هل تساءلت يومًا.. كيف سيفنى كوكب الأرض؟
«كل شيء مصيره الفناء» حقيقة ثابتة ومعلومة لدينا جميعًا، لكن في بعض الأحيان يصعب على العقل البشري تخيل كيفية فناء بعض الأشياء، فجميعنا يعلم كيف يفنى الإنسان والحيوان والنبات بالموت ولكن لم نتخيل مثلاً كيف ستفنى الشمس أو القمر؟، كما لم يفكر معظمنا في كيفية فناء كوكب الأرض، في الآونة الأخيرة اكتشف العلماء كيفية فناء أحد الكواكب يدعى «كبلر» والذي يبعد عن كوكب الأرض بنحو 2600 سنة ضوئية، إذ اكتشفوا إنه محكوم عليه بالفناء بالاصطدام المحقق بشمسه المعمرة، فهل يعد هذا مؤشرًا على كيفية فناء كوكب الأرض وبقية الكواكب؟ وما هو كوكب «كبلر»؟ وما هي مواصفاته ؟ هذا ما سوف نتناوله في التقرير التالي.
كوكب «كبلر»
كوكب «كبلر» هو أحد الكواكب التي تنتمي إلى فئة الكواكب المعروفة باسم «المشترى الساخن» نظرًا لكونه يماثل كوكب المشترى في الحجم، إلا أن نجمه المضيف قريب منه بمسافة تقدر بثمن المسافة بين عطارد والشمس في مجموعتنا الشمسية، ما يجعله أكثر سخونة من الكواكب العملاقة الغازية في نظامنا الشمسي، ومن هنا نعلم من أين أتى اسم «المشترى الساخن» وتستغرق دورته حول شمسه ثلاثة أيام، كما يقصر مداره بنحو 131 مللي ثانية كل سنة، ويقصر مدار «كبلر» بفعل المد والجزر، وهي عملية مماثلة لكيفية ارتفاع محيطات الأرض وهبوطها كل يوم.
هذه القوى قد تعمل في الاتجاهين، فتسبب مثلاً ابتعاد القمر عن الأرض ببطء شديد، كوكب «كبلر» هو أول كوكب خارج المجموعة الشمسية رصده تلسكوب «كبلر» الفضائي، الذي أُطلق عام 2009، إلا إنه تم تأكيد وجوده عام 2019، وعلى مدار 13 عامًا، تمكّن علماء الفلك من ملاحظة التغير البطيء والثابت في مدار الكوكب في أثناء دورانه حول شمسه.
ويبعد كوكب «كبلر» عن الأرض 2600 سنة ضوئية، وقد أقر علماء الفلك أنه يتجه نحو تصادم مؤكد مع شمسه ما سيؤدي إلى فنائه، ما جعل الباحثون يتأملون في هذا الأمر راجين أن تلقي هذه الظاهرة الضوء على كيفية فناء الكواكب بشكل عام.
وقد قال «شرياس فيسابراجادا»، الباحث ما بعد الدكتوراه في مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية، الكاتب الأساسي للدراسة: «إذا واصل الكوكب الاقتراب من نجمه بهذه السرعة، فسيحدث الاصطدام خلال أقل من ثلاثة ملايين سنة. للمرة الأولى نلاحظ دليلاً مباشرًا على كوكب يتجه للاصطدام بنجمه الهائل»، وأضافت الدراسة أن النجم الذي يدور حوله الكوكب «كبلر» وصل إلى مرحلة متقدمة من دورة حياته، وأصبح عملاقًا وأكثر سطوعًا.
هل تتجه الأرض نحو مصير مماثل؟
يرى الباحثون في مجال الفلك أن مصير الأرض يُعد غير معلوم بدقة بسبب بعض الاختلاف بين ما يحدث في كوكب «كبلر» وما يحدث في مجموعتنا الشمسية، فعلى الرغم أن فناء الكواكب بسبب اصطدامها بالنجوم الكبيرة سيكون مصير الكثير منها، ولعل الأرض تفنى نهائيًا بعد مليارات السنين تُقدر بنحو 5 مليارات سنة من الآن مع تقدم شمس مجموعتنا الشمسية في العمر أكثر وأكثر، إلا أن عملية المد والجزر التي رُصدت على كوكب «كبلر» والتي يحدث مثلها على كوكب الأرض ستؤدي إلى حدوث تقارب بين الأرض والشمس، إلا أن الاختلاف يكمن في أن التقارب بين كوكب الأرض والشمس يقابله فقدان في كتلة الشمس ما يجعل شكل فناء كوكب الأرض غير مؤكد حتى الآن.
المصدر:مواقع ألكترونية