الحيوان الذى يوجد فى دولة واحدة فقط وتعتبره كنز وطنى
تلك الدببة الجميلة صاحبة اللون الأسود و الأبيض فهى حيوانات محبوبة و لطيفة يحبها الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم، كما يعتبر شعار للصين فهي لا تعيش في أي مكان آخر غيرها، وتعرف في الصين بإسم “الكنز الوطني”، و لكن ما الذي نعرفه عن هذا الكنز ؟
فيما يلي نستعرض كل الحقائق والمعلومات الرائعة و المثيرة عن حيوان الباندا :
* موطن حيوان الباندا
موطن الباندا العملاقة الأساسي هو " تشنغدو " و هي مقاطعة سيتشوان بالصين حيث توجد الباندا في الصين فقط في مقاطعة سيتشوان وقانسو وشنشي ، تتواجد في الجبال على إرتفاع يتراوح بين ١٣٠٠ متر إلى ٣٦٠٠ متر (٤٢٠٠ إلى ١٢٠٠٠ قدم) و تعيش حيوانات الباندا العملاقة في غابات الخيزران الكثيفة في الجبال الضبابية الممطرة في جنوب غرب الصين و هي واحدة من أندر الثدييات في العالم يمكنها العيش فقط في غابات الخيزران الكبيرة لأن الخيزران هو طعامهم الرئيسي لذلك يطلق عليها إسم دب الخيزران وتعرف بالصينية (Daxiongmao) أي القط الكبير، ويجدر بالذكر أن الإسم العلمي له هو (Ailuropoda melanoleuca) والذي يعني الحيوان الأبيض والأسود ذي الأقدام الشبيهة بأقدام القطط.
حيوان الباندا
* حقائق تاريخية عن حيوان الباندا
عاشت الباندا ما يقرب من ٢ مليون سنة قبل التاريخ حيث يرجع تاريخ حفريات الباندا إلى ما بين مليون إلى مليوني عام و تتواجد الباندا على نطاق واسع في جميع أنحاء الصين أما الآن يعيشون في البرية فقط في المناطق النائية من سفوح الصين التبتية.
* الشكل الخارجى للباندا
ينتمي دب الباندا لعائلة الدببة كما تعد الباندا العملاقة من الثدييات التي تتميز بجسمها الضخم ووجهها الدائري وفروها ذي اللونين الأبيض والأسود ، وتعتبر من الثدييات النادرة في العالم وفيما يأتي أبرز الصفات الشكلية لدب الباندا:
يعتبر الرأس المستدير والجسم الممتلئ والذيل القصير من صفات الشكل الخارجي للباندا العملاقة ، تتميز منطقة الأذنين لديها ومحيط العينين والساقان وحزام الكتف بالفرو ذي اللون الأسود أما باقي جسمه فهو أبيض اللون ، يتميز الفرو لديها بالخشونة والكثافة ليبقيها دافئة في الغابات الجبلية التي يسودها المناخ الرطب والبارد ، تستطيع الباندا العملاقة الإمساك بسيقان الخيزران وقضمها عن طريق كفوفها الفريدة من نوعها حيث تستخدم إحدى عظام المعصم المتطاولة كالإبهام لديها في تناول الطعام بالإضافة إلى إمتلاكها لفكوك وأسنان قوية.
* حجم ووزن حيوان الباندا
الباندا أكبر بكثير مما نعتقد و قد تكون محبوبة ولطيفة بالنسبة لنا عندما نشاهد صور أو فيديوهات لها على الإنترنت ولكنها في الحقيقة ضخمة و أكبر بكثير مما نظن حيث يزن حيوان الباندا البالغ حوالي ٨٠ : ١٥٠ كجم و يمكن أن يبلغ طوله حوالي متران ونصف (5 أقدام).
* الباندا و حبها للسباحة و تسلق الأشجار
لا تستطيع الباندا العملاقة الوقوف و القيام بحركات الكونغ فو كما تصورها بعض الأفلام إلا أنها في الحقيقة تستطيع تسلق الأشجار جيدا و يمكن للباندا البدء في تسلق الشجر منذ عمر 7 أشهر و بما أن الباندا نوع من أنواع الدببة فهي بذلك يمكنها السباحة مثل الدببة الأخرى.
* لون الباندا
تختلف ألوان الباندا من الوردي إلى الأبيض إلى الأسود أو البني ، و تولد الباندا بدون فرو و لونها يكون وردي ثم بعد حوالي ثلاثة أسابيع يبدأ لونها في التغير تدريجيا إلى أن يصبح أبيض و أسود ، ليست كل حيوانات الباندا العملاقة سوداء و بيضاء فهناك عدد قليل و نادر جدا لونه بني و أبيض.
