عمارتها وكملت على عهده؛ فأصبحت غرناطة مدينة كبيرة مستديرة، انتقل الناس إليها، ولحقت بأمصار الأندلس المشهورة. ثم صار أمرها بعد ذلك إلى المرابطين، ثم إلى الموحدين، إلى أن آل شأنها أخيراً إلى دولة بني الأحمر التي انتهت في عهدهم بالسقوط
و كانت مملكة غرناطة الزيرية تشع ادبا وعلما وثقافة وعرفت حركة اقتصادية وتجارية قلما لها نظير ساعدها في دلك الثراء البشري الدي كانت تضمه من اجناس مختلفة على راسها البربر والعرب والمولدون واليهود والمستعربون وطائفة الزنوج والصقالبة اضافة الى الثراء المادي من وفرة المعادن الثمينة والموقع الجغرافي المهم والارض الزراعية الخصبة كل دلك جعل منها قوة لا يستهان بها بين الممالك . رغم الازدهار الذي تميزت به هذه الفترة، الا أن الأسر الحاكمة كانت تضغط على الناس بالضرائب بحجة الحرب ضد العدو، بينما يحافظون على أموالهم في قصورهم. ولذلك استبشر معظم الأندلسيين بقدوم المرابطين الذين اسقطوا غرناطة الزيرية في عهد اخر ملوكها عبد الله بن بلقين
وفي هذا يذكر ابن الخطيب في كتابه "الإحاطة في أخبار غرناطة"، أنه عندما دخل المرابطون غرناطة وجدوا من غنى بني زيري ما يعجز عن وصفه اللسان: "استُقصي ما كان بالقصر فظهر ما يحول الناظر ويُروع الخاطر من الأعلاق والذخيرة والحُلى ونفيس الجَوْهر وأحجار الياقوت وقَصَب الزُّمرد وآنية الذهب والفضة وأطباق البلَّور المُحكم... والعراقيات والثياب الرفيعة والأنماط والكلل والستاير".
المصدر : مواقع ألكترونية