معلم من بلادي – قصر نالوت
قصر نالوت أو قصر لالوت في المدينة القديمة يحتل القصرموقعا في وسط بلدة نالوت القديمة.. هو من أقدم “القصور الأمازيغية” في ليبيا ويقع على حافة جبل نفوسة وعلى ارتفاع 640 متراً عن مستوى سطح البحر، كما أنه يطل أو يراقب الطريق الرئيسية التي تربط بين طرابلس وغدامس. لايوجد تاريخ دقيق مسجل لنشأة القصر، إلا أنه يعتقد أن تاريخ إنشاء عدد من القصور المنتشرة في المنطقة يعود إلى القرنين العاشر أو الحادي عشر الميلادي.
وهو مستطيل الشكل. ويبدو هذا القصر للناظر مشابها لبناء الحصن، إلا انه يختلف عنه بوجود فتحات صغيرة تتوزع على الجدار الخارجي، لتزويد الحجرات بالضوء والتهوية، ولم يحظ هذا القصر بتفصيلات كثيرة من قبل الكتاب الذين تعرضوا إلى ذكره. فيقول – موندادوري مثلا – ان القصر يبدو على هيئة قلعة ويتكون من 300 حجرة. وانه لا وجود لسلم داخل القصر، بل قطع صغيرة من الخشب مغروسة في الجدران. ويبلغ عرض كل حجرة وارتفاعها يبلغ متر واحد. وان محتويات هذه الغرف تتمثل في الشعير والقمح والزيت. وهي كافية لاسرة واحدة لمدة عام كامل.
(ان ثمة رجل يقوم بالحراسة في هذا القصر ووجوده كعدمه، لان أحدا لا يفكر في سرقة جاره. وعلى الرغم من ضيق المكان، فان اسواقا كانت تعقد بفناء هذا القصر. ولقد نشأت هذه الظاهرة منذ استسلم البربر على مضض للقوى المتغلبة. ولكن نالوت لم تعد اليوم قرية بربرية، بينما اريبط قصرها المحصن بكثير من الأساطير).
ان قصر التخزين بنالوت لا زال بحالة جيدة، ويقع مدخله الوحيد في الجهة الشمالية الشرقية. ويبلغ عرضه حوالي 1.10 م، وارتفاعه 2.10 م تقريبا، أما المدخل ذاته فيتكون من شكل شبه مستطيل، ويتمثل في ردهة يبلغ طولها حوالي 3.43 م، ويكتنفها من الجانبين سدة حجرية ملتصقة بالجدار. ويظهر في وسط هذا القصر بناء آخر، حيث ترتفع جدرانه إلى مستوى أعلى من جدران القصر. ويحيط هذا البناء ممر يبلغ عرضه حوالي 1.70م. وهذا المبنى كما هو بقية القصر مشكل من حجرات التخزين، التي تمثل خمسة طوابق في جهة من القصر، وفي الجهة الأخرى تتكون من ستة طوابق
و ان ما يلفت النظر غياب الدرج الذي يوصل إلى الطوابق العليا من القصر، فلقد استعيض عنه بوضع قطع صغيرة من جذوع الأشجار في الجدران وكانت هذه القطع، ولا زالت، وسيلة الصعود إلى الحجرات. والطريقة الوحيدة للحصول على الحاجيات أو وضعها بالحجرات تعتمد على تسلق المرء لهذه القطع الخشبية حتى الحجرة المبتغاة، حيث يضع المتسلق قطعة من الخشب المستطيل فوق قطعتي الجذعين المثبتتين بأسفل مدخل الحجرة، ثم يستعمل الحبل لرفع أو انزال ما يبتغيه.
و لقد استعمل في بناء القصر المواد المحلية المكونة من الطين والجبس وجذوع الأشجار. ولا يختلف هذا القصر في عناصره المعمارية الأساسية عن بقية قصور التخزين بجبل نفوسة. ويجدر بنا ان نوضح ان ما بأيدينا من مصادر تاريخية لا تسعفنا بتحديد تاريخ معين لبناء هذا القصر. وبغياب الأدلة التاريخية والأثرية تظل التواريخ المقترحة مشرعة على كل الاحتمالات.
المصدر : مواقع ألكترونية