هل تعلم ان الدولة الكردية و الدولة الامازيغية كانتا تتشاركان الحدود؟
الشعبان الكردي و الامازيغي رغم كونهما شعبان تفصلهما الاف الكيلومترات و يعيشان في قارتين مختلفتين الا ان هناك نقاط تشابه كثيرة بينهما في جميع المجالات ,ثقافيا هم يتشابهون في العادات و التقاليد ,سياسيا عانوا معا من الخيانة العربية الاسلامية و دفعوا ثمن ثقتهم العمياء بالعرب باعتبارهم اخوانا لهم في الدين, تاريخيا لهما حضارتان عريقتان تمتد الى ما قبل الميلاد اسسوا خلالها العديد من الممالك و الدول المستقلة ,و خلال القرنين 12 و 13 ميلادي عرف العالم احد أقوى الامبراطوريتين التان كان لهما ثقل سياسي على المستوى العالمي ,الاولى هي الامبراطورية الايوبية الكردية التي كانت تشمل مصر و الشام و اجزاء كبيرة من العراق و شبه الجزيرة العربية و تركيا و ليبيا و قد شملت الامبراطورية الكردية الايوبية جميع اراضي كردستان الكبرى المحتلة ايضا ,و قد كانت الامبراطورية الكردية الايوبية من اعظم الامبراطوريات التي عرفها التاريخ الكردي و التاريخ الاسلامي ايضا و لها انجازات و بطولات كثيرة كتحرير العديد من الاراضي التي كان يسيطر عليها الصليبيون و ابرزها مدينة القدس , و التاريخ يشهد انه لولا الايوبيين الاكراد لصار الشام كله بقبضة الصليبيين ,و من اعظم سلاطين الامبراطورية الكردية الايوبية نجد صلاح الدين الايوبي الذي قال قولته الشهيرة لولا ان الموت اتاني لجعلت جميع الدول الاوروبية اسلامية , وهذه المقولة وحدها كافية لتخيل مذى شجاعة و نبل الشعب الكردي العظيم .
و في المقابل و في نفس العصر كان هناك امبراطورية امازيغية ضخمة تتشارك الحدود مع الامبراطورية الكردية في ليبيا الا وهي امبراطورية الموحدين التي لها كذلك انجازات كثيرة ابرزها حماية المسلمين من بطش الصليبيين في الاندلس ل150 سنة متتالية كما أن السلطان الامازيغي يعقوب المنصور الموحدي و السلطان الكردي صلاح الدين الايوبي كانت تربطهما علاقات صداقة و تعاون كثيرة و سبق ليعقوب المنصور ان دعم صلاح الدين بجيوش امازيغية موحدية ضخمة لمساعدته في تحرير القدس في معركة حطين الخالدة في التاريخ الكردي , وبعد النصر الكبير قام صلاح الدين بمكافئة الامازيغ و بنى لهم باب تاريخي في مدينة القدس سمي باب المغاربة نسبة الى المغرب الكبير الذي يمتد من ليبيا الى المغرب الاقصى و ليس نسبة الى ما يسمى اليوم المملكة المغربية كما يظن بعض المراكشيين ,و سيظل هذا الباب شاهدا على مذى عراقة العلاقات بين الشعبين الكردي و الامازيغي والتي ما زالت مستمرة الى يومنا هذا.
الباب الذي اهداه الاكراد للامازيغ و الغريب في الامر ان السلطات الفلسطينية العربية الاسلامية قامت بكتابة اسم باب المغاربة بلغة الصليبيين الذين قاموا باحتلال القدس في حين تجاهلت كتابة اسمه باللغتين الامازيغية و الكردية رغم كون فضل تحرير القدس يعود بالاساس الى الشعب الكردي اولا ثم الى الشعب الامازيغي الموحدي بدرجة ثانية.
http://www.amazighworld.org/arabic/history/index_show.php?id=6916