قدسية نهر الفرات
في العراق القديم -- حفرته الالهة و هو نهر المعابد المقدسة وخالق كل شيء - له دعاء خاص - كان لنهر الفرات حرمة مقدسة لدى السومريون والاكديون والبابليون الذين سكنوا ضفافه وشيدوا حضاراتهم القديمة علي ضفافه اذ كان هذا النهر مصدر حياتهم وخيراتهم - كانت المدن السومرية والاكدية والبابلية كلها مشيدة على ضفاف نهرالفرات او على فروعه - كتاب العهد القديم -التوراة - الذي وصف الجنة جاء فيه الاتي - نهرالفرات بعد ان يسقي الجنة يتفرع الى اربعة فروع هي -فيشون-جيحون-حداقل- الفرات- يشمل الاول منخفضي الحبانية وابي دبس - الثاني يشيرالى نهر الهندية الحالي -مدينة طويريج- الثالث هو نهرالصقلاوية قرب مدينة الفلوجة - الرابع فهو مجرى نهر الفرات القديم المعروف بنهر -كوثى - في مديتة المسيب- كما كان لنهر النيل قدسية عن المصريين القدامى
فالمصريون كانوا يقدمون كل عام قربانا لنهرهم احدى العذارى الجميلات برميها في تيار النهر الغاضب وسط حفلة دينية كبرى ومثل ذلك كان يعتقد السومريون والاكديون والبابليون ان الطوفان منبعث من غضب الالهة بسبب فساد البشر واثام الانسان وخطاياه ولابد من من ترضيتهم بتقديم القرابين اليهم فلقد كان الفرات لبلاد سومر واكد وبابل -بثمابة النيل لبلاد مصر- فكان نهرالفرات العظيم عند السومريون والاكديون والبابليون مصدرالرخاء والحياة خالق كل شيء وهو نهر المعابد المقدسة وقد حفرته الالهة لتنعم البلاد بنعمة مياهه ولا بد من ترضيتهم وتجنب غضبهم - وما زالت الى اليوم تقاليد عند العراقيين القدامى منطوية على تقديس الماء متصلة بالمعتقد القديم و هو تاليه الماء فيقدم الناس عندنا اليوم وخاصة النساء النذرالى -خضر الياس- الذي يعتقد انه سلطان الماء وهو كان حي موكل بالانهر فينذرون اليه الشموع بوضعها على لوح صغير من الخشب ورميها في النهر والسجية المتبعة لذلك هي ان تشعل الشموع ليلة الجمعة وهي افضل الليالي فيخوض شخص ما في ماء النهر ويرميها وسط التيار- وفي دعاء موجه الى نهر الفرات الذي كان يقدسه السومريون والاكديون والبابليون على السواء نقش على رقيم بابلي لوح طيني جاء فيه - ايها النهر الخالق كل شيء حينما حفرتك الالهة العظام اقاموا اشياء طيبة على شطئانك وفي طيات غمرك - بني الاله -ايا- ملك الغمر مقامه وانعموا عليه بفيض من المياه لانظير له - فيا ايها النهرالعظيم ايها النهر المجيد يا نهر المعابد المقدسة - مياهك تفرج الغمة فتقلبني برافة وخذ ما في بدني وارم به على شطئانك وغرقه عند ضفافك وغطه في اعماقك - هذا نص بابلي اخر في دعاء موجه الى نهر الفرات - وكان النهرالعظيم يجري كالبحر في اتساعه - حين انشئت اريدو وبنيت اساكيل - تلك اساكيل قائمة وسط الماء العذب العميق - وحيث يقيم الاله العظيم الممجد - غرس مردوخ - اكبر الالهة البابلية - القصب ليقف حائلا بوجه الماء - واقام الضفاف الترابية ودعمها بالقصب - ليهيء للالهة مسكنا في المحل الذي تتوق اليه قلوبنا - وجاء لفظ نهر الفرات في كتاب التوراة - سفر التكوين كما يلي - وكان نهر يخرج من عدن فيسقي الجنة - ومن ثم يتشعب فيصيراربعة رؤوس منها الفرات - كما جاء لفظة الفرات في كتاب -القران - وهو الذي فرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح اجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا - سورة الفرقان -الاية 52- وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح اجاج ومن كل تاكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكران - سورة فاطر- الاية -11------
المصادر
كتاب تاريخ حضارة وادي الرافدين - في ضوء مشاريع الري والزراعة والمكتشفات الاثارية والمصادر التاريخية - ج1 - ص 441 -443 - 444 - 445 - الدكتور احمد سوسة