* نوم الباندا
الباندا حيوان كسول يقضي يومه بين الأكل و النوم و هذا ما يفعله طوال اليوم فهي تقضي حوالي ١٤ ساعة في تناول الطعام على مدار اليوم و باقي الوقت تقضيه في النوم.
تنام الباندا في البرية مدة ٢ إلى ٤ ساعات بين الوجبات و أكثر وقت تكون فيه الباندا نشطة هو الصباح الباكر.
* طعام الباندا
تحب الباندا تناول براعم الخيرزان فهو طعامها المفضل، و يمكن للبالغين منها تناول ما يتراوح بين ١٢- ٣٨ كجم من الخيزران يوميا.
الخيزران عموما غير مغذي بما يكفي لإبقائهم في صحة جيدة لذا عليهم أن يأكلوا كثيرا و بسرعة و بالفعل يأكلون مايصل إلى 15 بالمائة من وزن أجسامهم في 12 ساعة.
يجب أن تتناول الباندا نوعين من الخيزران على الأقل كي تعيش و إلا سوف تجوع و يعتبر ندرة الخيرزان (البامبو) تهديدا للباندا بالإنقراض.
كما لوحظ سلوك غريب من الباندا و هو لعق النحاس و الحديد و يقال أن الباندا لديها ميل للنحاس و الحديد و أنها تستمتع بلعقه و تستمتع بطعامها عندما يقدم لها في أطباق معدنيه.
طعام دب الباندا
* فضلات الباندا
تتبرز الباندا كمية كبيرة جدا من الروث في اليوم حيث يصل إلى ٢٨ كجم يوميا.
* الباندا و أسنانها
لدى الباندا أسنان آكلة لحوم و مع ذلك هي نباتية تأكل الخيزران و الفواكه ، و نظرا لأن الحيوانات المفترسة العملاقة مثل النمور ذات الأسنان القاتلة لم تعد موجودة حول الباندا فأصبحت الباندا لا تحتاج إلى أن تكون سريعة أو آكلة لحوم و تحولت إلى حيوان نباتي محب للخيرزان و بعض الفواكه و اللحم أيضا و لكن الخيرزان هو الأساس بالنسبة لها.
و على الرغم من أن الباندا لايزال لديها أسنان حادة و جهاز هضمي خاص بالحيوانات آكلة اللحوم إلا أنها لا تملك الطاقة لمطاردة أي شيء، لذا فإن فريستها إما أن تهبط فعليا في حضنها أو تكون الفريسة مصابة و بطيئة للغاية في الهروب.
أضراس الباندا واسعة ومسطحة للغاية و هذا الشكل يساعدهم على مضغ براعم الخيزران و الأوراق و السيقان و الأعشاب التي يأكلونها كما يمكن أن تقضم أعواد الخيزران بسمك بوصة و نصف ، وكي تضع الخيزران في فمها تقوم بمسك السيقان بمخالبها الأمامية و أصابعها الست.
* أصابع الباندا
لدى الباندا ستة أصابع لإحكام القبض على الخيزران و الإصبع السادس هو بمثابة إصبع إبهام إضافي يمكنها من تحريك الخيزران إلى أشكال من أجل تناول طعامها بكفاءة.
* أرجل الباندا
أرجلهم الأربعة مغطاة بالفرو الأسود و لديهم شريط أسود حول أكتافهم و كذلك حول عيونهم و آذانهم و لون ذيولهم هو الأبيض.
* تواصل الباندا
تتميز الباندا العملاقة بأنها حيوانات صاخبة نوعاً ما وخاصة الإناث منها أثناء دورة الشبق في حدائق الحيوان أما في الغابة فهي تطلق 11 صوت مختلف ، وتضع الباندا العملاقة علامات على الأشجار والصخور والأعشاب تدل على هويتها وجنسها وأحياناً وضعها الإجتماعي وذلك بواسطة رائحة تصدرها غدة كبيرة توجد أسفل ذيلها الذي يتراوح طوله بين 10 إلى 15 سم وعن طريق فركها بالأجسام كالأشجار والصخور لتنظيم الإتصال فيما بينها عن طريق حاسة الشم فالذكور تحدد أماكن عيشها بواسطتها أما الإناث فتستخدمها أثناء دورة الشبق، وذلك كما أشار التحليل الكيميائي لهذه العلامات.
