محطات أمازيغية
 محطات أمازيغية 2-50
مرت القضية الأمازيغية بمراحل متعددة، فكانت في البداية قضية ثقافية مدارها على اللغة، حيث طالب نشطاء الأمازيغ بتخليص لغتهم مما لحقها -في نظرهم- من تهميش وإقصاء أمام انتشار اللغة العربية منذ مجيء الإسلام إلى اليوم، ثم تطور المطلب ليصبح سياسيا تتبناه جمعيات وتنظيمات.
وقد تفاعلت هذه المطالب خلال السنوات العشرين الأخيرة من القرن الماضي، وعبرت عن نفسها في مجالات جغرافية متعددة، فكان لها في الجزائر ظهور مختلف عنه في المغرب، وتجلت في ليبيا بشكل مغاير لما تم في المغرب والجزائر. ولم تظهر المسألة لا في تونس ولا في موريتانيا رغم دخولهما في المجال الأمازيغي لأسباب محددة.
أبرز مراحل المسألة الأمازيغية بالجزائر
التعريب
اعتبر إعلان الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة في خطاب له يوم 5 يوليو/تموز 1962 أن "التعريب ضروري لأنه لا اشتراكية بلا تعريب ولا مستقبل لهذا البلد دون التعريب"، بداية تفاعل المسألة الأمازيغية في تاريخ الجزائر الحديث.
إنشاء حزب جبهة القوى الاشتراكية برئاسة حسين آيت أحمد يوم 29 سبتمبر/أيلول 1963، وقد دخل الحزب منذ إنشائه في صراع مسلح مع الرئيس بن بلة.
توقيع الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين مرسوما يوم 26 أبريل/نسيان 1968 يلزم كل الموظفين الجزائريين بأن يكونوا على "معرفة كافية باللغة الوطنية (العربية) عند توظيفهم".
منعت السلطات الجزائرية بين عامي 1974 و1975 التسمي بأسماء غير عربية.
رفع مناصرو فريق شبيبة القبائل يوم 19 يونيو/حزيران 1977 أثناء مباراة بحضور الرئيس بومدين، شعارات معارضة مثل "اللغة الأمازيغية ستعيش". وقد أدى الحادث إلى تغيير اسم فريق شبيبة القبائل إلى فريق إلكترونيك تيزي وزو.
 محطات أمازيغية 2-132
الربيع الأمازيغي
وقعت أحداث ما عرف بالربيع الأمازيغي عام 1980 إثر خروج مظاهرات أمازيغية ضد الحكومة الجزائرية بسبب منعها محاضرة عن الشعر الأمازيغي القديم كان مولود معمري ينوي إلقاءها في جامعة تيزي وزو. كما ألغي حفل موسيقي لفرقة "أمازيغن إيمولا".
إحياء ذكرى مقتل المطرب الأمازيغي معطوب لوناس يوم 9 يوليو/تموز من كل عام والذي قتل عام 1998.
اندلاع احتجاجات واسعة ومواجهات دموية بعد مقتل الشاب ماسينيسا قرباح يوم 18 أبريل/نيسان 2001، وتلت ذلك موجات من المظاهرات والاعتقالات.
انسحاب حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في مايو/أيار 2001 من الحكومة. ويوصف هذا الحزب وحزب الجبهة الشعبية الاشتراكية بأن قاعدتهما الشعبية أمازيغية في الأساس.
تنسيقية العروش
تأسيس تنظيم تنسيقية العروش في يونيو/حزيران 2001 وضم أبرز العائلات في القبائل الأمازيغية وممثلين عن الفعاليات الأمازيغية المختلفة، خاصة منظمات المجتمع المدني.
دعوة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في سبتمبر/أيلول 2001 "تنسيقية العروش" إلى تسليم عريضة مطالب. وفي 3 أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته، دعا رئيس الوزراء علي بن فليس ممثلي "العروش" ليؤكد لهم الموافقة على أربعة من أصل 12 مطلبا.
 محطات أمازيغية 3-----62
الاعتراف باللغة الأمازيغية
تم الاعتراف رسميا باللغة الأمازيغية كلغة وطنية دون مساواتها بالعربية أوائل العام 2002 بمبادرة من الرئيس بوتفليقة وبموافقة برلمانية.
أصبحت وسائل إعلام الدولة تقدم نشرات مفصلة بالأمازيغية وذلك منذ العام 2002.
أبرز مراحل المسألة الأمازيغية بالمغرب
 محطات أمازيغية 2--39
مطالب الاعتراف
الملك الحسن الثاني يدعو في خطاب العرش يوم 20 أغسطس/آب 1994 إلى "إنعاش الأمازيغية" بإدخالها في برامج التعليم.
أصدر رئيس جمعية الثقافة الأمازيغية المغربية محمد شفيق في مارس/آذار 2000 بيانا يطالب فيه بالاعتراف رسميا باللغة الأمازيغية، وإدخالها في مناهج التعليم، وتخصيص أوقات في وسائل الإعلام المغربية للتعريف بالثقافة الأمازيغية، ورفع الحظر عن تسجيل المواليد بأسماء أمازيغية، وتنمية المناطق الفقيرة التي يسكن فيها الأمازيغ اقتصاديا.
أصدر نشطاء أمازيغ يوم 17 أبريل/نيسان 2000 بيانا طالبوا فيه الحكومة المغربية بالترخيص لإنشاء محطة تلفزيون خاصة بأمازيغ المغرب، والاعتراف بحقوقهم الثقافية، والسماح بتسجيل مواليدهم في السجلات الرسمية بأسماء أمازيغية، وإعادة الاعتبار للتراث الأمازيغي في المغرب.
