اعتقادات شعبية مختلفة
اعتقادات شعبية مختلفة  1--1480
الملاحم والكتابات السومرية والبابلية القديمة تشير الى ان بذور النباتات هبة الهية أتت من السماء . واعتقد السومريون ان النباتات العشبية الطبيعية خُلقت قبل النباتات المزروعة بفترة اقدم . وان جميع ذلك تكريم من السماء المقدسة للسومريين ذوي الشعور السوداء وارضهم المقدسة .
رغم ان هناك ملاحم سومرية يمكن تفسيرها بمؤونة فنتازية اقل , وانها ليست سوى تعبير عن قوى طبيعية , الا ان مترجمين مثل (كريمر) ذهبوا بعيداً في خلق الاساطير وتسطيح العقل السومري منها . كما في صراع (انكي) واله العالم الأسفل (كور kur) . اذ لا تقول الأسطورة سوى ان (كور) ضرب (انكي) بالحجارة الصغيرة والكبيرة وسلّط عليه "المياه الأولى" , بمعنى قريب جداً من ثوران براكين باطن الأرض وقذفها الحجارة والصهارة , وهو وصف سومري لحال الأرض في اول نشأتها , بما يكشف عن علمهم -من خلال الأنبياء ربما- بتاريخ نشوء الأرض , الا ان المترجمين جعلوها معركة بين الهين اسطوريين في مكان فنتازي خيالي . رغم اعتراض بعضهم على بعض , بسبب الشك في ترجماتهم , كما فعل (جاكوبسن) مع ترجمة (كريمر) .
ومن ثم لم تكن ملحمة (نينورتا) ضد (اساگ asag) وحش باطن الأرض (كور) , الذي سلّط على الأرض مياه قديمة غير صالحة للسقي والاستخدام وجعلها تفيض على بلاد سومر , سوى حادثة طبيعية لثورات بركانية تسببت بفيضانات وغيوم رمادية تسببت بالاختناق وسممت مياه الأنهار , فقام (نينورتا) بمباركة (ننماخ) بسد تلك المنافذ الباطنية , واسقط الامطار النقية , واجرى ما فاض من المياه السيئة في مجرى نهر دجلة , لتعود ارض سومر للحياة . فتكون بالتالي جميع الترجمات الغربية لهذه القصة فنتازيا أخرى لا داعي لها .
وتكون كذلك ملحمة (اينانا) ضد (كور) , الذي مثّله "الجبل" هذه المرة على الحدود الإيرانية-العراقية ربما , حيث تسبب (كور) بمشاكل للمدن المقدسة في سومر , فقامت (اينانا) بمعالجة ما احدثه . اذ قد يكون تسبب بفيضان , او انفجار بركاني , او نفطي , من بين الجبال هناك .
وهذا يكفي لتفسير اسطورة صراع (نينورتا) والطائر المجنح (انزو) . حيث كان الأخير يسيطر على الأرض والجبال , وكان مطيعاً للإله (اينليل) , ثم سرق "الواح القدر" , وسيطر على مصائر من في الأرض , حتى قتله (نينورتا) بالعواصف والبرق والسهام الخارقة , وبعد ان جعل (نينورتا) الأرض مظلمة عاصفة , غابت عنها الشمس , واستعاد حينها "الواح القدر" الى بلاد سومر . اذ ان هذه الأسطورة ربما لم تتحدث سوى عن الظاهرة الطبيعية التي تسببت بانقراض الدينصورات الطائرة والعملاقة , التي هيمنت على مصائر وحياة المخلوقات الحية على الأرض , حتى قضت عليها كارثة كونية , مثلتها كينونة (نينورتا) , بعد فشل كينونات أخرى , وتسببت في ظلام الأرض وعصفها وانتشار المقذوفات فيها , فعادت سلطة الأرض لاحقاً –بعد غياب هذا الخصم الكبير– الى البشر المتحكم بعقله في تدبير طبيعتها , ولم يكن له ذلك لو بقيت تلك المخلوقات الوحشية الضخمة . ولهذا أفادت اسطورة "الطائر (انزو) والواح القدر" بأن هذا الكائن ولد من فيض الآلهة الطبيعي , ضمن التكوين والسياق الذي أجرته في نظام التشكل في الأرض . كما ورد في اساطير أخرى ان هناك العديد ممن قاموا بالمشاركة في مواجهة هذا الطائر , ربما بسبب مساهمة الكثيرين في الخلاص من بقاياه على الأرض , فظل الاحتفال بانقراضه مناسبة كبيرة في الفكر السومري .
وبهذا ايضاً يمكن احتمال كون "الوحش التنين (لاببو) العملاق" , الذي قتلته الآلهة السومرية , هو ظاهرة طبيعية كبرى فريدة , ابتدأت في المحيط واثّرت في مجمل الأرض . ومن ثم فصدى هذه الظاهرة "التنين" ورد في كثير من اساطير الحضارات الأخرى . كذلك وردت قصة "التنين" في الكتاب المقدس (سفر اشعياء 27 : 1 , و سفر اشعياء 51 : 9) . ومع ذلك فقد تم اكتشاف بقايا احفورية على يد مدير متحف الصحراء (اوزفالدو روخاس) لتنين طائر في صحراء (اتاكاما) في تشيلي , ينتمي الى نوع من الدينصورات (تيروصور) من العصر الجوراسي , أي قبل ما يقرب من 160 مليون سنة , كان له ذيل طويل مدبب , واجنحة , واسنان حادة بارزة , وهي ديناصورات ساحلية كانت تنتشر في جنوب وشمال الكرة الأرضية , حيث كانت صحراء (اتاكاما) – حسب العلماء – مغمورة بمياه المحيط حينها .


المصدر : مواقع ألكترونية