* الصوت
تصدر الباندا العملاقة صوتاً يشبه صوت الخروف أو صغير الماعز يسمى الثغاء كما تصدر أصوات أخرى مثل: الصياح عند الغضب وأخرى شبيهة بالنباح والهدير أما صغارها فتصدر صوت النقيق والأنين ، وقد إستطاع الباحثون فك رموز 13 صوت مختلف من أصوات الباندا العملاقة فقد جمع العلماء العديد من البيانات وحللوا البصمات الصوتية فسجلوا أصواتها في المواقف المختلفة كتناول الطعام والتزاوج وغيرها كما تعبر صغار الباندا العملاقة عن أنفسها بإطلاق عدة أصوات في مواقف مختلفة .
* التزاوج
يحدث موسم التزواج عند الباندا العملاقة في فترة الربيع وذلك خلال دورة الشبق للإناث كما تعثر الذكور على الإناث من خلال حاسة الشم المتطورة لديها التي تستخدمها أيضاً لتجنب الذكور الأخرى ، إلى جانب الشم يتم تحديد موقع الإناث أيضاً عن طريق الصوت، وأثناء هذا الموسم تتنافس الذكور فيما بينها للحصول على فرصة للتزاوج حيث يصبح الذكور عدائيين للغاية وقد يصل الأمر إلى أن يجتمع نحو واحد إلى خمسة ذكور من الباندا حول كل أنثى منها.
* حواس الباندا
حاسة البصر القوية: تستطيع الباندا تمييز الألوان والرؤية الجيدة أثناء الليل كما أنها تستطيع تحديد موقع جسم متحرك من على بعد مسافة كبيرة فهي تمتلك بصراً جيداً على الرغم من الخرافة التي تدعي أنها لا ترى جيداً بسبب صغر حجم عينيها.
حاسة الشم القوية: تستطيع الباندا العملاقة بواسطة حاسة الشم التي تعتبر من أهم الحواس لديها إيجاد الشريك وتجنب الإنسان وتحديد موقع صغارها بالإضافة إلى تجميع الطعام.
إمتلاكها الأصوات القوية: تصدر دببة الباندا الأصوات عند شعورها بالغضب أو الخوف.
الذكاء: تعتبر دببة الباندا من الحيوانات الذكية التي تتعلم بسرعة وقد تدرب بعضها على فعل أكثر من 20 حيلة في إحدى حدائق الحيوانات في الصين ومنها قيادة الدراجة الهوائية.
* دورة حياة دب الباندا
يقدر العلماء أن متوسط عمر الباندا العملاقة التي تعيش في البرية يتراوح بين 15 إلى 20 عاماً، أما تلك التي تعيش في حدائق الحيوان فيمكن لها أن تعيش حتى 30 عاما وفيما يأتي نبذة عن دورة حياة دب الباندا:
1- التزاوج
تزرع البويضة المخصبة في جدار رحم أنثى الدب بعد التزاوج بشهرين إلى ثلاثة أشهر لتستمر فترة نمو وتطور الجنين لشهرين فقط كما تشير مستويات الهرمونات في بول الإناث ثم تلد في عش من الخيزران بعد نحو خمسة أشهر من التزاوج، وقد تضع توأماً كما يحدث أحياناً في بعض المحميات لكن حدوث ذلك يعتبر أمراً نادراً في البرية.
2- ولادة الصغار
يعرف صغير الباندا بإسم (الديسم) ويولد باللون الوردي ويبلغ وزنه حوالي 141 غرام وطوله 15 سم تقريباً ولا يتمكن من الزحف حتى وصوله ثلاثة أشهر من العمر ويشار إلى أن صغار الباندا تعتبر أصغر أبناء الثدييات المشيمية بالنسبة لحجم الأم عند مقارنة حجمها بحجم الأم حيث تبلغ نسبة وزنه إلى وزن أمه حوالي 1: 800 فقط ، ومن الجدير بالذكر أن الأم لا تستطيع عادة رعاية جميع المواليد في حال إنجابها لتوأم.
3- رعاية الصغار
تقضي صغار الباندا أول مئة يوم من حياتها في العش، وفي أول أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من عمرها تستخدم الأم أذرعها الأمامية وعظام معصمها التي تشبه الإبهام لحضن رضيعها حيث يكون نمو الرضيع بطيئ خلال الأشهر الأولى فتعتمد على أمها للحصول على الدفء والغذاء وبعد مرور نحو 45 يوم من الولادة عادة تفتح عيون الصغار ثم تبدأ بأكل الخيزران بسهولة بعد ظهور أسنان الحليب أي عند بلوغ عمرها حوالي 14 شهر وتفطم الباندا عادة في عمر يتراوح بين 18 إلى 24 شهراً.
