حضارة الجرمنتيين
حضارة الجرمنتيين 3-----18
استعملت حضارة الجرمنتيين اللغة والحروف الليبية القديمة كحروف رافقت الطقوس الجنائزية فكانت شواهد القبور دونت باللغة الامازيغية بواسطة الحروف الليبية التي كانت تشكل نمطا خاصا بها شاع استعماله في ليبيا وقد طور الليبيون هذه الحروف وبلغت ذروة التطور في الكتابة الليبية التي عثر عليها في ابونجيم والتي سميت بالكتابة البونجيمية وكان لها طابع تجاري علي مايبدو
حضارة الجرمنتيين 1----955
استمرت تلك الكتابة وقد ورثها التوارق عن اسلافهم الجرمنت وبقيت مستعملة في فزان وكانت كتابة الشواهد بها مستمرة الي فترات قريبة في غدامس
الجرَمنتيون (كذلك: الجرمنت، أو الغرامنت) هم أحدى الشعوب المحلية التي استوطنت بجنوب غربي ليبيا، وجزءا من جنوب الجزائر، وهي المنطقة التي يسميها الطوارق آزجر. وتعد المعلومات عن تاريخ الجرمنتيين مشوبة بالشك، فرغم رجوع معلومات هيرودوت إلى القرن الخامس قبل الميلاد، لكنه لم يقدم لنا إلا القليل منها عن الجرمنتيين. غير أن الآثار المعمارية التي ترجع إلى زمن ما قبل هيرودوت قد اكتشفت في الكثير من المواقع بفزان، ووجدت فيها أدوات حجرية تعود إلى زمن الثقافات الأشيولينية والأتيرية (من 100 ألف إلى 30 ألف سنة ق. م)، ومازالت الكثير من المواقع بانتظار الكشف. وهناك الكثير أيضا من الصور والرسومات الصخرية، رغم أن العلماء لا يرون أنها تعود إلى زمن سابق للعصر الحجري الحديث. ويعد أول مرجع كتابي مدون عن الجرمنتيين هو من وضع هيرودوت، ثم حدثت بعده فجوة، لم تسد بحق حتى كتب بليني عن حملة كورنيليوس بالبوس ضد الجرمنتيين. وقد طور الجرمنتيون نصًا مكتوبًا يسمى تيفيناغ، وتحدثوا بإحدى اللهجات الرئيسية لمجوعة اللغات الأمازيغية، ويُعتقد أنهم أسلاف الطوارق الذين بقوا في نفس المنطقة حتى يومنا هذا.
حضارة الجرمنتيين 1----956
الجرمنتيون كما وصفهم وسماهم هيرودوت وبيليني والمؤلفون الآخرون من العصر الكلاسيكي، هم بالتأكيد من (الأمازيغ). ويرى سيرجي أن الجرمنت هم أقرباء للطوارق، وسماهم بيس جنسا أبيض من سكان حوض البحر المتوسط، مع ميل إلى السمرة. ومن المحتمل أن يكون الجرمنت من أصل ليبي، وذلك بناء على الدراسات العلمية التي أجريت حولهم وحول الليبيين معاً، واستناداً إلى أوجه شبه بينهم وبين سكان الصحراء الغربية في مصر وإلى الشبه القائم بينهم وبين الطوارق المعاصرين
حضارة الجرمنتيين 1----957
حضارتهم
آزجر هو الاسم الذي يطلقه أهل الصحراء الكبرى على الوطن الذي يشكل قلب هذه القارة مكونا النواة التي كانت مهد الحضارة الإنسانية كما أثبتت الحفريات الأثرية، والمكتشفات الفنية الثرية المزبورة على جدران السلاسل الجبلية مثل تاسيلي وتادرارات وجبل العوينات مكونة أقدم متحف تاريخي للفنون التشكيلية في العالم وأكثره موسوعية وملحمية بحيث لو قرئ على النحو الذي قرئت به نقوش حضارة كالحضارة المصرية لكشف البرهان لا علاقة الحميمة بين الحضارتين وحسب، ولكن على أسبقية حضارات الصحراء الكبرى على حضارة مصر القديمة ومن بعدها حضارات العالم القديم برغم أن العقل اليوناني لم يبخل بمثل هذه البراهين. الاكتشافات الأثرية برهنت على هوية الصحراء الكونية البدئية كمهد للوجود البشري على اليابسة من خلال الجمجمة ذات السبعة مليون عام، ومن خلال الأدلة العلمية الأخرى التي أكدت على حقيقتها كبؤرة انطلقت منها الهجرات إلى كل القارات؛ ولعل آخر هذه الاكتشافات هو علم الجينات الذي برهن على الهوية الإفريقية حتى للإنسان الصيني!
حضارة الجرمنتيين 1----958
تعد حضارة الجرمنتيين وهي حضارة آزجر الحضارة التي ينتمي إليها أول إنسان عرفه التاريخ كما تقول المصادر، وقد تشتت جزء من الجرمنتيين هذه القبيلة البدئية الكبرى، وانتقل إلى وادي النيل شرقا، وبلاد الرافدين (سومر)، وإلى اليونان وبلاد اللاتين شمالا مؤسسا لأكبر شتات عرفه التاريخ. وقد اعترف اليونانيون بانتمائهم إلى الجرمنتيين جغرافيا وعرقيا، ولم ينكروا هذا الانتماء ثقافيا أيضا من خلال اعترافهم باستعارتهم لديانتهم ولآلهتهم وعلى رأسهم الربة «أثينا» التي هي «تانيت» الصحراوية، كما يؤكد هيرودوت، وإذا كان الأمر كذلك، فإن المصريين قد فعلوا ذلك أيضا على طريقتهم، أعني من خلال شعائرهم التي لم تعترف بغير الغرب وطنا في صلوات دنياهم كما في ابتهالات مماتهم كما ورثناها في متون الأهرام المسماة بلغة التكوين ((برت أم هرو)) التي تعني ((الطريق إلى حرم الإله هرو)) وهو مكان جليل يقع في صحراء تاسيلي كان كهنة آزجر قد اتخذوه حرما لإله الآلهة الصحراوي ((هرو)).



المصدر : مواقع ألكترونية