طافت مسيرة سلمية شوارع الرباط في غرة مايو/أيار 2000 مطالبة بالاعتراف رسميا بالهوية الأمازيغية وتدريس اللغة الأمازيغية في المدارس، وقد كان في مقدمة المتظاهرين رئيس الكونغرس العالمي الأمازيغي آنذاك رشيد راخة.
رفع المتظاهرون في عيد العمال عام 2000 -بجانب المطالب التقليدية- لافتات تضامن مع أمازيغ الجزائر بعد مقتل الشاب قرباح.
 محطات أمازيغية 2---47
معهد الثقافة الأمازيغية
إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في يناير/كانون الثاني 2002 للحفاظ على التراث الأمازيغي، وأكد الملك محمد السادس في افتتاح المعهد أن الهوية المغربية متعددة لأنها بنيت على روافد عدة أمازيغية وعربية وصحراوية أفريقية وأندلسية.
اعتراف الملك محمد السادس في يناير/كانون الثاني 2003 بحرف تيفيناغ كحرف رسمي للكتابة الأمازيغية تنفيذا لتوصية المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وتم الاعتراف رسميا باللغة الأمازيغية وظهرت مطبوعات عديدة بها، كما بدأ تدريسها في نحو 300 مدرسة ابتدائية مغربية تمهيدا لتعميم تدريسها في جميع المدارس.
 محطات أمازيغية 2--79
الأمازيغية والتعليم
طالبت ندوة بالرباط في سبتمبر/أيلول 2003 بالتوسع في تدريس الأمازيغية في كل مدارس المغرب، شريطة ألا يكون ذلك على حساب المطالب السياسية والثقافية للأمازيغ.
عقد مؤتمر أمازيغي في أكتوبر/تشرين الأول 2003 تحت شعار "من أجل تعليم أمازيغي موحد".
أبرز مراحل المسألة الأمازيغية بليبيا
 محطات أمازيغية 1-304
قانون منع الأسماء الأمازيغية
صدور القانون رقم 24 لعام 2001 الذي يمنع التسمي بالأسماء غير العربية في السجلات الحكومية، ويفرض عقوبة على المخالف.
المعارضة الخارجية
نظمت المعارضة الليبية في الخارج يوم 16 يناير/كانون الثاني 2004 مظاهرة شارك فيها نشطاء أمازيغ طالبوا بالكف عن قهر الأمازيغ سياسيا وثقافيا، وعن اضطهاد أتباع المذهب الإباضي، وبالسماح بإقامة مؤسسات تعليمية ودينية للإباضية.
عقد المؤتمر الليبي للأمازيغية يوم 24 سبتمبر/أيلول 2004 اجتماعا موسعاً في مدينة لندن لمدة ثلاثة أيام، وقد أوصى باستمرار حملة "الحق الأمازيغي" تحت شعار "لا تقتلوا اسمي الأمازيغي".
كما أصدر المؤتمر يوم 2 ديسمبر/كانون الأول 2004 بيانا ندد فيه بإعداد السلطات الليبية قوائم سوداء تضم نشطاء الحق الأمازيغي داخل ليبيا وخارجها والمطالبين بالاعتراف باللغة الأمازيغية، وذلك للتحريض على ملاحقتهم داخليا وخارجيا.
الاعتراف بإقصاء الأمازيغ
 محطات أمازيغية 1-517
اعتبر سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي في سبتمبر/أيلول 2005 أن الأمازيغية جزء من الثقافة الليبية، وانتقد أثناء زيارته للمناطق الأمازيغية القانون رقم 24 الذي يمنع التسمي بالأسماء الأمازيغية.
استقبل العقيد معمر القذافي بداية نوفمبر/تشرين الثاني 2005 رئيس الكونغرس العالمي الأمازيغي الدكتور بلقاسم لوناس، رغم عدم اعتراف أي من دول المغرب الأمازيغي  بالمؤتمر الذي يضم ناشطين أمازيغ من ليبيا والجزائر والمغرب ومالي والنيجر.
التونسيون يحاولون إحياء الثقافة الأمازيغية دون تشنج.
 محطات أمازيغية 2---48
الأمازيغية ثقافة عريقة وأصلية في تونس، ولكن على عكس بلدان شمال أفريقيا الأخرى وبالخصوص الجزائر والمغرب، لا تعرف هذه الثقافة اهتماما كبيرا لدى التونسيين، إذ انصهرت في الثقافات الوافدة الأخرى كالعربية والفرنسية، كما دفعت السلطة السياسية ومعها النخبة إلى تذويبها لاحقا في نسيج المجتمع الواحد، ولهذا سلبياته أكثر من المحاسن.
احتفالات خجولة ومرتبكة ظهرت في تونس مواكبة لحلول السنة الأمازيغية الجديدة، وقد اقتصرت على بعض الجمعيات الناشطة رسميا منذ العام 2011، وذلك على عكس الجارين الإقليميين الجزائر والمغرب اللذين خصصا الكثير من الاحتفاليات والندوات الثقافية مطلع العام 2974 من السنة الأمازيغية.
 محطات أمازيغية 2----57
السؤال الذي يطرح هنا على مثقفي تونس من عرب وأمازيغ وغيرهم هو: كيف لم تترك 2974 عاما من الحضور الأمازيغي أثرا يليق بهذا التاريخ الضارب في القدم، في حين تنتشر في البلاد، وتتكاثر هنا وهناك، الندوات المخصصة لأقليات ثقافية أخرى لا ترقى في حجمها الديمغرافي والتاريخي إلى من نعتبرهم السكان الأصليين للبلاد؟


المصدر : مواقع ألكترونية