تستطيع الباندا العملاقة البدء بالتكاثر في عمر يتراوح بين 6 إلى 7 سنوات ويجب فصل الأم عن صغارها حتى تتمكن من الدخول في دورة تكاثر جديدة ، وبشكل عام يمكن تقسيم الفترة العمرية للباندا العملاقة كما يأتي:
حديثو الولادة: تمتد من اليوم الأول من الولادة حتى 365 يوماً ثم الأحداث: تتراوح بين 12 إلى 18 شهراً من عمرها ، قرب البلوغ: وهي الباندا التي يتراوح عمرها بين 19 شهراً حتى أربع سنوات ونصف ، البلوغ: وهي التي يزيد عمرها عن أربع سنوات ونصف.
* صغار الباندا
صغار الباندا الجميلة عادة ما تولد في شهر أغسطس لأن شهور تزاوج الباندا هي من مارس إلى مايو و مدة الحمل تتراوح بين ٣ إلى ٥ شهور ، تلد الإناث بشكل رئيسي طفلين من الباندا و الأقوى منهم فقط هو الذي ينجو وسط البرية.
* الباندا تعيش مستقلة و منفردة
عائلات الباندا لا تعيش معا بل يعيشون منفردين فكل أنثى لها نطاق محدد تعيش فيه كذلك الذكور تعيش بشكل منفصل عن بعضهم البعض إلا في موسم التزاوج القصير (من مارس إلى مايو) فإنهم يتنافسون على إهتمام الإناث.
* السبات الشتوي
تختلف الباندا عن معظم الدببة الأخرى التي تدخل في سبات في فصل الشتاء فهي لا تدخل في سبات في فصل الشتاء بل تتجه أسفل الجبال حيث الطقس الدافئ و السبب في ذلك أن طعامهم النباتي (الخيزران) يأكلونه أغلب الوقت و هو لا يجعلهم يسمنون بما فيه الكفاية مثل باقي الدببه لذا يحتاجون للبقاء و تناول الطعام بإستمرار.
* سرعة الباندا
تستطيع الباندا الركض بسرعة ٣٢ كم/ الساعة (٢٠ ميل/ الساعة) و هي سرعة عالية جدًا إذا قمنا بمقارنتها مع أسرع العدائيين من البشر الذين يحققون حوالي ٣٧ كم/ الساعة.
* الباندا خجولة و غير مغامرة
الباندا خجولة و لا تغامر بالذهاب إلى الأماكن التي يعيش فيها الإنسان و هذا ما يجعل الأماكن التي تتواجد فيها محدودة للغاية.
* ماذا تفعل الباندا طوال اليوم ؟
تقضي الباندا وقتها بين تسلق الأشجار و لا سيما أطفالها الصغيرة المرحة و بين تناول جذور الخيزران و براعم الخيزران وأوراق الخيزران حيث الخيزران غذائهم اليومي الأساسي و تقضي ١٢ ساعة من يومها في ذلك و بعد أن تشبع تنام من ٢ إلى ٤ ساعات و عندما تستيقظ مرة أخرى تبحث عن المزيد من الطعام.
* الباندا تجذب السياح
يقوم العديد من المسافرين برحلاتهم إلى الصين من أجل مشاهدة الباندا و هناك العديد من الأماكن التي تتواجد فيها الباندا في الصين و لكن أفضل الأماكن هي تشنغدو (مقاطعة سيتشوان) مسقط رأس الباندا ، لدى تشنغدو في مقاطعة سيتشوان العديد من قواعد الباندا الكبيرة و المحميات الطبيعية التي تحمي الباندا.
* كيف تعرضت الباندا للخطر و ما الذي بذلته الصين من أجل حمايتها ؟
أصبحت مناطق الباندا محدودة بسبب نشاط الزراعة و قطع الأشجار و كذلك كثرة عمليات صيد الباندا كل هذا أدى إلى تعرضها للخطر بسبب إختفاء موطنها.
في الخامس من سبتمبر عام ٢٠١٦ تم إزالة إسم الباندا العملاقة من قائمة الحيوانات المهددة بالإنقراض و هي الآن على قائمة الحيوانات قليلة الوجود ، تحمي الصين مناطق حيوانات الباندا العملاقة من خلال إعادة الأراضي الزراعية إلى غابات برية.
المصدر:مواقع ألكترونية