شخصيه أنكيدو
شخصيه أنكيدو 1-698
ذهب الصياد يخبر جلجامش أن هناك رجلاً عجيباً انحدر من المرتفعات.. إنه أقوى من في البلاد، وذو بأس شديد.. وهو في شدة بأسه مثل عزم آنو إنه يجوب السُهوب ويأكل العشب.. ويرعى الكلأ مع حيوان البر، ويسقي معها عند مورد الماء، فنصح جلجامش الصياد أن يصطحب معه امرأة  تحاول أن تجتذبه بمفاتنها، حتى تسقطه، وعندئذ سيبتعد حيوان البر عنه، فأخذ الصياد المرأة وذهب إلى مورد المياه، وانتظرا إنكيدو حتى حضر، فظهرت له المرأة وأغرته قائلة إنك جميل يا إنكيدو كالإله، فلماذا تجوب البرية مع الحيوانات؟ تعالَ آخذك إلى أوروك. واقتنع إنكيدو فذهب معها إلى المدينة وعلمته كيف يكتسي ويعيش كإنسان وسط الناس، وكيف يأكل الخبز ويشرب المسكر، وأخذ إنكيدو سلاحه وانطلق يطارد الأسود ويصطاد الذئاب ليريح الرعاة. وعندما كلمته عن جلجامش الذي يعتقد بأنه أقوى الرجال، قال لها إنكيدو: إنني أرغب في مصارعته، وفعلاً ذهب إنكيدو إلى المدينة، وتصارع مع جلجامش حتى هدما العتبة وحطما عود الباب وارتج الحائط، وعلى الرغم من أن جلجامش انتصر في النهاية، إلا أنه اعترف بقوة إنكيدو، وتعانق الاثنان وصارا صديقين.
تعتبر شخصيه طرزان العالمية مأخوذة من شخصيه أنكيدو
تكشف ملحمة جلجامش عن التفكير المتطور للانسان ورغبته الجارفة في التمسك بالحياة. ومن رسائل كاتبها أن الخير أقوى من الشر داخل الإنسان، ولذلك تفوقت نزعة الخير لدى جلجامش عندما حصل على نبتة الخلود فلم يستأثر بها لنفسه بل قال "سأحملها إلى أوروك وأجعل الشعب يأكلها". وقبلها تصاحب جلجامش الذي يمثل الشر مع إنكيدو الذي يمثل الخير، برغم انتصاره عليه، فتحولا إلى قوة جبارة، انتصر بها الكاتب على إرادة الآلهة "المصطنعة" بقتل مارد غابة الأرز والثور المجنح..
وهناك رسالة أخرى تفيد بحقيقة الموت المطلقة للإنسان، وفشل جلجامش برغم كفاحه الشديد ومروره بالأهوال في تغيير مصيره الإنساني المحتوم فهو بشر في جزء منه، ينتهي بشعور هادئ بالاستسلام لهذه الحقيقة.


المصدر : مواقع ألكترونية